قالت سعاد البكدوري، أرملة المحامي عبد الواحد الخمال ووالدة الشاب الطيب الخمال اللذين سقطا ضحية التفجيرات الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، أن مجرد التفكير والحديث عن المصالحة يزيد من آلامها ويعمق من جراحها ومعاناتها النفسية، باعتبار أنها كغيرها من ذوي الضحايا هم الطرف المتضرر بصورة مباشرة من تلك التفجيرات الدموية، والذين لازالوا يجرون وراءهم سنوات من العذاب النفسي في ظل استمرار معاناة العائلات المكلومة في أقربائها. وذكرت أرملة المحامي الخمال ل «الأحداث المغربية»، أن هناك طرف أساسي يتم دائما إغفاله في الملف، وهو كل أولئك الذين قضوا في الأحداث الإرهابية، ولم يستطيعوا أن يفتحوا صفحة جديدة في حياتهم، بسبب عدم قدرتهم على نسيان ماحدث في تلك الليلة المشؤومة وتعايشهم مع الواقع المرير، وقالت الخمال أنه بالرغم من كون المدة طويلة، فإن المعاناة والإحساس بفقدان الاستقرار العاطفي والأسري مازالت قائما، مادامت المعاناة من تبعات هذه المأساة هي العنوان العريض ليوميات الضحايا. وأبرزت الخمال أن ما حدث في قبل إحدى عشر سنة، يحتم علينا عدم نسيان هذه الفاجعة التي لم يعاني من ويلاتها سوى من اكتوى بنارها بصفة مباشرة، وذلك حتى تبقى عبرة لنا في المستقبل، وكي نستطيع مواجهة هذه الآفة التي تنخر البلد وتهدد أمنه واستقراره. وأضافت سعاد الخمال أن الحديث عن المصالحة وطي الملف، يجب أن لا ينسينا المأساة الانسانية التي يعيش ويتخبط فيها العديد من ذوي الأحداث الإرهابية الأليمة، والذين تتجدد معاناتهم وآلامهم باستمرار بسبب فقدان ذويهم الذين هم شهداء هذا البلد. وأشارت رئيسة جمعية ضحايا 16 ماي، إلى أن المقاربة الأمنية لوحدها، تبقى غير كافية لتحصين المجتمع من آفة الإرهاب، مركزة على ضرورة تضافر الجهود خاصة مع فعاليات المجتمع المدني حتى يتسنى لها احتضان الشباب من الوقوع في أحضان الفكر المتطرف والقطع مع ثقافة الإقصاء. وشددت سعاد الخمال على أهمية التحسيس والتوعية في أوساط الفئات التي يمكن أن تكون هدفا لجماعات الفكر المتطرف، وذلك من خلال تكريس ثقافة السلم والعمل على بت روح التسامح والانفتاح وترسيخ قيم المواطنة ونبذ كل الخطابات المروجة للفكر الإقصائي. سعاد البكدوري الخمال فاعلة جمعوية