اختتمت أول أمس السبت بالمدرسة المحمدية للمهندسين أشغال الندوة الدولية التي نظمتها جامعة محمد الخامس أكدال الرباط حول موضوع: الجامعة في محيطها: من أجل شراكة متجددة. وهدفت الندوة التي حضرتها عدة شخصيات من مختلف الجامعات المغربية والخارجية، إلى مدارسة العديد من التساؤلات التي تتعلق من جهة بمحتوى الشراكة التي ينبغي تشجيعها بين "الجامعة الجديدة" محمد الخامس أكدال ومحيطها، ومن جهة أخرى بأشكال ومساطر تفعيلها. ولتحقيق هذه الشراكة وتفعيلها بالشكل المطلوب، عمدت جامعة محمد الخامس أكدال الرباط إلى استدعاء العديد من الأساتذة والمهتمين بالجامعة من خارج المغرب، كفرنسا وبلجيكا وإيطاليا على أعلى المستويات. وعن الهدف من هذه الندوة التي تمت بمشاركة جهة الرباطسلا زمور زعير وجهة رون ألب بفرنسا وجامعة غرونوبل وجهة بروكسيل الكبرى والجامعة الحرة ببروكسيل وجهة بيمون وجامعة تورين بإيطاليا بالإضافة إلى جامعة غروناد، قال الأستاذ حفيظ بوطالب رئيس جامعة محمد الخامس أكدال "هذه الندوة التي تنظم تحت شعار؛ الجامعة في محيطها، من أجل شراكة متجددة لها طابع جد متميز، لم يكن من ذي قبل، ذلك أنها تنظم بتعاون مع أربع جامعات أوروبية في علاقتها مع جهاتها. وكل الجامعات ممثلة في هذه الندوة على أعلى مستوى مع غياب من يمثل جهة الأندلس. فجهة غرونوبل مثلا ممثلة برئيسها وجهة بروكسيل ممثلة برئيسها وهو وزير دولة، وهذا يعني أن هناك تمثيلية على مستوى عالي لتقديم تجرية الجامعة في علاقتها مع محيطها، وكذا تجربة الجهة في علاقتها مع الجامعة، وانطلاقا من هذه التجارب سنقدم تصورا لعلاقة جامعة محمد الخامس أكدال مع جهتها ومع محيطها بصفة عامة. وتشكل الندوة فضلا عن ذلك فرصة لاختبار كل هذه العلاقات والوصول إلى علاقات جديدة بين الجامعة المغربية ومحيطها." وحول ما إذا كان ما خلصت إليه الندوة قابلا لأن يطبق في جهات أخرى من جهات المملكة قال الدكتور حفيظ بوطالب إن عددا من رؤساء الجامعات المغربية قد حضروا الندوة كجامعة ابن طفيل وممثلي الجامعات المغربية الأخرى، ولا محالة ما خلصت إليه الندوة سيؤثر بشكل أو بآخر على العلاقة التي يمكن أن تحصل بين الجهات الأخرى والجامعة المغربية، وأؤكد بهذه المناسبة أن النقاش الذي فتحناه خلال هذه الندوة، هو نفسه النقاش الذي مازال سائدا في أوروبا وفي فرنسا مثلا، وقد أكد هذا السيد رئيس جامعة غرونوبل، ولذلك أقول إن ما خلصت إليه الندوة لاشك سيكون في صالح الجامعة المغربية، كما سيكون في الوقت نفسه في صالح الجامعات الأوروبية، لأن رؤساء هذه الأخيرة ومسؤوليها لم يحضروا إلى المغرب لتقديم نموذج يحتذى بقدر ما جاؤوا لفتح نقاش في موضوع أوروبي أوروبي وأوروبي مغربي. ومن جهته أكد السيد خالد عليوة وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب أن تقييم نظامنا الجامعي وتكويننا العلمي المعتمد أثبت ضعفه وعدم مردوديته بالشكل المطلوب. وخلص التقييم إلى خلاصة جوهرية هامة هي كيف السبيل لتمكين نظام تكويننا الجامعي من إعطاء مردودية جيدة على الصعيدين الداخلي والخارجي معا. جوابا على هذا السؤال قال خالد عليوة إن المطلوب من التعليم الجامعي حاليا هو تخريج الأطر التي تحتاجها الشركات الاقتصادية وليس تخريج حاملي الشواهد، وإن تقييم النظام الجامعي تقييما نقديا شكل فرصة لوضع استراتيجية جديدة لتسيير وتطوير نظامنا التكويني وتعليمنا العالي. ومن أجل ذلك أشار السيد الوزير إلى أن وزارة التعليم العالي قررت فتح علاقات جديدة بين العالم الخارجي للجامعة ومحيطها الداخلي. ولكن كان يطرح عادة البعد الاقتصادي عند الحديث عن كل إصلاح جامعي، وهو طرح مهم، فإنه مع ذلك يجب النظر إلى الجامعة باعتبارها إحدى مكونات المنظومة الاجتماعية للبلاد يضيف السيد الوزير وبالتالي لابد أن تنفتح الجامعة على محيطها والاجتماعي والسياسي والثقافي. وأكد خالد عليوة على ضرورة مقاربة الجامعة المغربية من كل النواحي، والتي تضمن لها الفاعلية أكثر من حيث استقلاليتها وانخراطها في المنظومة الاقتصادية للبلاد وقد حمل في ذلك المسؤولية الكبرى لرؤساء الجامعات. عبد الرحمن الخالدي