في اتجاه التنزيل الفعلي للقانون الإطار بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة وللاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي تقوم على إدماج البعد البيئي والاستدامة في مختلف السياسات العمومية والاستراتيجيات القطاعية، وقع كل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار و عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر مساء أمس على اتفاقية إطار للشراكة لمدة أربع سنوات لتعزيز التوعية والتربية البيئية بالوسط المدرسي والمجال الغابوي. وانطلاقا من البرنامج الحكومي الذي يجعل حماية البيئة والتنمية المستدامة أولوية وطنية، تأتي المبارة، حسب نص الاتفاقية تتوفر "جديد بريس" على نسخة منه، رغبة من الطرفين في تحيين اتفاقية الشراكة الموقعة منذ شهر شتنبر 2008، والهادفة إلى دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة الغابوية و الطبيعية عبر التربية و التعليم والتكوين. وتنص بنود الاتفاقية الاطار على تفعيل برنامج التسوير الأخضر، والخاص بغرس أشجار شوكية كسياج لبعض المدارس، وبرنامج ( تلميذ شجرة.. مدرسة غابة ) الذي يخصص فيه فضاء غابوي لكل مؤسسة تعليمية، تتكلف بتشجيره بتأطير ودعم من المصالح الجهوية والإقليمية التابعة للمندوبية السامية للمياه والغابات). وكذلك برنامج شجرة التلميذ المتميز، الذي يتم من خلاله تخصيص فضاء تابع لكل نيابة إقليمية أو أكاديمية لغرس شجرة من بين الأشجار الأكثر تواجدا بالمنطقة نهاية كل موسم دراسي، باسم التلميذ الحاصل على أعلى معدل في الامتحانات الإشهادية. وتهدف الاتفاقية كذلك إلى تنمية الحس البيئي لدى الناشئة، وتكوين مؤطرين يتولون غرس ثقافة التربية البيئية، من خلال وضع إطار للتعاون والتنسيق بين الطرفين من أجل تطوير التربية البيئية وتوعية التلاميذ بأهمية الأوساط الغابوية والمحميات الطبيعية وضرورة المحافظة عليها لتحقيق التنمية المستدامة؛ عبر تشجيع التشجير بالمؤسسات المدرسية من أجل خلق وتنمية الفضاءات الخضراء وذلك لتحسين نوعية الهواء من جهة ولتدعيم ركائز التربية البيئية. وتنص الاتفاقية أيضا على تشجيع الأنشطة الهادفة إلى تعزيز ارتباط التلميذ ومن خلاله المجتمع، بالبيئة الغابوية والطبيعية بصفة عامة والمحلية، سواء عبر تحفيز المبادرة والتنافس النبيل بين المؤسسات التعليمية في مجال الأنشطة الخاصة بالتربية على البيئة الغابوية والطبيعية، من خلال خلال تنظيم مسابقات ومباريات في هذا المجال، وتشجيع البحوث والدراسات حول التربية في مجال البيئة الغابوية والطبيعية. وفي السياق ذاته، تفيد الاتفاقية أن التزامات المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتوفير الأغراس اللازمة لحملات التشجير بالمؤسسات التعليمية و محيطها؛ وتشجيع التسوير الأخضر من خلال غرس أشجار لحماية المدارس الابتدائية الغير مسيجة؛ وتقديم الخبرة التقنية في مجال تهييء الفضاءات الخضراء بالمؤسسات التعليمية؛ وتأطير الزيارات الميدانية داخل المجال الغابوي و المناطق ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية والمحميات الطبيعية بما فيها المناطق الرطبة. بالاضافة تقديم الخبرة التقنية والتأطير في مجال البيئة وإعداد البرامج الدراسية والتكوينية؛ وتزويد المكتبات المدرسية بالوثائق والكتب التي تتطرق إلى البيئة الغابوية والطبيعية؛ والمساهمة في تأطير الدورات التكوينية التي تنظمها الوزارة. ومن جانبها تلتزم وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني تشجيع التلاميذ على إحداث فضاءات خضراء بالمؤسسات التعليمية وتكريس المفاهيم البيئية ضمن المقررات والبرامج التعليمية والأنشطة السوسيو-تربوية، وتضمين برامج التكوين الموجهة للأطر التربوية والإدارية المواضيع الخاصة بالبيئة الغابوية والطبيعية؛ وتقديم التسهيلات اللازمة قصد إنجاح الأنشطة البيئية المنظمة من طرف المنشطين البيئيين التابعين للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالمؤسسات التعليمية. وكذلك وضع برامج إعلامية وتربوية تحسيسية لفائدة التلاميذ . وبخصوص الجدوى ونتائج هذه الشراكة تنص الاتفاقية الاطار على إسنادها للجنة وطنية مشتركة تجتمع على الأقل كل ستة أشهر وتناط بها مأمورية إعداد وتتبع وتقييم البرامج المسطرة في إطار تنفيذ هذه الاتفاقية. وفي موضوع متصل، أكدت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أنها ستتخذ الإعلامي محمد بوعناني، الذي تم تكرمه على هامش توقيع اتفاقية الشراكة مع التربية الوطنية، عرابا للمندوبية السامية في كل أنشطتها البيئية وبرامجها المستقبلية.