أكد وزير الفلاحة والتنمية القروية في جلسة الأسئلة الشفوية لأول أمس الأربعاء أن صناعة الوجبات السريعة تعتمد على استيراد اللحوم من خارج المغرب.وقال السيد الوزير الذي كان يجيب على سؤال شفوي لفريق العدالة والتنمية حول الإجراءات الاحترازية لاستيراد لحوم البقر من الخارج "بمجرد الإعلان عن ظهور أول حالة لمرض جنون البقر بالولايات المتحدةالأمريكية أعطيت أوامر استعجالية للمصالح البيطرية المكلفة بمراقبة نقط العبور والحدود، لمنع دخول اللحوم ومشتقاتها القادمة من هذا البلد إلى التراب الوطني، سواء كانت موجهة لتزويد مطاعم الوجبات السريعة أو لأي استعمال آخر، ويدخل هذا الإجراء في إطار تفعيل القرار رقم 96 738 بتاريخ فاتح أبريل 1996 الذي ينص على حظر استيراد اللحوم ومشتقاتها من الدول التي ظهرت بها حالات من مرض جنون البقر أما استيراد الحيوانات الحية، فكما تعلمون تم حظره من جميع الدول منذ 14 نونبر .2000 إنه من الصعب القيام بمراقبة مانعة مائة في المائة، وإن المصالح المختصة تتخذ الاحتياطات اللازمة في الممرات الحدودية على مستوى مراقبة اللحوم المستوردة". النائب عبد القادر عمارة عن فريق العدالة والتنمية أكد على خطورة المرض باعتباره مرضا يهدد قطعان الأبقار وباعتبار أن الأوساط العلمية أثبتت أن نوعا من هذا المرض ينتقل إلى الإنسان. وأكد النائب عبد القادر عمارة أنه من المفترض فيما يتعلق باستيراد اللحوم المذبوحة على شكل سقوط carasse بدون نخاع شوكي أن يتم استيرادها من مجازر معتمدة ومصنفة وتخضع لاختبارات دورية وهو أمر معمول به في أوروبا. وبما أنه من المؤكد وجود استيراد مغربي من الاتحاد الأوروبي وهي منطقة موبوءة ولا أدل على ذلك يقول النائب عبد القادر اعمارة إن فرنسا سجلت منذ يناير 2003 , 131حالة من الإصابة بجنون البقر مشيرا إلى أن المراقبة فيما يتعلق بالسقوط أيسر باعتبار أنه قد تم تخفيض سن الذبح من 30 شهرا إلى 24 وفي هذه السن تكون الإصابة بالمرض منعدمة. وتساءل النائب عبد القادر اعمارة عما إذا كانت المصالح البيطرية الوطنية تقوم بمعاينة وتصنيف الوحدات التي تستورد منها اللحوم لاعتماده حرصا على مصلحة المستهلك المغربي علما أن هذا هو ما تقوم به دول الاتحاد الأوروبي في استيراد منتوجات الصيد البحري من المغرب. أما فيما يخص استيراد اللحوم المفرومة التي تستعملها عادة مطاعم الوجبات السريعة فقد أكد الدكتور عبد القادر اعمارة في تصريح لالتجديد أن من المفترض أن يكون هناك تتبع لمصدر هذه اللحوم tracabilité خاصة أن الاستيراد تقوم به شركات وسيطة تبحث عن أفضل عرض في السوق الدولية وبالتالي فمن الممكن أن تستورد من كل البلدان بما في ذلك البلدان الموبوءة مشيرا إلى أن وزارة الفلاحة قد قامت للأسف الشديد بالترخيص بالاستيراد من هذه البلاد. وكان النائب عبد القادر اعمارة في معرض تعقيبه على جواب السيد وزير الفلاحة قد تساءل: هل ستستمر الوزارة في عزمها على فتح استيراد العجلات لإعادة تكوين قطعان البقر في إطار البرنامج الوطني للاكتفاء من الحليب، وإذا كان الأمر كذلك فهل ستقتصر على البلدان التي لم تسجل بها حالات جنون البقر؟ يذكر أن مرض جنون البقر قد تم تشخيصه لأول مرة في المملكة المتحدة سنة 1986 وإلى غاية أكتوبر 2002 سجلت 181000 حالة في المملكة المتحدة وحوالي 3200 حالة في باقي دول الاتحاد الأوروبي، وقد أدى ذلك إلى انهيار تربية المواشي ببريطانيا والتي كانت مفخرتها لعدة عقود. وقد ثبت علميا أن تغذية الأبقار على دقيق اللحم ودقيق العظام وراء سبب جنون البقر وفي ذلك ما فيه من إثبات لحكمة الشريعة الإسلامية في تحريم آكلات اللحوم، وتأكيد على أن التدخل الإنساني في خلق الله له مضاعفات خطيرة على التوازن الطبيعي والاجتماعي. يذكر أيضا أن النوع الجديد من مرض كرتزفلد جاكوب تم تشخيصه لأول مرة سنة ,1996 ومن المتفق عليه علميا أن المتسبب فيه هو جنون البقر، وقد سجلت إلى حدود 1 يناير 2003 , 137 حالة إنسانية مؤكدة في الاتحاد الأوروبي 1299 في المملكة المتحدة و6 في فرنسا و1 في إيرلندا و1 في إيطاليا، ويتوقع أن يرتفع عدد حالات كرتزفلد جاكوب في المستقبل على اعتبار أن فترة الحضانة période dincubation قد تطول، واعتبارا للجهود الضخمة للاتحاد الأوروبي فقد تقلص عدد الحالات المسجلة سنويا إذ عرفت المملكة المتحدة مثلا انخفاضا من 37056 حالة في 1992 إلى 1194 في 2001. محمد السلاوي