نفذ العدو الصهيوني الحاقد مجزرة مروعة في حي آهل بالسكان بغزة وذلك بعد منتصف ليلة أول أمس الاثنين، وكانت أداة العدوان صواريخ طائرة ف 61 الحربية الأمريكية الصنع، وراح ضحية هذه المجزرة البشعة 51 شهيدا من بينهم الشيخ صلاح شحادة قائد كتائب القسام ومرافقه الشخصي زاهرصالح نصار(37سنة) وأصيب في هذه العملية الجبانة أكثر من 401 جريحا 51 منهم جروحهم بليغة 7 منهم في حالة حرجة جدا، وقد أكد د. معاوية حسنين مدير الطوارئ في مشفى الشفاء في غزة أن 9 من الشهداء الخمسة عشر هم من الأطفال بالإضافة إلى استشهاد رجلين مسنين، أما عن الجرحى فقد أوضح الدكتور معاوية أن 73 من الجرحى لا يتجاوزون 21 سنة و33 منهم سنهم أقل من 02 سنة إضافة إلى أكثر من 03 سيدة. ويعتبر الشيخ صلاح شحادة (05 سنة) المطلوب رقم 1 لدى العدو الصهيوني فقد قضى هذا المقاوم أكثر من 51 سنة في سجون الاحتلال خرج بعدها ليعانق البندقية ويقود المقاومة ببسالة، إلى أن اغتالته أيادي الغدر الصهيوني وهو بين أسرته التي استشهدت جميعها في هذه الغارة الوحشية التي استهدفت العمارة التي يقطنها البطل شحادة وذلك تحت جنح الظلام، وتأكد بأن معظم الشهداء هم من النساء والأطفال الذين فوجئوا بالعدوان وهم نيام ومن بينهم زوجة القائد الشيخ صلاح شحادة الاخت ليلى خميس وابنته ايمان. وفي أول تعليق للدكتور عبد العزيز الرنتيسي (قيادي في حماس) على المجزرة أكد على أن الذي يدعو إلى السلام في هذه الأثناء فهو متآمر وأن الذي يتعاون مع العدو أمنيا فهو خائن، كما صرح الشيخ أحمد ياسين من جهته بأن >المجزرة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات ولنترك الأعمال ترد عليها<، وهو ما شدد عليه إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس التي توعدت برد قاس على المجزرة الصهيونية وبعد أن تضاربت أنباء بأن صلاح شحادة لازال حيا امتزج الفرح بالغضب في وجدان الشعب الفلسطيني الأبي، وخرج الآلاف من الشعب الفلسطيني إلى الشوارع متحدين حظر التجول، وطالبوا بالانتقام والرد السريع على هذا العدوان الحاقد. وقد تعهد بيان عسكري صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام أن >يجعل للصهاينة في كل بيت عويلا وفي كل شارع مأتما< وأضاف البيان >عهدا أبا مصطفى ألا تقر لنا عين ولا يغمض لنا جفن حتى يرى الصهاينة أشلاءهم في كل مطعم وموقف وحافلة وعلى كل الأرصفة< و>أن نجعل الصهاينة يلعنون أنفسهم ألف مرة على الساعة التي فكروا فيها بقتلك<. وأكدت كتائب شهداء الأقصى في بيان لها أنها: >ستستمر في العمل الاستشهادي حتى زوال هذا الكيان من الوجود، فلسطين لنا من النهر إلى البحر وليذهب إلى الجحيم الطاغية (الرئيس الأمريكي جورج بوش) وكل الخونة والمستسلمين<. وقبيل الفجر تحركت طائرات الأباتشي الأمريكية ثانية لتمارس إرهابها على الشعب الفلسطيني البطل. ولم تسجل أية أنباء عن استنكار للولايات المتحدة لهذا العدوان، وكذا الشأن بالنسبة للأمين العام للأمم المتحدة الذي اكتفى ناطقه الرسمي بالتعبير عن "أسفه"! ولم نسمع صوت الاتحاد الأوروبي وفرنسا التي نددت بالعملية الاستشهادية الأخيرة وكذا صوت بعض الدول العربية والسلطة الفلسطينية والسيد ياسر عرفات الذين يسارعون جميعا إلى إدانة العمليات الاستشهادية واستنكارها قبل أن يجف الدم الصهيوني الخبيث. وقد اعترف تلفزيون العدو بأن شارون وبن إليعازر قد أعطيا الضوء الأخضر "شخصيا" لتنفيذ هذه الجريمة النكراء. وفي مناورة للعدو لعله يخفف من حدة ردود الفعل الضعيفة أصلا، صرح وزير داخلية العدو الصهيوني بأنه قد وقع خطأ في تنفيذ العملية!! وأن الحكومة الأمنية لم تدع إلى الاجتماع ولم تتم استشارتها قبل الغارة!! فقد خرست الألسنة المنددة بالعمليات الاستشهادية والتي تنعتها ب" الإرهابية" عن الحديث والتعبير عن موقفها من هذه المجزرة التي أسالت شلالا من الدم الفلسطيني الطاهر، إرضاء لمجرم الحرب شارون الذي اعتبر هذه المجزرة نجاحا كبيرا، وعبر عن ارتياحه لتصفية أحد قادة حماس مشيرا إلى أن هذه الغارة (على الأبرياء ليلا وهم نيام) هي من "أنجح العمليات" التي نفذها الجيش. وإذا كان شعب فلسطين قد تحدى حظر التجول وخرج في تظاهرات عارمة في الثلث الأخير من ليل الاثنين الدامي، فإن على الشعوب العربية والإسلامية أن تقول كلمتها وتعبر عن غضبها من هذه الجرائم الصهيونية من تخاذل حكامها المستسلمين، وأن يهبوا لدعم المقاومة وأياديها الضاربة حتى النصر وزوال الاحتلال وتطهير الأرض المقدسة كلها من نجس اليهود الحاقدين. إسماعيل العلوي