تنظم جمعية مهندسي المدرسة المحمدية بالرباط جمعها العام العادي غدا السبت، تتخلل الجمع محاضرة بعنوان: تكوين المهندس وآفاق المدرسة المحمدية للمهندسين ثم عملية انتخاب الأجهزة والمكتب الوطني الجديد للجمعية. ومع انطلاق الموسم الجامعي الحالي 2003 ,2004 الذي يعتبر بنص القانون الإطار 01 .00 المنظم للجامعة المغربية، تشهد المدرسة المحمدية للمهندسين عدة مشاكل، تخشى الأوساط الجامعية والأطر العلمية بالمؤسسة أن يتأثر المستوى العلمي والإشعاع الوطني لهذه المدرسة سلبا. وتعتبر جمعية المهندسين للمدرسة المحمدية بالرباط أن الوضع الحالي للمؤسسة ينبئ بتردي وتراجع علمي لدى خريجي المؤسسة. وتعتبر المدرسة المحمدية للمهندسين أول مدرسة وطنية أحدثت عقب حصول المغرب على استقلاله بتوجيه من الملك الراحل محمد الخامس من أجل تطوير وتحسين الوضع التقني والاقتصادي ببلادنا. وأشارت الجمعية في بلاغ لها، توصلت به التجديد إلى أن المدرسة المحمدية عرفت خلال سنوات السبعينات والثمانينات عدة إصلاحات عميقة وهامة مكنتها من تحقيق معرفة شاملة بعلوم الهندسة في علاقتها بالتنمية، وكانت بذلك وكأنها معادلة/مساوية لما تنجزه 8 مدارس للمهندسين ب22 تخصصا. ومنذ سنة ,1964 تاريخ تخرج أول فوج، لم تتوقف المدرسة المحمدية للمهندسين عن المساهمة في تطوير المغرب وتنميته الاقتصادية عن طريق التكوين في مختلف المجالات لما يفوق 4500 متخرجا بما يعادل 18% من مجموع المهندسين بالمغرب. وترى جمعية مهندسي المدرسة المحمدية أن هذه المؤسسة التي تتوفر على مؤهلات هامة (ثروة تقنية وتكنولوجية غنية وهيأة تدريس كفأة وتكوين عسكري وبنية تحتية مهمة...) تجد نفسها منذ بضع سنوات معرضة إلى إكراهات مالية وإلى تفكك استقلاليتها الإدارية والمالية. ورصدت الجمعية بناء على المعطيات السابقة أهم ما تعانيه المدرسة فيمايلي: ازدياد تدهور ظروف عيش الطلبة يوما بعد يوم. أربعة طلبة في الغرفة الواحدة وعديد منهم أصبحوا يقطنون بالحي الجامعي السويسي. تدهور في البنيات التحتية بسبب غياب الإصلاح والعناية. ظروف عيش الطلبة في الوقت الحالي أقل من مستوى ظروف عيش الطلبة بنفس المدرسة خلال سنوات السبعينات، ويتجلى ذلك في غياب تظاهرات ثقافية غنية ومتنوعة وغياب أو ندرة تداريب الطلبة بالخارج. تجهيزات المختبرات في حالة سيئة جدا. ضعف تحفيز الأساتذة بسبب صعوبة الحصول على الإمكانيات اللازمة من أجل برامج البحث والمشاركة في الندوات والدورات التكوينية. تأثر الإشعاع الذي كان للمدرسة لكونها لم تعد لها السلطة الإدارية للاتصال المباشر مع بعض الشخصيات، وعقد اتفاقات شراكة مع منظمات دولية ووطنية. وتضيف جمعية مهندسي المدرسة المحمدية للمهندسين أنه عوض اتخاذ الإجراءات التي من شأنها سد هذا العجز وإصلاح الخلل، فإن وزارة التعليم العالي تتأهب لتقديم مشروع للحكومة يهدف إلى إحداث جامعة للتكنولوجيا تضم المدرسة المحمدية للمهندسين، وكليات العلوم التقنية والمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية والمدارس العليا للتكنولوجيا، على أساس منح دبلوم للجامعة على الصعيد الوطني، وترى الجمعية أن هذا المشروع الذي ستقدم عليه الوزارة لن يكون من شأنه إلا زيادة إغراق المدرسة في تأزيم أكبر، وذلك بإقحامها داخل بنية تكوين عمومية. وتضيف الجمعية أنه أمام هذه الوضعية المقلقة فإن القوات الحية للبلاد، وبالخصوص قدماء وأساتذة المدرسة المحمدية للمهندسين مدعوون للتجند من أجل الدفاع عن هذه المؤسسة نظرا لماضيها العريق وللخدمات التي قدمتها للبلاد ولمستوى مكتسباتها. وفي السياق نفسه ترى الجمعية أنه على غرار مثيلاتها من المدارس العليا، فإنه يجب أن تتوفر لها الاستقلالية في التسيير، والوسائل التي تجعلها في مستوى القيام بدورها كمكون لمهندسين من مستوى عال. عبد الرحمان الخالدي