أمر جلالة الملك محمد السادس بعقد المجلس الإداري للوكالة الخاصة بإنعاش وتنمية الأقاليم الجنوبية، قصد إقرار مجموعة من المشاريع التنموية والاستثمارية، وعدد منها الملك محمد السادس" توفير السكن اللائق، وتعميم التزود بالماء الشروب والكهرباء، ومد الطرق، وتهيئة مناطق للصناعة والسياحة الشاطئية ، والإيكولوجية وإعداد التجهيزات اللازمة للنهوض بالصيد البحري والساحلي منه على وجه الخصوص وتوسيع الموانئ الرئيسية للمنطقة". وأكد جلالة الملك محمد السادس في خطابه أول أمس بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لانطلاق المسيرة الخضراء على جعل التنمية الاقتصادية والتضامن الاجتماعي منطلقا لمسيرة جديدة لتوطيد المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي الذي هو" خيارنا الثابت والذي لا شيء يمكن أن يجعلنا نحيد عنه لبناء مغرب المستقبل، مغرب الاستقرار والتقدم الوفي لهويته الحضارية المنفتح على عصره الفاعل في محيطه الجهوي والدولي" وشدد جلالة الملك على تفعيل هذه المشاريع في أقرب الآجال مؤكدا على جعل هذه الأقاليم "قطبا للاستثمار ونموذجا للتنمية الجهوية". وأشار الملك محمد السادس أن المغرب وفر لرعايا هذه الأقاليم ما لا يقدر بثمن " ألا وهو الحرية والكرامة والالتحام بالوطن الأم في ظل الأمن والاستقرار". وأشاد جلالته بجهود القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة المرابطة بهذه الأقاليم. وأشار جلالة الملك إلى "وجاهة موقف المغرب" بإيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل حول "استرجاعنا لصحرائنا في نطاق احترام سيادة المملكة ووحدتها الترابية. الأمر الذي صار معه مشروع تنظيم الاستفتاء الوارد في مخطط التسوية الأممي" متجاوزا لعدم قابليته إطلاقا للإنجاز الفعلي" وبهذا الخصوص قال الملك محمد السادس:"و تجلت هذه الحقيقة في مضمون القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي، كما تكرست بالتوافد المتزايد للعائدين استجابة لنداء الوطن" الذي "ما فتئ يفتح ذراعيه لكل أبنائه المكسرين لأغلال الاحتجاز والقهر" واستبشر محمد السادس خيرا باقتران ذكرى المسيرة الخضراء بحلول شهر رمضان المبارك " شهر نزول القرءان الكريم" . يذكر أن إحداث وكالة خاصة بتنمية الأقاليم الجنوبية قد أعلن عنه خلال الزيارة الملكية للعيون في خطاب 6 مارس الماضي. وكان جلالة الملك قد أعطى تعليمات إلى" الحكومة كي تنكب على إخراج هذه المؤسسة إلى حيز الوجود في أقرب وقت. وحرص الملك محمد السادس على" أن تكون برامج ومشاريع هذه الوكالة منبثقة من واقع المنطقة ومن تطلعات أبنائها".وقال حينها" وينبغي لهذه الوكالة أن تواصل المجهودات الجبارة التي بذلت لتزويد هذه المناطق بتجهيزات تحتية أساسية في مجالات الطرق والمرافىء والإسكان والإنارة والماء الشروب وتمكينها من التنمية الاجتماعية. ويتعين عليها بصفة خاصة أن تعطي الأولوية المطلقة للنهوض بالاستثمار المنتج المبدع للثروة المنشىء لفرص الشغل القار والكريم للشباب . وعليها أن تستثمر الموءهلات الطبيعية للمنطقة في مجالات الصناعة المعدنية والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة والتجارة وكذا مواردها البشرية المؤهلة للإبداع والعطاء المعروفة بطاقاتها الاقتصادية الواعدة وقدراتها العلمية العريقة وحنكتها المتأصلة". وكان جلالة الملك قد أعلن في خطابه بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والعشرين للمسيرة الخضراء المظفرة عن عزمه القوي على" جعل أقاليمنا الجنوبية مثالا يحتذى للتنمية الجهوية المندمجة" وسبق أن أعلن عن رفض المغرب القاطع لكل مشروع يستهدف المس"بوحدتنا الترابية وبسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ويهدد السلم والاستقرار بمنطقة المغرب العربي".وأن "المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم". عبد الغني بوضرة