يجري مجلس الأمن اليوم الاثنين مباحثاته الثانية حول ملف الصحراء المغربية في أفق التحضير لاجتماعه المبرمج له يوم الأربعاء المقبل 13 يوليوز 2002.ويروج وسط كواليس هيئة الأممالمتحدة أن مجلس الأمن سيعتمد المقترح القاضي بضرورة تمديد ولاية المينورسو مدة زمانية إضافية قد تفوق ثلاثة شهور تنتهي في نهاية أكتوبر المقبل، وتستمر إلى غاية نهاية السنة الجارية. ومن المفترض كما أعلنت عن ذلك مصادر مطلعة أن مجلس الأمن بالموازاة مع ذلك سيناقش قرارا قيل إنه أمريكي روسي يجمع بين الحل السياسي و"اتفاق الإطار" ومسلسل التسوية، وقالت المصادر نفسها إن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قد كلف مبعوثه الخاص المكلف بملف الصحراء المغربية السيد جيمس بيكر بوضع مشروع لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية يجمع بين اتفاق الإطار لمنح الحكم الذاتي للصحراويين في ظل السيادة المغربية ومسلسل التسوية. وهذا الأمر طبعا يرفضه المغرب بينما تقبل به الجزائر وجبهة البوليزاريو. ولحد الساعة خلف ما يمسى بالحل الخامس القاضي بالجمع بين مسلسل التسوية والاتفاق الإطار ردود فعل متباينة. فعلى الصعيد المغربي رفض المغرب هذا الطرح في رسالة وجهها السيد محمد بنونة، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى هيأة الأممالمتحدة إلى مجلس الأمن يوم الخميس الماضي، حيث اعتبر السيد بنونة أن هذا الطرح لا يمكنه إلا أن يقوض حظوظ التوصل إلى حل نهائي للقضية في المستقبل القريب. أما على المستوى الجزائري فقد بعث السيد عبد الله باعلي الممثل الدائم للجزائر لدى هيأة الأممالمتحدة يوم الجمعة الماضي رسالة لمجلس الأمن بشأن ملف الصحراء المغربية يزكي فيها ما يسمى بالحل الخامس الذي يأخذ يقول عبد الله باعلي في نفس الوقت مبادئ وتوصيات مخطط التسوية ومشروع الاتفاق الإطار. وتعتبر البعثة الجزائرية بنيويورك أن هذه المقاربة الجديدة تستحق التشجيع والدفع بها إلى الأمام. وكان عبد عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية الجزائري خلال زيارته نهاية الأسبوع الماضي لفرنسا قد أعلن من جديد عن موقف بلاده الداعم لحق ما سماه بالشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا حسب وجهة نظره لميثاق الأممالمتحدة، وكان ذلك خلال مقابلته مع وزير الخارجية الفرنسي السيد دو فيلبان، هذا الأخير الذي ذكر بلخادم بالموقف الفرنسي الذي سمعه نفسه من الرئيس جاك شيراك مباشرة وهو الموقف الذي قال بشأنه الوزير الفرنسي: >نأمل في الحفاظ على الاستقرار والسلم في المنطقة، وندعم جهود السيد بيكر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل البحث عن حل سياسي، كما نساند عمل المينورسو في المنطقة<، والظاهر بهذا أن بلخادم خلال زيارته لفرنسا فشل في استقطاب الموقف الفرنسي لصالحه بالرغم من المصالح الاقتصادية المشتركة بين الجزائر وباريس وذلك في حد ذاته دعم للموقف المغربي. ويبقى الموقف الأممي بشأن ما يسمى بالحل الخامس متمثلا فيما أعلن عنه أول أمس السبت بنيويورك رئيس مجلس الأمن السفير البريطاني جيريمي غرينستوك حيث قال إن مجلس الأمن يعتبر أن قرارا مركبا (في إشارة إلى الحل الخامس) يشمل مختلف الخيارات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ليس على الأرجح أحسن وسيلة للمضي قدما إلى الأمام في ظل الظروف الحالية. كما أوضح السيد غرينستوك في يوم الجمعة الماضي للصحافة عقب اجتماع مغلق له مع الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصحراء السيد ويليام ليسي سونيغ أن المباحثات ستتابع اليوم الاثنين وأنه يعتزم تقديم مشروع قرار أكثر وضوحا بهدف تمديد مهمة المينورسو التي تنتهي بعد غد الأربعاء المقبل، مؤكدا إجماع مجلس الأمن على بعثة المينورسو وعلى عمل المبعوث الخاص للأمين العام السيد جيمس بيكر. وفي موضوع ذي صلة بملف الصحراء المغربية عبر السيد جيريمي غرينستوك عن قلقه الشديد بشأن مصير الأسرى المغاربة المحتجزين بتندوف مؤكدا أنه حان الوقت لتدرك الجهات المعنية ضرورة الفصل بين الجوانب الإنسانية والقضايا السياسية في الموضوع. ويبدو أنه من المحتمل حسب مصادر مطلعة أن يعرض المقترح الأمريكي الروسي على التصويت بمجلس الأمن بعد غد الأربعاء وقد يتم إقراره كإجراء مؤقت موازاة مع تمديد فترة ولاية المينورسو وهو ما يدخل بقضية الصحراء المغربية منعطفا آخر يستعصي حله حاليا... عبد الرحمان الخالدي