أعلن مسؤول الطائفة اليهودية في جربة اليوم الاثنين إلغاء الاحتفالات التي تقام بمناسبة الزيارة السنوية للغريبة، أقدم كنيس يهودي في إفريقيا، بسبب "غياب الزوار" مشيرا الى إنها المرة الأولى "منذ أكثر من عشرين عاما" التي تلغى فيها هذه التظاهرة. غير ان المسؤولين عن الطائفة أوضحوا ان الجانب الديني من المناسبة سيتم كالعادة. وقال بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة (550 كلم جنوب العاصمة) في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاثنين "تم إلغاء اغلب الفقرات التي تؤثث الزيارة السنوية للغريبة نتيجة غياب الزوار هذا العام على خلفية الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد". وأعلن "الغاء المزادات العلنية المتنوعة بساحة الغريبة التي يخصص ريعها ليهود جربة". كما تم إلغاء "كافة الأنشطة الثقافية الموازية للطقوس الدينية" وذلك "وفاءا لشهداء الثورة التونسية" في إشارة الى أكثر من 200 قتيل إبان الثورة التي أدت الى فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير الماضي. وأشار الى "إنها المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء هذه الاحتفالات منذ توليه رئاسة الطائفة اليهودية قبل أكثر من عشرين عاما". وكان من المقرر ان تستمر الزيارة السنوية للغريبة الواقعة في جزيرة جربة السياحية على بعد 550 كلم جنوب شرق العاصمة التونسية، خمسة أيام بين 17 و22 ايار/مايو الحالي. وقد شارك فيها العام الماضي ألاف الحجاج قدم اغلبهم من فرنسا وإسرائيل. وأضاف الطرابلسي" الناس خائفون من عدم استتباب الامن ..ووسائل الإعلام المرئية لا تكف عن الحديث عن الاضطرابات في البلاد" وهذا برأيه "لا يشجع الحجاج على القدوم الى تونس". وفي سياق متصل قال ريني طرابلسي وهو مسوؤل ثان عن تنظيم هذه الزيارة "سنقتصر هذا العام على الجانب الديني والروحاني فالجالية اليهودية لا تملك المزاج للاحتفال في حين يعيش الشعب التونسي وسط الحيرة والانفلات الأمني". وأضاف ان الجالية اليهودية "هي قبل كل شيء تونسية ونحن جميعا في نفس الزورق". واعتبر ان "اعتداء مراكش ومقتل بن لادن والأوضاع في الحدود مع ليبيا والاضطرابات الأخيرة في تونس وفرض حظر التجول لا تشجع الحجاج على القدوم" الى تونس. وقد غادر قسم كبير من اليهود الذين كان عددهم حوالي مئة ألف نسمة عند استقلال تونس العام 1956، للإقامة خصوصا في فرنسا وإسرائيل ولم يعد عددهم يزيد حاليا عن ألف نسمة تقريبا يقيم معظمهم في جربة وتونس العاصمة. وتعيد أساطير شفوية إقامة معبد الغريبة الى العام 586 قبل المسيح. وتعرض كنيس الغريبة في نيسان/ابريل 2002 لاعتداء بشاحنة مفخخة تبنته القاعدة وأوقع 21 قتيلا.