حين كسر عادل القنيفلي جدار الصمت وتحدث عن مشاكل الفريق الوطني، ومعاناته داخل معسكرات جامعة الجيدو، تعرض لكل أنواع الضغط، وتحول إلى عدو يطارده الكاتب العام للجامعة ومديرها التقني، ولم يقو المسكين على تحمل ذلك، وأصابه الذعر والخوف، وهذه حالة كل أبطال الجيدو المغربي الواقعين تحت سلطة الرجلين القويين. آخر ضحايا جامعة الجيدو هو البطل المغربي عادل بلكايد الذي حقق في السنوات الأخيرة نتائج باهرة، ورفع راية المغرب خفاقة في عدد من المحافل الدولية، واليوم ولسبب نجهله حتى الآن، يتعرض لمطاردة المدير التقني الوطني الذي يستغل سلطته لتطويع أعضاء الفريق الوطني إرضاء لرغباته ورغبات صديقه الحميم صاحب العقد والحل داخل هذه الجامعة. إن ما تعيشه هذه الرياضة نتاج طبيعي للهيمنة التي يفرضها بعض الناس، وأيضا غياب رئيس الجامعة المقيم دوما بمدينة وجدة، ليترك أمور مكتبه في يد الكاتب العام الذي يتحكم في كل صغيرة وكبيرة، ولا يحق لأحد التدخل في شؤونه، فهو الكاتب العام وأمين المال والمدير الإداري والمسؤول عن الفريق الوطني والمسؤول عن الحكام والمدربين وبعبارة أخرى فهو صاحب جامعة الجيدو، وأكثر العارفين بشؤونها، وبالتالي فأي رئيس انتخبته القاعدة لا يمكن أن يتجاوز الكاتب العام وسلطته فهو موجود منذ عهد بنعمر وسيظل هناك بعد التهامي اشنيور، وبالنسبة إليه المهم أن يحافظ على امتيازاته الموروثة منذ عهود. لقد حقق البطل عادل بلكايد حلم ممارسي الجيدو، وأبطل هيمنة الأوروبيين، لكن بدل أن يجد من يشكره ويعترف له بما حققه، تصادف مع ثلة من أصحاب المصالح، الذين لا يعنيهم من عادل بلكايد أو غيره من الممارسين سوى ما يجنونه من مكاسب إعلامية ومادية. إن ما يتعرض له عادل بلكايد من مضايقات ناتجة عن سوء تقدير المدير التقني وصمت الكاتب العام. هو نتاج غياب الديموقراطية في تدبير شؤون جامعة الجيدو، التي تحولت إلى إقطاعية يديرها بعض الأشخاص ممن ألفوا السباحة في الماء العكر، والنتيجة هي ضياع قيمة وهيبة الممارسين الذين تحولوا إلى دمى يحركها بعض الأشخاص فهل بهذا الشكل سننهض برياضة الجيدو؟