في ذلك البلد، كان الناس أمة واحدة بألوان متعددة.اختار أغلبهم من يمثلهم في مجالسهم.واختاروا حاكمهم ودستورهم.لكن البعض كان ساخطا، لأن الناس لم يختاروهم.ومن هناك، بدأت "شرعة" الصلاة السادسة!! هي خمس صلوات فرضها الله على عباده من المسلمين منذ أن بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء.لكن جرذا بعثته شياطين الإنس منذ أشهر عدة وسلطته على بلد من بلاد المسلمين فبدل عباداتهم اليومية بل غير حياتهم مائة وثمانين درجة. ولأن الجرذان معروف عنها اقتحام بيوت الناس خلسة وسرقة ممتلكاتهم،فهي لا تعتاش إلا على الاختلاس.ولا تحيا إلا في ظلمات الجحور والمجاري.لأنها كذلك،فإن الجرذ ،في ذلك البلد، تمرغ في كل قاذورات ما فوق الأرض وما تحت الأرض، وشكل عصابة من جنسه ثم سرق السلطة في البلد وألغى الدستور وفرض قوانين تسمح بقتل كل من ليس من جنسه أو يتمرد على أبناء جنسه. فصار أهل هذا البلد من المسلمين يصلون الصلوات الخمس في اليوم لكنهم يصلون ،وفق شريعة الجرذ، صلاة سادسة كل يوم ،وهي صلاة الجنازة على ضحاياهم الذين يقتلون بتهمة عدم الخضوع لحكم آل الجرذان. هذا الجرذ، زعم آله وصحبه أنه "رسول" من رسل الله. فصدق نفسه .ثم مضى يدعو الى دين جديد ،لا ذكر فيه للجهاد أو تحريم موالاة الأعداء.دينه الجديد يحث على حماية "جيرانه"وإن كانوا محتلين للأرض،غاصبين مثله لحرية أهل البلد الأصلاء. هذا الجرد لا يتورع في سفك الدم الحرام كل يوم من أطفال ونساء وعلماء وطلاب.إنها قربات له عند من سلطوه على هذا البلد.هو لا يؤمن بأن الله فرض على عباده خمس صلوات فقط.أرادها "ثورة" على "دين محمد". ففرض على كل من يعيش في أكبر سجن للبشر في عصره أن يصلوا صلاة سادسة ،حتى إنها أضحت ركنا من أركان دينه الجديد. ومن أجل استمرار هذا الركن الجديد في الدين الجديد،جيش الجرذ الجيوش، وحامت حول الميادين وقطعت أوصال البلد.فلا صوت يعلو فوق صوت الدبابة،ولا رأس إلا تحت "البيادة"(وهي حذاء العسكر). وعندما فشل في قمع الشعب الحر، قام هذا الجرذ يخطب في شعبه الآخر:أيها الجرذان ،أنا لا أستطيع أن أكبل أيديكم للثأر،لا أمنعكم من قتل مخالفيكم. فانطلقوا وانتقموا وإلا سأحاسبكم أمام ربنا.إنه يدعو الى الاحتراب الأهلي لينجو من ورطته،ويتعلق بأستار "تفويض" الجرذان من جنسه . عندما فشل في حماية آله من الجرذان، قام هذا الجرذ يخطب في شعبه الآخر مرة أخرى: أيها الجرذان إن عدوي وعدوكم واحد.إن عدونا هو من يقاتل،لوحده خارج السرب، "جيراننا" على الحدود "المقدسة".إن عدونا كأنه النمل ،يحفر الأنفاق تحت الحصار،ويضرب بصاروخه ذلك"الجار".وأنا مطالب بحماية هذا"الجار". الجرذ لا يستطيع أن يخرج ب"نظره" من "فكر" المجاري. لذلك فإنه يدعو الآخرين إلى الخروج من "إطاراتهم" ليشعروا ب"النعيم" الذي يعيش فيه.هذا الجرذ رآه شاعر حر (يخطب اليوم عن النظافة..وينذر الأوساخ بالعقاب..وحوله يصفق الذباب!). ولأن القذارة لا يشعر بها من بها وفيها يحيا، فإن هذا الجرذ لا يحب إلا لونه البني بفعل الوساخة التي فيها ينعم . ويكره تعدد الألوان لأنها تعني حرية الاختيار.فإما أن تكون بنيا مثله وإما أن تكون من يصلي عليك المصلون الصلاة السادسة.