أكد هشام بنسعيد في حواره مع "التجديد" أن بوبكر بنبادة هو الآمر والناهي داخل فضاء الجامعة ويساعده في دكتاتوريته المدير التقني وقد حمل مسؤولية الهجرة للممارسين إلى هذين المسؤولين، كما يطالب بتدخل ملكي لوقف هذا النزيف المستمر كيف تقيم ما تعيشه جامعة الجيدو؟ منذ التحقت بالفريق الوطني كنت ألاحظ خللا كبيرا في عمل الجامعة، فالمغرب يتوفر على قاعدة شابه مهمة جدا لو تم استغلالها بالشكل الجيد لحققنا نتائج خارقة، وفي ظرف ثلاث أو أربع سنوات يمكن أن تصل إلى إيجاد بطل عالمي أولمبي، لكن شريطة أن تكون هناك منهجية وعمل متكامل، للأسف طيلة مجاورتي للمنتخب لم ألمس وجود برنامج عمل حقيقي من طرف الإدارة التقنية أو أن هناك أهدافا سنصل إليها، نتدرب بشكل عشوائي، ولا أحد يهتم لتدني مستوى الممارسين، أو هبوط معنويات هذا اللاعب أو ذاك، وكان كل همهم المشاركة في المناسبات الدولية، وإيجاد نشاط طيلة الموسم ، أما النتائج فهي تظل مجهودا شخصيا للاعبين، وأتحدى أن الجامعة كونت بطلا في رياضة الجيدو، ومنذ سنة1981 تسلم العربي الجمالي الإدارة التقنية لم نلاحظ أي عمل لهذه الإدارة، والنتائج باهتة ولا ترقى إلى ما حققه جيراننا. هل ذلك راجع إلى أسلوب تسيير الجامعة؟ بخصوص طريقة تسيير الجامعة، فهي دكتاتورية بكل معنى الكلمة، وهي في يد الكاتب العام بوبكر بنبادة أما الرئيس فهو مجرد لعبة في يد الكاتب العام وهو للأسف ليس في مستوى تحمل هذه المسؤولية، مما يعطي للكاتب العام الموجود منذ 1979 فرصة أسلوبه في التسيير والمعتمد على العمل النقابي في إسقاط بنعمر وكذلك أمين المال المسفيوي وجاء برئيس لا يعرف سوى كلمة نعم وكونوا خلية تضم مجموعة من العناصر لا دور لها سوى التصفيق ومباركة قرارات الكاتب العام، ودون نقاش وخاصة ما يتعلق بالجانب المادي الذي يعرف كثيرا من الغموض، وكل ذلك في يد الكاتب العام الذي يعرف كيف يدبر أمور جامعته، ويجد السند والدعم من المدير التقني الذي لا يعصي له أمرا. أين يظهر لك الخلل داخل الجامعة؟ هناك خروقات عديدة، والتقارير المالية تؤكد تورط هؤلاء الناس في عدة تلاعبات خاصة ما يتعلق بتذاكر الطائرات ومنح اللاعبين وكذلك التأمين المنعدم رغم أن الممارس يؤدي واجب التأمين المحدد في 100 درهم سنويا ونحن داخل الجمعية السلاوية لدينا ملف لحادثة لم نحصل فيه على أي تعويض من قبل الجامعة وتهم اللاعب "امزيان خالد" وهذه مجرد حالة، هناك خروقات في أمتعة اللاعبين التي توزع على الأصدقاء والمقربين، وأيضا على مستوى إعطاء الأحزمة، وأؤكد أنه لو تمت إعادة النظر في عملية توزيع الأحزمة لنزل الجميع، لأن المستوى لدى 90% هو أقل من الدرجة الثانية ونحن لا نتحدث عن بعض الأبطال الذين تمكنوا من الصعود إلى منصة التتويج، هناك كذلك أندية وهمية وعلى الورق وهي تمارس رياضة الأيروبيك ومن أجل التهرب من الضرائب يلجون إلى ممارسة الجيدو كواجهة ويجرون تواطؤا من لدن الجامعة، ومنبع كل هذه الخروقات هو الرجل الحديدي "بوبكر بنبادة" الذي نسج خيوط العنكبوت لاقتناص فرائسه، وللأسف أن هذه المجموعة لم تفكر أبدا في خلق مستقبل للجيدو بعد أن حاربوا الكفاءات وبشتى الطرق حتى يغادروا الميدان، وأتذكر هنا رئيس عصبة الرباط برقية وهو ممارس للجيدو وبنقصو وبنعطل والعرباوي وعشرات آخرين أصبحوا اليوم يرفضون تلطيخ أسمائهم مع العناصر المسيطرة على الجامعة. ألن تؤثر عملية هجرة الممارسين على رياضة الجيدو؟ ماذا يجعل أعضاء الفريف الوطني يهاجرون إلى الخارج، هو أنهم يواجهون بالإهمال والتهميش وغياب برنامج محدد ومضبوط، ويمارسون دون هدف ولا مستقبل، فهؤلاء الناس يعطون كل شيء للجيدو وفي الأخير لا يجدون غير نكران الجميل والجحود، وبالتالي لا يفكرون سوى في الهجرة وأذكر هنا البطل حسن آيت صباح الذي هرب خلال أولمبياد أطلنطا ودراع الموجود الآن في إيطاليا وشكري خالد كذلك في إيطاليا ولدى الإناث نجد عمي رقية بطلة إفريقيا وكريمة ملوك وسحتوت ليلى، والوادي زهرة التي وقعت لها مشاكل مع المدير التقني وخاصة ما يتعلق بالتحرش الجنسي ووصل به الأمر حد الابتزاز فإما وإما...ولم تجد غير الهروب وهي الآن بدون أوراق بعد أن لطخ سمعتها وأيضا عبد اللطيف الزميل الموجود حاليا بفرنسا الذي ينتمي سابقا إلى فريق المدير التقني الذي لا يهتم سوى بما يحصل عليه من أموال، وبالنسبة إليه فلا يهتم بمن ذهب، فهو ومن معه يعملون بشكل عادي وحتى عادل لقنيفلي لا أحد اهتم لذهابه مع أنه بطل واعد وينتظره مستقبل واللائحة طويلة... وما هو الحل؟ الحل الوحيد الممكن هو تدخل على أعلى المستوى، وليس فقط على صعيد الوزارة الوصية أو اللجنة الأولمبية لأن هناك تواطؤا بين كل هؤلاء ومسؤولي جامعة الجيدو، فالجميع يعرف ما يحصل داخل هذه الجامعة ويفضلون الصمت، وأنا أطلب من جلالة الملك التدخل للفصل مع هؤلاء الناس الذين تحولوا إلى أخطبوط يدمرون كل شيء جميل، وأكبر دليل على أنهم تمكنوا من إجهاض مشروع جمعية أسستها سنة 1995، وكانت تضم السادة بنعمر رئيس سطاد المغربي والدكتور الساعف أخ وزير التربية الوطنية السابق وابن الجينرال أشهبار وكان اسمها "رياضة ومستقبل" وكنا نهدف إلى محاربة الخلل الذي تعاني منه رياضة الجيدو، وهم إنما يحاربون الكفاءة والمصداقية والجميع يهرب من هذا الجو الفاسد. ألا يمكن أن يقضى على رياضة الجيدو بفعل هذه الممارسات؟ صراحة رياضة الجيدو ماتت منذ زمن، وما يحصل عليه من نتائج هي مجهودات شخصية من الممارسين، والجامعة لا دخل لها في ذلك اللهم بعض المناسبات التي يرغبون في حضورها لإظهار أن الجامعة نشيطة وفي كل مرة ننادي بوضع برامج مستقبلية يجيبون بغياب الإمكانيات مع أن مصاريف مهولة تعرض على مجموعة بنبادة الذي يملك مفاتيح الجامعة، وكل ما تريد الحصول عليه لا بد أن يمر من قناة الرجل الحديدي الكاتب العام. كلمة مفتوحة: حرام، حرام، حرام أن يضيع كل هؤلاء الشباب ويفقدون حقهم في ممارسة الرياضة التي يحبونها، فالقنيفلي لم يكن في حاجة سوى لبعض الدعم والمساندة وهو إنسان ناضج تقنيا وله كل المؤهلات ليصبح بطلا أولمبيا، لكن بسبب الضغوطات التي يعاني منها سيتوقف عن ممارسة الجيدو، وهذا حرام، حرام، حرام.