وجه نور الدين مفتاح، مدير الأسبوعية العربية "الأيام"، اتهاما صريحا للأسبوعية الفرنكوفونية "لوجورنال" بسرقة استجواب كان قد أجراه مع إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، وشرعت "الأيام" في نشره على حلقات بداية من عددها الأخير (08 14 ماي 2003)، فيما نفت "لوجورنال" على لسان مدير نشرها بوبكر الجامعي في تصريح ل"التجديد" أمس (الاثنين) أن تكون أسبوعيته قامت بسرقة نص الاستجواب، مؤكدا أن المقال الذي نشر في "لوجورنال" في عددها الأخير (10 16 ماي 2003) سلمه البصري للأسبوعية دون تدخل فيه، وتم توقيعه باسمه دلالة على ملكيته الفكرية الخاصة للنص. وكشف مفتاح ل"التجديد" منفعلا أن الأمر يتعلق ب"نية مبيتة وحقد دفين لأسباب صبيانية ترمي إلى قطع الطريق عن "الأيام"، متابعا بالقول إن "ما وقع مع "لوجورنال" يفوق مجرد خلاف مهني بل إنه جريمة بشعة". وتحكي بعض المصادر المقربة من الأسبوعيتين أن إدريس البصري ربما عمد إلى معاقبة "الأيام" بمنح نص الحوار نفسه لصحيفة "لوجورنال"، حين رفضت الأسبوعية العربية قبول طلب البصري بعدم نشر الاستجواب الذي أجرته معه، أو على الأقل تأجيل نشره إلى وقت لاحق، وصرح مفتاح، فيما يشبه التلميح إلى هذا الطرح، أنه طرأ خلاف بين "الأيام" والبصري حول بعض التدخلات التي أراد أن يقوم بها وزير الداخلية الأسبق في الاستجواب، واستمر الخلاف إلى حدود يوم إقفال العدد الأخير للأسبوعية، حينها قام البصري واجتمع ليلا بمسؤولي شركة "ميديا تروست" (الشركة الناشرة ل"لوجورنال") اجتماعا مطولا" أعقبه نشر الأسبوعية الفرنكوفونية لنص الاستجواب. ويزيد مفتاح تأكيدا على أن نص الاستجواب الكامل تم تسليمه، بعد تفريغه وإعادة صياغته إلى البصري لمراجعته، ثم قامت "لوجورنال" ونشرت صياغة حرفية لما كتبه شخصيا مع حذف الأسئلة فقط، مستدركا في السياق ذاته بالقول: لا يهمني الآن من قدم ل"لوجورنال" نص الاستجواب إن كان البصري أو غيره، بل يهمني أن المسؤولين في الأسبوعية كانوا على علم باستجواب "الأيام" ثلاثة أيام قبل أن يقوموا هم بنشره". من جهته، أنكر إدريس البصري أن يكون منح نص الاستجواب ل"لوجورنال" على حد قول مفتاح. وحاولت "التجديد" الاتصال بالبصري دون جدوى، بعد أن حصلت على وعد بمهاتفته من طرف المسؤول عن الاتصال في مكتبه، وفي حال إذا ما تمسك وزير الداخلية الأسبق بإنكاره فستطرح حينها مشكلة حقيقية بين الأسبوعيتين، حسبما أفاده بوبكر الجامعي، الذي تأسف لموقف البصري، وقال بلهجة دارجة "ليس من عادتنا نخون العباد" بل أكثر من ذلك، يضيف المتحدث نفسه، أن زملاءه في أسبوعيته أرسلوا إلى الوزير الأسبق مقاله بعد صياغته النهائية الجمعة الماضية، واتصلوا به مرارا في اليوم ذاته لوضع الترتيبات الأخيرة على نص المقال قبل نشره. ومن المنتظر أن يفصل القضاء في الحرب المشتعلة حاليا بين (الإخوة الأعداء) في أسبوعيتي "الأيام" و"لوجورنال"، بعدما قامت الأسبوعية العربية برفع دعوى قضائية ضد شركة "ميدياتروست"، وكانت قبلها رفعت تظلما لكل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية الناشرين المغاربة، وفق بيان لأسبوعية الأيام حمل عنوان: "لوجورنال" تقوم بأبشع سرقة أدبية لاستجواب أنجزته "الأيام". يشار إلى أن طاقم أسبوعية "الأيام" هو نفسه الطاقم (باستثناء رئيس التحرير الحالي ل"الصحيفة")الذي كان يعمل في أسبوعية "الصحيفة" الصادرة عن "ميدياتروست" (الشركة نفسها التي تصدر "لوجورنال") قبل أن ينفصلوا عنها ويصدروا أسبوعية جديدة لهم. يبدو أن الأيام الحالية والقادمة ستكشف عن أيام بعض الذين مضوا من قبل، خاصة وأن "الأيام يداولها الله بين الناس" كما علق بعض الظرفاء. يونس البضيوي