أكدت ليبيا مجددا أنها ستوقع على البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الذي يتيح لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة القيام بعمليات تفتيش مفاجئة لمواقعها النووية. وقال أمين الاتصال الخارجي الليبي محمد عبد الرحمن شلقم في مؤتمر صحفي مشترك مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عقب محادثاتهما بطرابلس إن ليبيا ستتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشفافية تامة وأضاف هذه رسالة واضحة للجميع وبخاصة إسرائيل بأنهم يجب أن يبدؤوا بتفكيك أسلحتهم للدمار الشامل. وكان فريق مفتشي الوكالة برئاسة مديرها د.محمد البرادعي قد وصل إلى طرابلس السبت 2712,2003 بعد نحو أسبوع من اعتراف ليبيا بامتلاك برنامج لصنع أسلحة محظورة من بينها أسلحة ذرية. وجاء ذلك في أعقاب إعلان ليبيا الجمعة 19122003 أنها قررت بإرادتها الحرة التخلص تماما من كل أسلحة الدمار الشامل المحظورة دوليا، مضيفة أنه تم التوصل لهذا الاتفاق بعد اجتماعات مع خبراء من بريطانيا والولاياتالمتحدة. الجدير بالذكر أن ليبيا من الدول التي وقعت منذ فترة طويلة على معاهدة حظر الانتشار النووي، لكنها اعترفت الأسبوع الماضي بأنها حاولت سرا صنع قنبلة ذرية، وهو نشاط تحظره المعاهدة المبرمة عام ,1968 كما أعلنت ليبيا استعدادها لتوقيع البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والذي يسمح لخبراء الأممالمتحدة بالقيام بزيارات مفاجئة لمواقعها النووية. من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي قريب من وفد الوكالة الدولية لم تذكر اسمه أنه لا يعرف المواقع التي سيعرضها الليبيون على الوفد اليوم، ولكنه افترض أنها ستكون لها صلة بأية أسلحة مرتبطة بالأنشطة التي يباشرونها. وقالت ليبيا إنها دخلت بالفعل في برنامج لتخصيب اليورانيوم على أساس تجريبي، ولكنها لم تصل إلى مرحلة تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم في مؤتمر صحفي السبت 27122003 إن طرابلس لم تتجاوز أبدا الخط من التجارب المعملية إلى الإنتاج الفعلي للأسلحة. ومن المتوقع أن يبقى البرادعي في طرابلس حتى يومه الإثنين 2912,2003 كما سيلتقي مع نائب رئيس الوزراء المسؤول عن البرنامج النووي ومع رئيس الوزراء، وربما مع الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال دبلوماسي قريب من الوفد لرويترز إن بعض أعضاء وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبقون في طرابلس حتى الخميس 11,2004 ومن المتوقع أن يشاهدوا كل شيء يحتاجون رؤيته. وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا أشارتا في وقت سابق إلى أن طرابلس كانت على وشك إنتاج سلاح نووي، قال البرادعي لرويترز: إنه لا يعتقد أن ليبيا كانت قريبة من صنع قنبلة. وأضاف البرادعي أنه لا توجد إشارات على أن ليبيا خصبت اليورانيوم وهي خطوة لو تمت يمكن أن تكون التحرك الأول باتجاه إنتاج قنبلة نووية. وتابع قائلا: على ما يبدو لم تقترب ليبيا من تطوير سلاح، ولكننا بحاجة للذهاب إلى هناك وتقييم الوضع ومناقشة التفاصيل معهم. وأكد أن الشيء المهم بالنسبة لي هو الحصول على فهم كامل للبرنامج.. نشأته وتاريخه وحجمه، ثم الاتفاق مع السلطات الليبية على خطة عمل لإزالة ما تلزم إزالته مما ليس مرتبطا بأنشطة سلمية. من جانبه قال وزير الخارجية الليبي: إن بلاده ستتعامل وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشفافية تامة، وجدد التأكيد على أن طرابلس ستوقع البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأضاف في مؤتمر صحفي أن هذه رسالة واضحة للجميع وخاصة الإسرائيليين بأنه يتعين عليهم تفكيك أسلحتهم للدمار الشامل. وحول مصدر التكنولوجيا النووية الليبية، قال البرادعي: إنه لم يتضح من الذي زود ليبيا بها، وأضاف: كما نفهم كان ذلك من خلال السوق السوداء عن طريق وسطاء؛ ولذلك فإنه ليس بالضرورة أن تكون دول المنشأ على علم بذلك. وتقول ليبيا: إنها حصلت على أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم من وسطاء في السوق السوداء. يشار أن الإخوان المسلمين في ليبيا انتقدوا قرار طرابلس التخلص من الأسلحة. فقد اعتبرت الجماعة، المحظورة في ليبيا، أن إعلان حكومة طرابلس تخليها عن برامج التسلح غير التقليدية هو محاولة لحل مشاكلها الخارجية بأي ثمن. ووصفت الجماعة في بيان كانت قناة الجزيرة قد تلقت نسخة منه القرار الليبي بأنه دليل على سوء تقدير الحسابات في إنفاق المليارات على التسلح على حساب رفاهية الشعب، وإنه اتخذ في ظل تغييب كامل للشعب الليبي. وقال البيان إن موضوع الأسلحة في التقليدية يمس مستقبل المنطقة العربية كلها، وإنه كان حريا بالنظام الليبي أن ينسق موقفه مع الدول العربية في هذا الشأن.