1-2010- بعد أن ظلت زمنا طويلا عرضة لتقلبات الزمن والتصرفات الطائشة لشريحة من المرتادين، تستعيد غابة عين الشقف، الخزان الرئيس للأوكسجين بفاس، تدريجيا، خضرتها ونظافتها، وهي التي كانت يوما ما مفخرة الساكنة المحلية. هذه الغابة الواقعة بضاحية المدينة على مساحة 64 هكتارا، توجد اليوم في قلب دينامية وطنية لتأهيل وتثمين الموارد الغابوية الحضرية والمتاخمة للمراكز الحضرية. وفي مدة وجيزة، استفادت الغابة من تعزيز رصيدها النباتي وطاقتها الاستقبالية وصورتها كمنظر طبيعي جدير بالزيارة. وتحولت الغابة إلى ورش يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية للتدبير النشيط للموارد الغابوية، حيث تجري عملية صيانة المسالك والتشجير وإعادة تأهيل وتهيئة الفضاءات الغابوية. وخلال السنة الفارطة، تم رصد أزيد من 467 ألف درهم من قبل المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، لانجاز هذه المشاريع التي يوجد بعضها في مرحلة متقدمة. ويتعلق الأمر بعمليات تنسجم تماما مع الجيل الجديد من التقنيات الرامية إلى الحفاظ على الغطاء النباتي وتحسين المنظر الحضري وشبه الحضري والرفع من الطاقة الاستيعابية. ويتم توسيع المساحات المزروعة بالأشجار بشكل يشجع على عقد شراكات جديدة بين الفاعلين المحليين بغرض حماية هذه المناطق من كل استغلال عشوائي. وتهم هذه العملية الهامة على أكثر من صعيد، وقف تدهور المجال الغابوي الحضري وخلق فضاءات خضراء جديدة حول المدن. أما في ما يتعلق باستقبال العموم، فقد تم ايلاء أهمية خاصة لهذا الجانب، حيث استخدمت تقنيات حديثة بهدف خلق الظروف المثلى لاحتكاك المتنزهين مع الطبيعة، مع الحفاظ على أصالة هذا الفضاء وتفادي المبالغة في التجهيزات التي من شأنها أن تحول الغابة إلى ما يشبه حديقة. وبرسم عام 2009، تم انجاز أو مواصلة انجاز 19 مشروعا، بشراكة مع الجماعات المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني وكتابة الدولية المكلفة بالماء والبيئة وشركاء آخرين. ويمر تثمين هذا النظام البيئي الغابوي أيضا عبر تحسيس الناشئة بالطابع الحيوي لضرورة الحفاظ عليه. ويجري في هذا السياق تفعيل برامج للتربية على البيئة بمبادرة من المندوبية السامية للمياه والغابات، من أجل التحسيس بأهمية الشجرة والغابة وانعكاسات استخدام الخشب ومنتجات غابوية أخرى في الحياة اليومية. وقد شهدت غابة عين الشقف على مدى العام المنصرم عدة تظاهرات للإعلام والتحسيس بالمخاطر التي تحيق بهذه الرئة الطبيعية. وفي هذا السياق، شارك تلاميذ المؤسسات التعليمية بفاس، بتأطير من الحرس الغابوي ومنشطين من المندوبية السامية في عمليات لتنظيف الغابة والتشجير. وتوجت هذه العمليات بتوزيع شواهد الغابوي الصغير على أطفال يعول عليهم من أجل بلورة التزام جماعي بالحفاظ على الموارد الغابوية.