إدانات وشجب دولي واسع لجريمة الاغتيال

ما زالت جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين قائد المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين المحتلة على يد الصهاينة تثير المزيد من ردود الفعل العالمية والاستنكار الواسع، واختلفت ردود الفعل بين الدول والحكومات، ولوحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان رئيسها جورج بوش، عبرت عن موقف مؤيد للجريمة الصهيونية بدعوى دفاع الكيان الصهيوني الغاصب عن نفسه.
قارة آسيا تعبر عن قلقها
عبرت الصين أمس عن قلقها البالغ من التداعيات المحتملة فى الشرق الأوسط، بعد اغتيال الكيان الصهيوني الزعيم الروحى لحركة المقاومة الاسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين.
ونقل التلفزيون الحكومى عن كونج كوان المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله نشعر بقلق بالغ من أثر ذلك على المنطقة، ونرقب تطورات الوضع عن كثب .
ودعت اليابان عبر رئيس وزرائها جونيتشيرو كويزومي من ناحيتها إلى وقف العنف فى الشرق الأوسط وحثت على ضبط النفس، وقالت إن حلقة العنف وحلقة الكراهية يجب أن تقطع بسرعة.
رومانيا: تأجيل زيارة الرئيس للكيان الصهيوني
وأرجأ الرئيس الرومانى إيون إليسكو زيارة رسمية للكيان الصهيوني كان مقررا أن تبدأ أمس الأربعاء وتستمر ثلاثة أيام بسبب المخاوف الأمنية عقب اغتيال إسرائيل للشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس.
وقال بيان لمكتب اليسكو جاء القرار عقب تقييم أجرته وزارة الخارجية للتطورات الأخيرة فى الأراضى الفلسطينية التى تشير إلى توتر المناخ الأمنى بالشرق الأوسط، وأضاف البيان أن الجانبين الصهيوني والرومانى سيحددان موعدا آخر لزيارة اليسكو.
بريطانيا:المجلس الإسلامي يدين
وفي بريطانيا ندد المجلس الاسلامى البريطانى، الذى يضم تحت لوائه أكثر من 350 منظمة وجمعية إسلامية بريطانية، فى لندن بمقتل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقال الأمين العام للمجلس الإسلامى البريطانى إقبال سكرانى: إن إرهاب الدولة الشائن الذى ارتكبته إسرائيل ضد رجل أعزل معاق أثناء خروجه من المسجد، يدفع المنطقة كلها إلى حافة الخطر، والذى بالتالى لا يمكن وقفه إذا ما وقع .
وأضاف سكرانى إننا نحمل الولايات المتحدة والمجتمع الدولى مسؤولية استمرار الاحتلال الإسرائيلى الذى يمارس يوميا سياسة قمعية، ويقوم بإرهاب وقتل الشعب الفلسطينى الأعزل .
وطالب الحكومة البريطانية وشركاءها فى الاتحاد الأوروبى باتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة لإنهاء الاحتلال الصهيوني الطويل للأراضى الفلسطينية، وذلك وفق بنود القانون الدولى.
وأعرب عن الاعتقاد بأن سياسة الكيل بمكيالين، التى يجرى توظيفها فى ما يوصف بالحرب على الإرهاب، لم تولد إلا العنف المضاد، كما أنها لن تجلب السلام إلى الشرق الأوسط والعالم أجمع.
ودعا سكرانى الدول ذات العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى ممارسة ضغوط على الإدارة الأمريكية من أجل أن تستخدم نفوذها ومساعداتها المالية والعسكرية لإجبار الدولة العبرية على الانصياع لقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة.
سترو: اغتيال ياسين عمل بغيض
من جانب آخر، وصف المتحدث باسم رئيس الوزراء طوني بلير، ردا على سؤال وخلال لقاء صحفي، الاغتيال بأنه تراجع عن السلام في الشرق الأوسط، ناقلا عن بلير إدانته للاغتيال، فيما كرر موقف حكومته من أن مثل هذه الاغتيالات المأساوية هي ضد القانون الدولي.
وبينما أقر المتحدث بحق الدولة الصهيونية في الدفاع عن نفسها وطالبها بالعمل بما يتوافق مع القانون الدولي، وعدم التملص منه أو تجاهله، وأضاف المتحدث أن بريطانيا تحث الإسرائيليين والفلسطينين على ضبط النفس والامتناع عن الأعمال التصعيدية، وإلزام نفسيهما بعملية السلام وبهجر العنف.
وخلص المتحدث في إيجازه المقتضب إلى القول إن رؤية إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، كما تنص على ذلك خطة خريطة الطريق هو الهدف الذي يجب أن نسعى جميعا إلى تحقيقه.
أما وزير الخارجية البريطاني جاك سترو فقد وصف اغتيال زعيم حركة حماس وبعض مرافقيه بأنه عمل غير عادل وغير مقبول، وقال سترو لراديو لندن من بروكسل، حيث يحضر محادثات للاتحاد الاوروبي حول مكافحة الإرهاب، أنه لا يرى أي فائدة من اغتيال رجل عجوز مقعد، داعيا إلى ضبط النفس من الجانبين.
ولكنه أضاف جميعنا يتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب الذي يؤثر عليها ولكن في إطار القانون الدولي، مضيفا أن ذلك الحق لا يسمح لإسرائيل بالقيام بهذا النوع من القتل البغيض، والذي ندينه جميعا، وهو غير مقبول وغير عادل ومن
المستبعد للغاية أن يحقق الأهداف الإسرائيلية.
قبرص تستنكر
واستنكرت قبرص عملية اغتيال الزعيم الروحى لحركة حماس ودعت جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس.
ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن وزراة الخارجية القبرصية فى بيان لها قولها إن الحكومة القبرصية تعارض عمليات الاغتيال المستهدف، لأنها تصعد من دائرة العنف وتزيد من تصعيد الصراع.
وأضافت أن الحكومة القبرصية تدعو مرة أخرى جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والعودة فى أقرب وقت ممكن إلى مائدة التفاوض وتجنب الإجراءات الانفرادية.
منظمة العفو الدولية (أمنستي) تدين
وأدانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) قيام القوات الصهيونية باغتيال زعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين في قطاع غزة. وقال بيان للمنظمة إن الكيان الصهيوني يعمد مرة جديدة إلى اغتصاب القانون الدولي لأن الجيش الإسرائيلي كان بإمكانه اعتقال الشيخ ياسين والتحقيق معه، خصوصا وأنه قام باعتقال عشرات الآلاف من الفلسطينيين عبر اقتحامات شنها على المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية على مدى السنتين الأخيرتين المنصرمتين.
ورجحت أمنستي في بيانها أن تؤدي عملية اغتيال ياسين إلى تصعيد دورة العنف المتبادل التي أزهقت أرواح ما يزيد عن 2500 فلسطيني و900 صهيوني خلال ثلاث سنوات ونصف المنصرمة.
إيطاليا: العملية أمر جسيم ومردوده عكسي
وفي إيطاليا قال وزير الخارجية فرانكو فراتيني للصحافيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن من شأن هذا العدوان الصهيوني أن يزيد من أعمال العنف في منطقة الصراع، وأوضح أن العدوان الصهيوني سيقوض من فرص إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأعمال تعد من العوائق الرئيسية في وجه المسيرة السلمية.
واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماسيمو داليما عملية اغتيال الشيخ ياسينأمرا جسيما ومردوده عكسي، ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن داليما، الذي يرأس حزب ديمقراطيي اليسار، قوله في تعليقه على سؤال حول قيام القوات الصهيونية باغتيال زعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين فجر الإثنين الماضي، أن أول ما أنتجه هذا العمل هو تأجيج أجواء الكراهية، واعتبر داليما أن من شأن الاغتيال تعقيد الجهود الساعية لإحياء عملية السلام، موضحا الآن أصبح كل شيء صعبا".
باكستان: الشعب والبرلمان يدينان والموقف الرسمي مرتبك
أربكت العملية الإجرامية الجبانة التي قام بها العدو الصهيوني ضد شيخ فلسطين، مواقف بعض الدول التي تحسب لغضب واشنطن ألف حساب، متجاهلة مواقف شعوبها المنددة والمطالبة بالقصاص من المجرمين، وهكذا اكتفى الناطق باسم الخارجية الباكستانية مسعود خان بالقول إن باكستان تنتقد العنف الدائر فى منطقة الشرق الأوسط وأن تراجع الوضع الأمنى فى المنطقة له تأثير سلبى على حركة السلام، وقال مسعود خان، فى مؤتمر صحفى عقده فى إسلام آباد، إن اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس الشيخ أحمد ياسين عمل غير مقبول على الإطلاق ومن شأنه إشعال التوتر فى المنطقة.
وفي السياق ذاته امتنع مسعود خان عن إدانة إسرائيل لقيامها باغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بصراحة، واكتفى بالقول إن باكستان تأسف لاستمرار دائرة العنف التي لن تخدم مساعي السلام في الشرق الأوسط. ولم يتضمن تصريح الحكومة الباكستانية، وهي ثاني أكبر دولة إسلامية، أي شجب واضح للاغتيال، مما دفع أحد الصحفيين العرب في مؤتمر صحفي حول العمليات العسكرية بمنطقة القبائل إلى توجيه سؤال مباشر للمتحدث الرسمي بالصيغة التالية، سيد مسعود هل تشجب اغتيال الشيخ ياسين أجبني بنعم أو لا؟، وكان رد خان لقد قرأت عليكم تصريحي، ولكن الصحفي أعاد السؤال مرة ثانية بنعم أو لا هل تشجب اغتيال الشيخ ياسين؟، وكرر خان جوابه السابق ذاته. وكان لافتا تجنب خان فتح المجال لأسئلة الصحافيين العرب بشأن السياسات الجديدة التي تتبعها باكستان في الصراع العربي الصهيوني.
أما البرلمان الباكستانى الذي يمثل موقف الشعب، فقد أصدر خطابا شديد اللهجة ندد فيه باغتيال الشيخ أحمد ياسين، كما طالبت الجمعيات السياسية الباكستانية الوطنية بإصدار خطاب موحد يندد باغتيال الشيخ أحمد ياسين.
شذوذ عن الإجماع الدولي الولايات المتحدة الأمريكية.."بوش يبرر اغتيال الشيخ ياسين
أما واشنطن فقد اتخذت موقفا كان متوقعا، كما هي العادة، حيث برر جورج بوش اغتيال الشيخ ياسين، ودافع الرئيس الأمريكي عما أسماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأمر الذي اعتبرته الحركة دليلاً على دعم الإدارة الأمريكية لإرهاب الدولة الصهيوني.
وقال بوش للصحافيين أول أمس الثلاثاء في أول تعليق له على قيام العدو الصهيوني باغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حماس، أي دولة من حقها أن تدافع عن نفسها ضد الإرهاب.. إسرائيل لها الحق في أن تدافع عن نفسها ضد الإرهاب. ثم أبرز بوش خوفه على رفيقه المجرم شارون قائلا : إسرائيل إذ تفعل ذلك آمل أن تضع العواقب في ذهنها....
وأشار إلى أن إدارته تأخذ أي تهديدات ل حماس ضد الولايات المتحدة على محمل الجد. وقال: أنا قلق من استهداف الجماعات الإرهابية لأمريكا.. سواء كان التهديد من حماس أم من القاعدة، فإننا نأخذه على محمل الجد في هذه الإدارة.
وقال بيان للخارجية الأمريكية متحدث باسم حماس هدد بالانتقام وحدد مصالح أمريكية كأهداف.. ندعو الأمريكيين إلى توخي أكبر قدر من الحيطة والحذر وإلى اتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل تحسين وضعهم الأمني.