أكدت السيدة سعاد البكدوري (أرملة الخمال) رئيسة جمعية "ضحايا 16 ماي" والسيد شمعون ليفي ، رئيس المتحف اليهودي المغربي أمس الأحد بالدار البيضاء ، على ضرورة استخلاص العبر من أحداث 16 ماي 2003 لتعزيز القناعات بضرورة نبد العنف والتعصب. وأبرزت السيدة سعاد البكدوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركتها في أمسية تربوية نظمت بعمالة الفداء ، بمناسبة الأحداث الإرهابية التي عرفتها خمسة مواقع بالعاصمة الاقتصادية يوم 16 ماي 2003 ، إجماع كافة مكونات المجتمع المدني المغربي على ضرورة التصدي لتيارات الكراهية والحقد والعنف والإقصاء التي تزرع الإرهاب والتفرقة. وشددت السيدة سعاد البكدوري ، التي ألمت بها الفاجعة بفقدان زوجها وابنها في أحداث 16 ماي ، على ضرورة التمسك بقيم التسامح والتعايش ومعارضة كل ما من شأنه المس بأمن واستقرار البلاد. وأضافت أن هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعيات من المجتمع المدني بعد مرور سبع سنوات على الأحداث، خير دليل على أن المغرب لن تنال منه مثل هذه الأحداث الارهابية، مشيرة إلى أن ضحايا أحداث 16 ماي يواصلون مسيرتهم العادية حاملين عبء مخلفات هذا الظرف الأليم الذي فرض عليهم منذ سنوات. وأعربت رئيسة جمعية "ضحايا 16 ماي" عن ارتياحها " للجهود التي يبذلها رجال الأمن باستمرار من أجل القضاء على الإرهاب واستئصال جذوره ، وهو ما يؤكد أن هناك يقظة في التعامل مع الفكر الإرهابي، وفي توفير الحماية للمواطن المغربي"، داعية إلى أن تظل أحداث 16 ماي عالقة بذاكرة المغاربة وأن يتعاملوا بمزيد من الحذر واليقظة حتى تظل البلاد آمنة مستقرة. وفي السياق ذاته أكد السيد شمعون ليفي ، رئيس المتحف اليهودي بالدار البيضاء، أهمية هذه المناسبة في توعية المواطن المغربي بخطورة ظاهرة الارهاب، داعيا إلى استغلال المناسبة لتربية الناشئة على حب الآخر ونبذ التعصب والكراهية . ودعا السيد شمعون ليفي إلى رفض التعصب وتعميق الاقتناع بضرورة قبول التنوع والاختلاف في السياسة والدين مع احترام حرية التعبير عن الاقتناعات الفردية والجماعية في اطار احترام أمن المغرب واستقراره حتى تتمكن المملكة من بناء أرضية ديمقراطية صلبة. كما دعا إلى استخلاص العبر وتوعية الجميع بان المغرب سيظل معبأ للدفاع عن نفسه ضد كل اشكال العنف والارهاب مشددا على أن أحداث 16 ماي زادت من قوة التماسك والتضامن بين المغاربة ومن قناعتهم باحترام التنوع في الرأي والممارسة.