أوصى كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة، أول أمس الثلاثاء مجلس الأمن تمديد فترة ولاية بعثة المينورسو بالصحراء المغربية إلى غاية نهاية أبريل المقبل، وذلك لأن المهلة الحالية للبعثة في المنطقة تنتهي في 31 يناير الجاري. وتحدثت بعض المصادر عن احتمال إشارة كوفي عنان في تقريره حول الصحراء المغربية الذي سيتم التداول فيه نهاية الشهر الجاري، إلى أن جيمس بيكر، مبعوثه الخاص إلى الصحراء المغربية، لم يتلق بعد ردا نهائيا من المغرب، وأنه تبعا لذلك يريد إعطاء الحكومة المغربية مزيدا من الوقت لإعداد ردها حول مقترحه الأخير. وفي الوقت الذي ذكرت فيه بعض المصادر بأن المغرب لم يُعِد بعد رده على المقترح الأخير لبيكر، أفادت مصادر مغربية أن هذا الرد موجود، وأنه من المنتظر أن يتسلمه بيكر نفسه خلال زيارته التي سيقوم بها للمغرب قريبا، وهي زيارة تكتسي أهمية خاصة من حيث إنه سيلتقي المسؤولين المغاربة على أعلى مستوى، وسيتوصل منهم بالرد المغربي حول مخططه الأخير الذي يقضي بأن تتمتع المنطقة الجنوبية للمغرب بما يشبه الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية على المنطقة لمدة تتراوح بين أربعة أوخمسة أعوام، يعقبها استفتاء يسمح للسكان الصحراويين بالاختيار بين الاستقلال أو استمرار الوضع على ما هو عليه أو الاندماج في المغرب. جدير بالذكر أن المغرب الذي رفض هذا المخطط، طالما دعا وما يزال الطرف الجزائري، الذي قبل به، إلى الدخول معه في حوار مباشر وصريح من أجل التوصل إلى حل متفاوض بشأنه، ويحترم سيادة المغرب على أراضيه، غير أن الجزائر ما تزال مخلصة لمبدئها القائم على منطق إذا أردت أن أتقوى يجب أن أضعف غيري، وبالتالي فهي تدعم انفصاليي البوليزاريو من أجل خلق المزيد من المتاعب للمغرب. وفي السياق ذاته أجرى بالرباط الطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، مباحثات مع وفد برلماني أوربي مكلف بالعلاقات مع بلدان اتحاد المغرب العربي أول أمس الثلاثاء. وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن هذا اللقاء شكل فرصة لاستعراض تطورات القضية الوطنية، مؤكدا رغبة المغرب في التوصل إلى حل سياسي يضمن له حقوقه المشروعة في نطاق السيادة والوحدة الترابية للمملكة. وأوضح الفاسي الفهري أن ثمة تجاوبا كبيرا من الاتحاد الأوربي في التوصل إلى حل توافقي يضمن للمغرب حقوقه التاريخية. وهو ما يؤكده تصريح رئيس الوفد الأوروبي جيراردو كاليوت كيسيدو، ذي الجنسية الإسبانية، الذي أشار إلى أن تسوية ملف الصحراء المغربية تشكل مفتاح الاستقرار النهائي بالمنطقة المغاربية. وفي موضوع ذي صلة، وصل أول أمس الثلاثاء ممثلو وكالتين تابعتين للأمم المتحدة (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبرنامج العالمي للتغذية) وتسع سفارات، إلى مخيمات تندوف في مهمة تستغرق أربعة أيام، بهدف تقصي عملية سير الإجراءات الجارية لتمكين الأسرى المغاربة من استعمال خطوط الهاتف المجاني قصد الاتصال بذويهم وعائلاتهم. عبد الرحمان الخالدي