ترى سعاد البكدوري، رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، أنه رغم مرور عشر سنوات فهناك مجموعة من الضحايا لم يتلقوا بعض التعويضات، ومنهم جرحى ومعطوبو أحداث 16 ماي، و غيرهم من ضحايا في أحداث أخرى، لذلك تقترح البكدوري، المعروفة ب»الخمال» نسبة إلى زوجها عبد الواحد الخمال، الذي رزئت فيه كما رزئت في ابنها خلال أحداث 16 ماي، ضرورة خلق آلية للتعويض، تكون عبارة عن صندوق لدعم الضحايا وجبر ضررهم فور وقوع الحادث، حفظا لكرامتهم في انتظار توصلهم بالتعويض، الذي يتطلب اتباع عدة مساطير قانونية، إلى جانب تشكيل خلية تتدخل لتقديم الدعم النفسي للضحايا وعائلاتهم فور وقوع أحداث إرهابية. ومن بين المقترَحات التي تتبناها الخمال «إدارج حقوق الضحايا في قانون الإرهاب، الذي تحدّث عن كل ما يتعلق بالجانب الزّجري، الذي يهم المعتقلين والمجرمين، لكنه أغفل الضحايا»، وكذا تنظيم مناظرة وطنية حول «الإرهاب»، تضمّ كل من له علاقة بالموضوع، من أجل فهم ما وقع». وتؤكد رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب أن المغرب خرج من «الاستثناء» بعدما تعرَّضَ لأول عمليات إرهابية استهدفت أمنه، وخلفت مجموعة من الضحايا ومن الجرحى، وتؤكد أنّ بؤر الإرهاب ما زالت موجودة عبر الفكر الذي يدعو إلى التطرف وقتل الآخر واستغلال سذاجة الشباب الذين يعيشون على الهامش. وقالت رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب إن ضحايا الإرهاب يشعرون ب”الغبن” خلال السنوات الأخيرة، لأنه يتم التعامل معهم بطريقة متباينة، فالطرف المتهم يصبح هو محور كل ما يتعلق بالإرهاب، في حين أنّ الضحايا يتخبّطون في مشاكلهم اليومية دون اهتمام من الجمعيات الحقوقية، التي نظمت لقاءات مع السلفيين المفرَج عنهم وتحدّثت معهم حول المصالحة، “التي نتساءل مع من”، تقول الخمال، وهناك طرف أساسي في المعادلة يتم تغييبه هم الضحايا، الذين لا يتهمون أحدا، بل يرغبون فقط في معرفة حقيقة ما جرى. وأشارت الخمال إلى أنّ هناك من “ينبش” في حقيقة ما جرى يوم 16 ماي فنتمنى أن يتم الاستمرار في ذلك من أجل التاريخ., عبّرت عن الرأي ذاته السيدة الفاسي، أرملة عبد القادر الفاسي، بقولها «إن اليد الخفية التي خططت لأحداث 16 ماي الإرهابية هي التي يجب أن تعاقَب، أما الانتحاريون الذين فجّروا أنفسهم فهم كانوا مجرّدَ أدوات». وتعتقد السيدة الفاسي أنْ لا ذنب لعائلات المعتقلين على خلفية أحداث 16 ماي لأنهم لم يدفعوا أبناءهم إلى التفجير، بل هم أيضا صُدِموا من هول ما حدث». وتشاطرها الرأيَ رشيدة بنعدي، رئيسة جمعية ضحايا 16 ماي، التي ترى أنّ أولئك الذين فجّروا أنفسهم هم مُجرّد «آليات» نفذت التعليمات، أما مَن يجب أن تتم محاسبته فهو «رأس الحربة»، بعد كشفه.