قال محمد درويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، إن أنجع طريقة لمحاربة الإرهاب والتطرف هي تعميم ثقافة الديمقراطية في المنطقة العربية والإفريقية، مضيفا أن تهديد الإرهابي عرقل البناء الديمقراطي. وأضاف درويش الذي كان يتحدث، خلال ندوة دولية حول "المجتمع الدولي وسؤال الديمقراطية والإرهاب بالرباط، أن الفكر الإرهابي ليس له حدود جغرافية، حيث أضحى الإرهاب يشكل ظاهرة عالمية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي جعل من محاربة الإرهاب أولوية من أولوياته. واستطرد درويش أن الفهم الخاطئ والتأويلات الخاطئة، بالإضافة إلى التقوقع حول الذات والبعد عن مشاركة المجتمع في حياته اليومية، تنتج عن ظهور حركات متطرفة، مؤكدا أن فعل الإرهاب يسعى لتدمير الحياة. وأردف المتحدث أن أخطر أنواع الإرهاب، الإرهاب الفكري، وأوضح أن الإرهاب الفكري خلف جيل معطوب لا يقوى على التفكير الحر، مشددا على أن ترسيخ الفكر الديمقراطي والدعوة له تمثل فسحة أمل أمام المجتمعات. ودعا درويش دول العالم العربي إلى اعتماد سياسيات استباقية وتحسيسية لمحاربة التطرف، وذلك بالعناية بالمداخل والمناهج التربوية، ومحاربة الفقر والتهميش، بالإضافة إلى نشر مفهوم الوسطية في الدين والبعد عن التشدد والفهم الخاطئ للدين. وتخلل الجلسة الأولى من الندوة الدولية والتي تم عنونتها "بالإرهاب والذاكرة"، شهادتين لسيدتين كانتا ضحية للإرهاب، إذ قالت سعاد البكدوري الخمال التي فقدت زوجها وابنها خلال تفجيرات 16 ماي سنة 2003، الإرهاب حرمني من حياة امرأة سوية، مضيفة كان صعبا جدا أن أفقد ابني وزوجي في نفس اليوم. وأضافت الخمال التي ترأس الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، أن الفكر الإرهابي لا زال موجودا بالرغم من أننا لا نشاهده، مسترسلة "الجماعات الإرهابية تستهدف الأطفال والشباب خصوصا الذين يعشون في الأحياء الفقيرة والمهمشة". وتابعت الخمال أن العديد من التجارب العالمية كشفت أن أنجع طريقة لمحاربة التطرف هي استعمل صوت الضحية، مضيفة أن الضحية يجب أن يستعمل كرسالة حب وحياة لهؤلاء الذين يفكرون في التفجير. من جهة أخرى قالت الإسبانية "باربارا دوركوب"، التي اغتيل زوجها من طرف منظمة إيطا الاسبانية، أن التربية والتعليم هي أساس محاربة الإرهاب والتطرف، مضيفة يجب على جميع دول العالم القيام بمبادرات تحسيسية من ظاهرة التطرف، وأشارت أنها عانت من عدم التحسيس وتوعية في معاملاتها مع عائلتها وجيرانها غداة وفاة زوجها.