كذب الصحافي إدريس هاني ما نشرته عنه أسبوعية ( ماروك إيبدو) في عددها(534)، وما لفقته له من صفات وأقوال لم يصرح بها في الاستجواب الذي أجرته معه. إدريس هاني أرسل لجريدة "التجديد" بلاغه التكذيبي للنشر وهذا نصه: مع أنني أقدر فضول الصحافة وحرصها على بلوغ الخبر، فإنني أعاتب الأخوين الصحفيين من صحيفة ماروك إيبدو في حوارهما معي، على أنهما لم يقدرا طيبتي و"حسن نيتي" حينما قبلت أن أرد على استجوابهما. لقد فوجئت بالعدد رقم (534)، حيث بدا إدريس هاني زعيما روحيا للشيعة المغاربة وحجة الإسلام وصاحب مشروع سياسي وصاحب خيل ورجال، وما إليها من أساطير. ومع أنني كنت أنوي أن أرفع قضيتي للقضاء، حينما أحسست بالتزوير والتحريف والاعتداء، بما يسيء لسمعتي ويدخلني في أنفاق، أنا منها براء. ولكنني فضلت أن يكون القضاء هو الرأي العام نفسه، حيث سأوضح له ما لم أستطع تبليغه عبر هذا الحوار المركب والمحرف. لم أعد أطمئن لهذه اللعبة القذرة التي أعرفها جيدا كصحفي. ففي هذا البلاغ توضيح لتلك الأكاذيب والتهم والإشاعات، وإعادة صوغ الأجوبة الحقيقية عما قولوني إياه في ماروك إيبدو، التي لم يكن يهمها ما أقوله بقدرما كان همها اختراع ملف أسطوري حول بعبع وهمي، إسمه الشيعة المغاربة، والآن مع التوضيح: أولا وقبل كل شيء، أحتج على ال"ماروك إيبدو" على أنها ركبت لي صورة "بالعمامة" مستعينة على ذلك بالخداع التقني، وكان عليها nعلى الأقل- أن ترفق الصورة بعبارة nمثل- إدريس هاني كما تخيلته ماروك إيبدو. إن الأمانة المهنية تقتضي ذلك، ثم لا أدري من أعطاهم الحق في أن يخلعوا علي صفة " حجة الإسلام" أو "الزعيم الروحي" .. مع أنني أكدت للصحافيين بأنني لا أنظر لنفسي على أساس مثل هذه الصفات، ولا تهمني هذه الألقاب، وأنا أهرب من الزعامة، هروب الغزال. لكن ما ذنبي، إن كان الصحافيين قد انجرا إلى الإثارة الإعلامية ولو بالتزييف والافتراض. لقد أذهلني حقا ما قرأته. فالأسئلة التي كانت تطرح علي سرعان ما أفاجأ أنها أصبحت أجوبتي، أي أنهم حولوا أسئلتهم إلى جواب، لقد نبهتهما إلى أنني لا أقبل هذا المستوى من النقاش، وأنا إذ قبلته، فقط لأوضح ما التبس على الصحافة. لكن بدل أن يكون الحوار تكذيبا للإشاعات، أصبح هو فارس الإشاعات. ثم لا زلت أكرر للصحفيين ولكل من حاورني قبلهما، بأنني أتحدث عن نفسي دائما. فأنا لست مسؤولا عن أحد، ولن أكون كذلك، لكنني في الصحافة أفاجأ دائما بعبارة "نحن" بدل "أنا"، فماذا يريدون مني بهذا التلبيس وهذا الاعتداء. قلت ولا زلت أيضا أؤكد، بأنني مشغول بسؤال النهضة والتنوير، ولست مشغولا بسؤال آخر. ويبدو أن الإخوة لم يطلعوا على كتاباتي الفكرية والنقدية المشحونة بالقلق المعرفي، لأنهم لو فعلوا ذلك لنزهوني عن هذه التفاهات والخزعبلات. كذبت علي ماروك إيبدو وقولتني ما لم أقله، حينما أكدت بصورة لبقة أن لدي علاقة مع السيد نصر الله ومع حزب الله اللبناني. والواقع، أن هذا كان سؤالهم وليس جوابي، لأني أكدت لهم، بأنني لم ألتق به من قريب أو من بعيد. فالذين التقى بهم أو رآهم، هم من أصادفهم في مؤتمرات فكرية وثقافية، ولا وجود للسيد نصر الله في مثل هذه المؤتمرات. فأنا أراه على شاشة التلفاز مثل العالم والناس. أما عناصر تنظيمه، فما هو الداعي لكي ألتقيهم ! لقد أخبرتهم أن علاقتي بالعلماء والمفكرين الشيعة، مثل علاقتي بعلماء ومفكري السنة أو عموم المشتغلين على الفكر أو الثقافة، هي علاقة احترام وتبادل وجهات النظر. ليس لدي مشكلة مع الآخر على الإطلاق. ماروك إيبدو، وضعت على فمي جوابا عن سؤالها: هل التقيت بالسيد نصر الله؟ قالت على لساني: إنني أعرفه جيدا؟ مع أن جوابي كان، لم ألتقه يوما. وإنني فوجئت بهذا السؤال حقيقة. وحينما سألني أحدهم، وهل تعرف السيد فضل الله، قلت: نعم، فهذا عالم ومفكر أعرفه جيدا. وكنت قد أكدت لهما بأن حزب الله، حزب لبناني وطني ولا علاقة له بالخارج ولا أظن أنه يملك أجندة كذلك. بل إنني أجبت الصحفي الذي سألني: هل حاولت تنسيق لقاء بين شخصيات من المغرب والسيد نصر الله، قلت له: إن هذه إهانة في حقي، لأن مثل هذه الأدوار ليست من شأني. وحينما سألني عن المكتبات الشيعية، أجبت بأن تلك تجارة رأى أصحابها أنها تلبي طلبات الباحثين من كل الأصناف. وها هنا جاء حديثي، عن أن ندرة المصادر تجعل بعض الطلبة يتصلون بي لكي أضعهم في الصورة وليس تأطيرا بالمعنى الذي ادعته الجريدة. وقلت للصحفي أن من هؤلاء من يعتقد أنني أملك أن أوفر له المصادر التي يحتاجها بحكم تخصصي في هذا المجال. ولكن قل ما يجدون عندي ما يطلبون. وهم طلبة من عامة الطلبة، ولا حتى أحفظ أسماءهم أو أعرف عنهم شيئا، وإذن. فمن أين جاءت عبارة: أؤطر الطلبة الشيعة، هذه مسبقات ماروك إيبدو وليست أجوبتي. وأكدت للجريدة أيضا بأن لا علاقة لي بالسفارة. فهذه لها مهام ديبلوماسية وإدارية وأنا أشتغل في مجال الثقافة، اللهم إلا حينما احتجت إلى تأشيرة لحضور مؤتمر "حوار الحضارات" بطهران. يبدو أن ما جاء في هذه الجريدة هو تعبير عن رأيها وليس عن رأيي، لأنهما لم يهتما برؤيتي للموضوع إطلاقا. أما عن أسماء الجمعيات التي ذكروها على أساس أن لي صلة بها، فهذا افتراء، فأنا لا أعرف عن أي جمعية يتحدثون. نعم، فيما يخص جمعية الغدير، أخبرتهم بأن لا علاقة لي بالأمر، وشاهدي على ذلك أحد الصحفيين من "الصحيفة" كان قد اتصل بي سابقا بهذا الخصوص، وقلت له حينها، إنني مثلك لا أعرف عن الأمر شيئا. وبعد ذلك حينما أطلعني على قانونها الأساسي، وجدتها جمعية وطنية اجتماعية، وأفرادها من مختلف الانتماءات.هذا ما قلته، وليس غير ذلك. كنت أتمنى أن يكون الحوار توضيحا حقيقيا يعرض حجم الموضوع ولا يحوله إلى بعبع لزرع الفوبيا الشيعة من خلال هذه الإثارة. سوف أعبر هنا في هذا البلاغ عن رأيي الذي أنا مسؤول عنه، ليكون هو حجة علي، وحتى لا ينتظر مني أحد أن أحاوره في هذا الموضوع الذي يسعى البعض لتركيبه علي بصورة مفضوحة، إنني لا أحب الإزعاج والاعتداء، لا من الصحافة ولا من السلطة، لأنني أعرف حدودي وأنا مشغول بإنتاجاتي الفكرية ذات البعد الإنساني. لقد سألني الصحفي، إننا نسمع من هنا وهناك من يسميك حجة الإسلام، فأجبته:" أما والله إنني لا أرى نفسي إلا إنسانا كعامة الناس، ولقت له بالمصري: "دنا غلبان" ! أقول، هذا بلاغ تكذيبي لما جاء في أسبوعية ماروك إيبدو.. إن إدريس هاني، ناقد وباحث مشغول بقضايا الفكر العربي والإنساني، وليس له ما يكفي من الوقت لكي يدخل في أي رهان من هذه الرهانات.. لست إيديولوجيا تستهويه الأطر التنظيمية، فأنا لا أمارس السياسة ولا أحترفها، ولا أمارس الوعظ والإرشاد، ولست مسؤولا على أحد ولست زعيما روحيا أو منظرا لأحد. كيف يعقل أن يجد ناقد قلق نفسه في دائرة حزبية ضيقة أو غيتوهات طائفية معينة. لا أملك بديلا لأحد، ولا أحمل مشروعا لأحد سوى أن أساهم في التطور الفكري والفلسفي في بلدي قدر المستطاع. أما من يريد أن يركب علي صفة أو صورة أو يبني لي فخاخا من هذا القبيل، فهذا شأن آخر. إنني باحث عربي مسلم مغربي، وكفى ! وما تقوله الصحافة أوتقولني إياه أو ما يشاع هنا وهناك، فلا يعنيني البتة، بقدر ما أجد فيه إهانة في حقي كباحث وصحفي فقط وفقط. فلست مسؤولا من الآن فصاعدا عما يكتب ولن أقبل حوارا بهذا الخصوص. لقد تفنن صحافي ماروك إيبدو في وضع حواب على لساني: بأننا نفكر في تأسيس حزب وبأن هذا لم يحن أوانه. ويا له من تزوير وتقويل. لأن هذا ليس مشروعي لا الآن ولا غذا. هذا كلام نمطي نقله عن استجوابات بعض الصحفيين مع بعض الحركات والتيارات. ليته يعرف أن لدي حساسية شديدة من كل ما هو سياسي أو تنظيمي. هذه هي صحافتنا في محاولتها لاختراع الكائنات السياسية والدينية وفي صناعة الرموز والواجهات.. أقول عذرا، لقد أخطأتم الطريق هذه المرة. فلست حجة الإسلام ولا زعيما روحيا، بل ناقدا ومثقفا قلقا والسلام ! إدريس هاني