اتهم محمد الكحص (كاتب الدولة المكلف بالشباب) المواطنين المغاربة الذين صوتوا لصالح ما وصفه ب"الاتجاه الظلامي" بأنهم لم يصوتوا على برنامجه وإنما كانوا ضحية "دغدغة المشاعر"، وقال الكحص في لقاء عام نظمه له فرع الاتحاد الاشتراكي بالبيضاء مساء السبت 16/11/2002: إن "التيار المتطرف" في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية قد حصل على أصوات "الفئات البئيسة والمحرومة"..!! التي استغلها.. وادعى عضو اللجنة الإدارية بالحزب المذكور أن "تيار المتطرفين يدعو إلى تكفير المجتمع" و"يبيح القتل والجريمة والعنف"، كما نعت الحزب الوحيد الذي يحمل المشروع الإسلامي بأنه يدعو إلى الاقصاء ويرفض الحداثة ويلغي نصف المجتمع (المرأة) ويحط من قدرها! وحذر البرلماني، الذي جعلته (أكبر بقية) بالكاد في المرتبة الثالثة بعد حزب العدالة والتنمية وجبهة القوى (الحداوي)، من خطورة هذا الاتجاه الظلامي، وحث على تجنيب المغاربة ما أصاب البلدان الأخرى من كوارث التطرف والإجرام!! وصرح الكحص في "اللقاء الجماهيري" الذي خصص للحديث عن "الوضعية السياسية الراهنة وآفاق ما بعد 27 شتنبر 2002" بأنه شكل "سبقا" بفتحه مقرا لاستقبال المواطنين على مدار اليوم..!! وردد أمام الحاضرين الأسطوانة المشروخة وقال بكل ثقة: «إن حزب الاتحاد الاشتراكي هو القوة الأولى بالبلاد» مضيفا "أن الشعب قد صوت علينا لنواصل (البناء)"!! ويشار إلى أن كاتب الدولة المكلف بالشباب الذي عقد هذا اللقاء في دار الشباب (سيدي البرنوصي) لم يفسح المجال أمام الشباب لمناقشة ما طرحه من "أفكار نيرة". وقد استنكر الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية السيد المكي أبو الكرام ما تطرق إليه كاتب الدولة المذكور وصرح للتجديد قائلا: «كان بودنا أن يتم فتح النقاش للرد على أكاذيب ومغالطات سيادته، وشباب المنطقة الذين خدعتهم اللافتة الداعية للقاء المفتوح كان ينتظر منه الشيء الكثير بحكم أنه مكلف بالشباب ولكن النائب المحترم قام بالتحليق متناسيا هموم الشباب ومعاناتهم»، وأضاف الكاتب المحلي الذي حضر اللقاء المفتوح: «إن اتهامه لقوة سياسية قادت معارضة بناءة، ومساندة نقدية جادة وأخرجت أكثر من مليون ونصف من الشعب المغربي (الذي نعته الكحص بالغباء السياسي) بالاجرام والدعوة إلى العنف والإقصاء تفنده المرتبة الثالثة وطنيا التي استحقها حزب العدالة والتنمية رغم أنه لم يغط إلا حوالي ثلثي الدوائر..!! وتوصلت "التجديد" برد من الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بعمالة سيدي البرنوصي زناتة ذ. عبد الكريم الهوايشري جاء فيه "لقد كانت ساكنة سيدي البرنوصي زناتة تنتظر من السيد الكحص أن يحدثها عن الآفاق (وهو موضوع الدعوة للنشاط)، وعن كيفية التواصل معها وكيف سيدبر مشاكلها التي تعتبر جزءا من عمله البرلماني، لكنه سار في اتجاه فتح الحرب على الذين صوتوا على الأحزاب الأخرى عموما وعلى حزب العدالة والتنمية خصوصا حيث وصفهم بالفئات اليائسة والمحرومة". وأضاف الفائز الأول بدائرة البرنوصي: «إن تلك الفئات اليائسة والمحرومة على حد تعبيره هي التي أنقذته في بلدية أهل الغلام والجماعة القروية للشلالات من منافسه في الحزب الوطني الديمقراطي! فهل هكذا يتم شكر المواطنين؟! وذكّر النائب البرلماني ذ. الهوايشري زميله "المحترم" بأنه ممثل لكل الدائرة الانتخابية سواء ال8609 الذين صوتوا عليه (بنسبة 12% من الأصوات الصحيحة) أو الذين صوتوا على منافسيه، وكذا الذين لم يشاركوا في الانتخابات أصلا. أما عن "الآفاق" موضوع اللقاء فقد تساءل الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية قائلا: «هل الآفاق التي حملها إلى ساكنة العمالة هي التحذير من حزب كان عدد الأصوات التي حصل عليها في نفس الدائرة يتجاوز 16500صوتا مضاعفا بذلك ما حصل عليه السيد النائب المحترم؟ أم هو التخويف من حزب كانت الأصوات التي حصل عليها على مستوى الدارالبيضاء الكبرى تضاعف ما حصل عليه حزبه الذي ينتمي إليه؟! واستطرد: «أو ليست الظلامية هي التمسك بمبادئ الشيوعية والحداثة الهجينة التي تجاوزها الزمن حيث تراجعت في الشرق فضلا عن الغرب وذلك بعد انكشاف عوارتها؟! ومضى قائلا: «ألم يكن حريا بالسيد الكحص وهو المسؤول الجديد عن الشبيبة أن يؤصل عرفا جديدا في الحوار بعيدا عن ترويج الأفكار القديمة المستهجنة التي طالما كررها في كتاباته ومداخلاته، وبعيدا عن أسلوب الاقصاء الذي ساد ردحا من الزمن في الجامعات بين فصائل اليسار؟ إلى ذلك عبر ذ. الهوايشري عن أمله في أن يراجع السيد النائب المحترم أفكاره على ضوء المستجدات الوطنية والدولية. ودعا كل من الكاتب المحلي والكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية السيد الكحص إلى تقديم الاعتذار للشعب المغربي عامة وساكنة العمالة، التي رشحته لهذه المهمة خاصة ولعموم أعضاء الحزب ومتعاطفيه، وأن يعامل كل الفئات بما يؤمن به من الديمقراطية التي تجعل من البرلماني و"الوزير" ممثلا للجميع وبدون أي تمييز». إسماعيل العلوي