دعا المؤتمر العالمي السادس للزكاة الذي اختتم أعماله الثلاثاء بالعاصمة القطرية الدوحة في بيانه الختامي العلماء والمتخصصين والخطباء ووسائل الإعلام إلى الاهتمام بفريضة الزكاة والرد على الشبهات و"العناية بمفهوم مصرف في سبيل الله" لإبعاد تهمة الإرهاب التي يراد إلصاقها بالعمل الخيري، كما دعا مؤسسات الزكاة إلى التنسيق فيما بينها داخل البلد الواحد بهدف توحيد جهودها وصولاً إلى دمجها في مؤسسة واحدة تشرف عليها الدولة بقانون ملزم. ودعا المؤتمر مؤسسات الزكاة إلى عرض والإفصاح عن أعمالها بشفافية من خلال إعمال الرقابة الشرعية والإدارية والمالية لنشاطاتها. وطالب البيان بإفساح المجال أمام المرأة للقيام بدروها في مجال الزكاة وتهيئة الطفل بالثقافة التي تنمي فيه العناية بالركن الثالث في الإسلام. وعن أثر الضغوط الدولية على البيان الختامي لمؤتمر الزكاة السادس قال الدكتور العياشي فداد رئيس لجنة التوصيات، في تصريح للتجديد، لقد أوضح مؤتمر الدوحة أن العمل الخيري لا يدعم الإرهاب و"حولنا أن ننفي عنه هذا الاتهام من خلال البند 11 نفيا مطلقا وأن أعماله موجه إلى أعمال الخير وللجهاد الحقيقي للدفاع عن الدولة وعن حقها في الوجود والحياة أيضاوربطنا هذه التوصية بندوة 1998 بالقاهرة" وأضاف أن المؤتمر دعا هيئات الزكاة والمؤسسات الخيرية لاعتماد الشفافية ليست من باب الرضوخ للحملة العاليمة الحالية "ولكن لأننا لسيت لنا آليات لتوضيح أعمالنا" وشدد على أن هذه الحملة كانت خيرا لنا وكان من الوجب علينا أن نقوم بهذه الإجراءات من قبل وأن نعمل في إطار الدولة وأجهزتها". وذكر مدير صندوق الزكاة القطري عبد العزيز الحمادي في تصريحاته للتجديد أن تأثيرات الحملة العالمية على الإرهاب كانت فاتحة خير إذ ارتفعت إيرادات الزكاة بقطر في الفترة الأخيرة بزيادة 100% من 20 إلى 40 مليون ريال قطري. لكنه أكد على "الشفافية مطلوبة شرعا ولابد من أن يطلع كل مواطن على موارد الصندوق وأن تنفق"، مشيرا إلى أن لجان المؤتمر ربما تدعو الدول الإسلامية التي لا يوجد بها صندوق للزكاة بإنشائها لما له من آثار إيجابية، وأوضح أن تجربة صندوق الزكاة بالسودان الذي حصل حوالي 77 مليون دولار هذه السنة استأثرت باهتمام الدول المشاركة. وقد دعا البيان الختامي إلى التأكيد على ضرورة إنشاء هية عالمية للزكاة وفق توصيا المؤتمرات السابقة، وقد تم تعيين لجان لمتابعة هذا الأمر بإشراف دولة قطر وبيت المتوليل الكويتي وبنك التنمية الإسلامي. وفي هذا الإطار أشار عبد العزيز الحمادي إلى أن صندوق الزكاة القطري في إطار الإعداد لاتفاقية مع بيت الزكاة الكويتي وكذلك مع دولة الإمارات لخلق مؤسسة إقليمية في انتظار المؤسسة العالمية للزكاةز وبخصوص إدماج هيئات الزكاة والجميعات الخيرة المحلية في إطار "مؤسسة واحدة ترعاها وتشرف عليها الدولة بقانون يلزم جميع المكلفين" (البند 2) أبان الدكتور العياشي -مع اعتراض دولة السودان والكويت على هذا البند- أن هذا الإشراف يخص مؤسسات الزكاة أما الجمعيات الخيرة فنحن مع إعطائها استقلاليتها التامة في إطار قانون الدولة المحلية". من جهته قال رئيس اتحاد المنظمات افسلامية في أوروبا الدكتور أحمد كاظم الوراي في تصريح للتجدي إن المؤتمر السادس للزكاة خطوة رائدة خاصة في الظروف الحية التي يواجهها الكل سواءصناديق الزكاة أو الجمعيات الخيرة على وجه التحديد" وإن هذا المؤتمر جاء ليعطي الصروة الحقيقة التي يراد تشويهها "وأعتقد أن المؤتمر نجح في هذا الصدد وحاول موتجهة الانكفاء على الذات". وأكد البيان الختامي على دور الخطباء والمساجد "للعناية بأحكام الزكاة وآثارها وكذلك وسائل الإعلام المختلفة للاهتمام بفريضة الزكاة وإبراز دولها والرد على ما يثار حولها من شبهات" داعيا "العلماء والمتخصصين إلى العناية بمفهوم مصرف "في سبيل الله" والاستفادة مما ورد في الندوة الأولى لقضايا الزكاة المعاصرة المنعقدة في القاهرة 1988". وطالب البيان مؤسسات الزكاة بالاهتمام بدور المرأة المسلمة وحثها على آداء رسالتها في هذا المجال وكذلك العناية بالطفل وتنشئته على فعل الخير والإنفاق في سبيل الله، وبالإفساح المجال لمشاركة المرأة ومساهمتها في العمل الخيري لإبراز دورها في مؤسسات الزكاة والجمعيات الخيرية بشكل عام. يشار إلى أن الدكترو العياشي فداد صرح بأن المؤتمر العالمي السابع للزكاة ربما ينعقد في المغرب. الدوحة- عبد الحكيم أحمين