أقامت قوات الأمن عدداً من الحواجز منافذ جزيرة جربة (جنوب شرق تونس) لتفتيش السيارات والتأكد من هويات القادمين لحضور مراسم الحج اليهودي، كما تركزت حواجز مماثلة حول "الحارة الكبيرة" أكبر حي لليهود في جربة. ويبدأ الحج في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي ويستمر يومين. ويحظى كنيس الغريبة بمكانة خاصة عند يهود تونس ودول أخرى، باعتباره أقدم معبد يهودي في افريقيا، وترقد فيه (حسب اعتقاد اليهود) واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم. ويعيش في تونس اليوم نحو 1500 يهودي يقيم أغلبهم في جزيرة جربة وتونس العاصمة.وبالإضافة الى اليهود التونسيين، سيشارك في حج هذا العام نحو 500 يهودي قادمين من اسرائيل وفرنسا وايطاليا وأيضا بريطانيا والولايات المتحدة، بحسب روني الطرابلسي أحد المنظمين. ومنذ سنوات، تمنح مصالح الحدود التونسية "رخصة مرور دخولا وخروجا" للحجاج الاسرائيليين من دون التعامل مع الجوازات الاسرائيلية، حسبما اعلنت وزارة الداخلية التونسية في 2014.ويقام الحج اليهودي وسط إجراءات أمنية مشددة منذ ان تعرض كنيس الغريبة في 11 أبريل 2002 لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين) تبناه تنظيم القاعدة. وهذا العام، شددت تونس الاجراءات الامنية لأن الحج يأتي إثر مقتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي تونسي في هجوم دموي استهدف في 18 مارس الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس وتبناه تنظيم "الدولة الاسلامية".وقتلت الشرطة منفذي الهجوم وهما شابان تونسيان تدربا (بحسب وزارة الداخلية) على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.هذا وقد أعلنت اسرائيل، في بيان نشره مكتب مكافحة الارهاب التابع لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يوم السبت الماضي، ان "آخر المعلومات تشير الى ان هناك مشاريع لاعتداءات ارهابية ضد اهداف اسرائيلية او يهودية في تونس".