نشرة إنذارية.. تساقطات ثلجية مرتقبة على المرتفعات التي تتجاوز 1500 متر    إياب ساخن في البطولة تبدأ أطواره وسط صراع محتدم على اللقب وتجنب الهبوط    كافي: يجب مناقشة التعديلات المقترحة على قانون مدونة الأسرة بعيدا عن التعصب لرأي فقهي    هذا نصيب إقليم الناظور من البرنامج الاستعجالي لتعزيز البنيات التحتية بجهة الشرق    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    الدحمي خطاري – القلب النابض لفريق مستقبل المرسى    رأس السنة الجديدة.. أبناك المغرب تفتح أبوابها استثنائيًا في عطلة نهاية الأسبوع    مديرية الضرائب تفتح شبابيكها نهاية الأسبوع لتمكين الأشخاص الذاتيين المعنيين من التسوية الطوعية لوضعيتهم الجبائية    غياب الطبيب النفسي المختص بمستشفى الجديدة يصل إلى قبة البرلمان    بيت الشعر ينعى الشاعر محمد عنيبة الحمري    العام الثقافي قطر – المغرب 2024 : عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    اكتشاف جثة امرأة بأحد ملاعب كأس العالم 2030 يثير الجدل    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تصعد رفضها لمشروع قانون الإضراب    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    "الاتحاد المغربي للشغل": الخفض من عدد الإضرابات يتطلب معالجة أسباب اندلاعها وليس سن قانون تكبيلي    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    الحبس موقوف التنفيذ لمحتجين في سلا    تدابير للإقلاع عن التدخين .. فهم السلوك وبدائل النيكوتين    وكالة بيت مال القدس واصلت عملها الميداني وأنجزت البرامج والمشاريع الملتزم بها رغم الصعوبات الأمنية    مقتل 14 شرطيا في كمين بسوريا نصبته قوات موالية للنظام السابق    سنة 2024 .. مبادرات متجددة للنهوض بالشأن الثقافي وتكريس الإشعاع الدولي للمملكة    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    اعتقال طالب آخر بتازة على خلفية احتجاجات "النقل الحضري"    كيوسك الخميس | مشاهير العالم يتدفقون على مراكش للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة    الإعلام الروسي: المغرب شريك استراتيجي ومرشح قوي للانضمام لمجموعة بريكس    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    "البام" يدعو إلى اجتماع الأغلبية لتباحث الإسراع في تنزيل خلاصات جلسة العمل حول مراجعة مدونة الأسرة    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    الصين: أعلى هيئة تشريعية بالبلاد تعقد دورتها السنوية في 5 مارس المقبل    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا سنية ولا سلفية ولا علمانية.. أنا مسلمة
نشر في هسبريس يوم 03 - 09 - 2011


https://www.facebook.com/elMayssa
http://www.elmayssa.com
قبل أن أدخل في الموضوع الطويل لي قول عارض سأتقدم به للقراء.
***
لن أكف عن الحديث عن الدين.
***
ولن يجبرني ابتزاز البعض لي بنواقصي وما قصرت في أمور ديني بأن أسكت وأصمت
أجد الساحة فارغة من علماء الدين بالمنطق، وأجد العلمانيين يغلبون الناس بالعقل، والفقهاء يعومون في الميتافيزيقا، ويمضغون الحديث عن العبادات وينسون الانتخابات!! لذلك سأتكلم بالنيابة ريثما يأتي من هو أهل وأكمل مني دينا فينفس عن قهري ويثلج صدري.
في هذا الموضوع قسمان: قسم إلى المسلمين. وقسم إلى العلمانيين
***
إلى المسلمين
كفانا تفريقا وتمزيقا لهذا الدين
أريد أن أسألكم سؤالا رغم أن الإجابة عنه بسيطة بديهية: هل حينما اخترع العلماء ما يسمى "بالرّوبو"، وهو مكنة على شكل الكائن البشري برأس وجسد يتحرك بالكهرباء أو ميكانيكيا، وأسموه: الإنسان الآلي. قام الإنسان، لكي يميز نفسه عن هذا المخلوق الجديد، وأسمى نفسه: الإنسان اللحمي، أو الإنسان الحقيقي.
مثال آخر: هناك البطاطس الحلوة، والبطاطس التي نسميها بالدارجة المغربية (البطاطس القصبية)، وهناك : البطاطس. هل حينما تذهب عند بائع الخضار لشراء البطاطس الغير الحلوة ولا القصبية: تقول له: أريد البطاطس العادية؟ أم أنك تقول: أريد البطاطس!
مثال آخر: هل إن تم تغيير جينات قط مثلا، وتم توليد نوع جديد من القطط لا تموء، وإنما صوتها مثلا كصوت الكلاب، هل سنطلق على القطط الأصلية، التي بقيت على حالها: القطط التي تموء، أو القطط الأصلية؟
لا أظن، ستبقى تسميتها كما هي: القطط، والبطاطس العادية هي البطاطس، والإنسان، وإن اخترعوا إنسانا آليا، يبقى إسمه الإنسان، والمسلمون: وإن انشقت عنهم شيع وطوائف تبقى تسميتهم: المسلمون.
لأن اللقب المضاف إلى الاسم دليل على الاستثناء. والمسلمون الذي يتبعون كتاب الله وسنة نبيه والخلفاء الراشدين المهديين من بعده ليسوا استثناء، بل هم الأصل: وإبراهيم عليه الصلاة والسلام سمانا: المسلمون. قال تعالى: "جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس."
فلماذا إذن الألقاب إن كنا نحن الأصل ولسنا استثناء.
يجب أن نرفض لقب "سني" و"سنية"، فنحن لسنا مسيحيين حتى نتفرق بين "كاثوليك" و"بروتيستانت" وغيرهم، فنتفرق نحن أيضا بالألقاب، واتباعنا لسنة نبينا محمد عليه أفضل السلام لا تعنى أن نصنف أنفسنا بل تعني أن نكون نحن العامة بأن نبقي على ما سمانا به نبي الله ولا نزيد عليه ولا ننقص.
لا تدعوا الناس يسموكم "سُنيين". وإن قالوا وهل أنتم "شيعة"؟ قولوا لهم: بل نحن المسلمون.. فليسموا هم أنفسهم ما يشاؤون. إن كانوا هم شيعة فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "وهابيين" فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "سلفيين" فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "ليبراليين" فنحن المسلمون. إن أرادوا أن يسموا أنفسهم "علمانيين" فنحن المسلمون.
سموا أنفسكم ما تشاؤون فنحن الأصل، ومن أراد أن يميز نفسه بلقب فذلك شأنه، سيبعث مع طائفته.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلقب نفسه ولم يسم نفسه سنيا ولا الخلفاء الراشدون من بعده. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تتفرق أمتي إلى بضع وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة .. قال الصحابة ومن هي يا رسول الله؟ قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي."
وكل من أضاف إلى اسمه "المسلم" لقبا أو غيره إلى اسم آخر فليعلم أنه انتقص أو أضاف إلى دينه غير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لأن الاختلاف في بعض التشريعات والشرحات والفتاوى ما لم يخالف مثن الكتاب وسنة النبي عليه أفضل السلام والخلفاء الراشدين فهو رحمة للعالمين. ولا داعي معه لزيادة الألقاب فالتفرقة وتمزيق أمة المسلمين.
بل وحتى المذاهب الأربعة لم تأتي للتسمية، بأن نقول أنا مالكي ويقول الآخر أنا حنبلي، وإنما جاءت لإظهار بعض من الاختلاف في الفقه والتشريع والاختلاف رحمة، وأما اتباع البلد لمذهب من المذاهب إنما هو عادة من التاريخ وليس عبادة، وعلى الفرد المسلم أن يتدارس كل المذاهب باختلافاتها، لأن التفقه في الدين واجب على كل مسلم، فيتبع المومن ما ارتاح إليه قلبه كما جاء في حديثه عليه أفضل السلام: عن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "جئت تسأل عن البر؟" قلت: نعم، قال: "استفت قلبك، البر ما طمأنت إليه نفسك، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك." حديث حسن روي في مسندي الإمامين؛ أحمد بن حنبل، والدارمي بإسناد حسن.
وأمور التسمية هاته محدثة جاءت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زادت المسلمين إلا تفرقة، وبالتالي فهي بدعة ذميمة، وعن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا يا رسول الله، كأنها موعظة مودع، فأوصانا، قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمّر عليكم عبد، فإنه من سيعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة." رواه أبو داود والترميذي، وقال حديث حسن صحيح. وإن أردنا أن نعض بالنواجد على سنته علينا اتباعها وتسمية أنفسنا بما سمى به نفسه إذ كان عليه أفضلا السلام مسلما حنيفا.
ولما لم يكن الشيعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن ألقاب تفرق بين المسلمين، وكان مع رسول الله ممن خالفه أهل الكتاب، فقد نزلت الآية في قوله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ"، والآن يجب أن نوجهها إلى كل من يلقب نفسه فيفرق بينه وبين أخيه المسلم ليتميز عنه، سواء سلفي أو وهابي أو شيعي أو غيرهم: "تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" صدق الله العظيم.
أي نعم، "اشهدوا بأنا مسلمون"، ليس علينا أن نسمي أنفسنا "سنيين" بل كما قال رب العالمين: "اشهدوا بأنا مسلمون"
ومن لم يقتنع بهذا فذلك شأنه، وشأني أني أرفض أمام الله والقراء شاهدين أي لقب جنب لقب "مسلمة" علي أحشر جنب المسلمين!
****
إلى العلمانيين
هنا، لن أتحدث مع علماني ملحد أو في دين غير دين الإسلام، فمفهوم ردة فعله إن هو شجع العلمانية وحارب الدين حتى لا يسود في العالمين، وإنما سأتحدث مع الجهال الذين يدعمون العلمانية ويدعون أنهم مسلمون، فهم إما جهال جاهلون بدينهم، وهذه فرصة إنهم مسلمون حقا ويؤمنون بالقرآن أن يتعلموا عن دينهم من القرآن، وإما أنهم منافقون يعلمون ويغالطون الناس.
كيف لكم، أيها العلمانيون يا من تدعون الإسلام ومعرفتكم بالقرآن، أن تحاولوا تفريق الإسلام عن الدولة. كيف لكم أيها الجاهلون بدينكم أن تقولوا لرجل أراد الخوض في السياسة، انسل من هويتك الإسلامية قبل أن تتحدث في السياسة. أولا تعلمون أن الإسلام هوية المرء تتأتى مع إنسانيته وذكورته أو أنوثته ووطنيته. أتريدون أن ينسلخ المرء عن ذكورته أيضا قبل أن يتحدث في السياسة رفقا بالشواذ من أتباعكم. كيف يا من تدعون الإسلام، أن تسلخوا من الإسلام ما جاء به في أمور الدنيا والمجتمع والبلد، وتقزموه وتختصروه وتحددوه في إيمانيات وعبادات.
وإن كان فهمكم الجاهل، ووعيكم القاصر، وإدراككم الضيق، بين لكم الإسلام كعقيدة فقط، فلنا أن نقول أن العلمانية، بدفاعها عن اللادين في الدولة،هي عقيدة. وإن نبذتم عقيدتنا وأردتم إبعادها عن السياسة فإننا لعقيدتكم نابذون ولسياستكم كارهون.
وإن كنتم ترون أن رجلا مسلم الهوية مسلم الأفعال مسلم اللسان والأقوال يحث على الدين يجب أن يبتعد عن السياسة، فنحن نرى أن رجلا علماني الأقوال والأفعال يجب أن يبتعد بدينه الجديد عن السياسة.
فاللادين عقيدة، والعلمانية عقيدة، وكل ما آمن به الفرد وحتى وإن جعل إيمانيته في الماديات فهي عقيدة، وبالتالي فلكل فرد على وجه البسيطة وبالضرورة عقيدة، وأن يستخدم الفرد اللادين في السياسة فقد استخدم في السياسة عقيدة. وإن أقررتم أن كل ذي عقيدة يجب أن يبتعد عن السياسة فآتونا إذن بمخلوق من كوكب من الكواكب لا قلب له ولا روح ليحكم فينا دون عقيدة. وإن أصررتم على عقيدتكم العلمانية فنحن على ديننا الإسلام الكامل الشامل مصرون. فانظروا ما أنتم فاعلون.
أتدعون الإسلام وأنتم على جهل بما جاء به الإسلام:
الإسلام ليس فقط عقيدة: عقيدة توحيد أن لا إله إلا الله، وإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، وبكافة الكتب والرسل وبالبعث والنشور والقدر، وهذا موجب الدخول إلى الإسلام وبوابته العظيمة.
وليس فقط عبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا يمكن أن ينفرد بها المسلم ويختصر فيها كلمة: الإسلام، فتقنعوننا أننا يمكن أن نعيش بإسلامنا في بيوتنا والمساجد..
وليس فقط سلوكيات، وهي الأخلاق التي لا طريق لها وإليها غير العبادات، حتى لا يأتينا ليبرالي ويدعي الصلاح دون صلاة والتقوى دون صوم والورع دون زكاة وحب الله دونما رغبة في حج. فطريق الخلق العبادة. وعبادة لا ترتقي إلى حد الخلق عبادة ناقصة، ينقصها الإخلاص.
وليس فقط شرائع، اجتماعية تحدد الزواج بأركان وشروط، والطلاق في آيات مفصلات، والإرث والختان وكل ما هو قوانين تشرعها مدونات الأسرة، بتفصيل وكمال وتمام مبينة في القرآن موضحة في السنة، تأتي للمرأة بأحسن مقام يقوم على المساواة بينها وبين الرجل في قيمة الحقوق، تحفظ لكل دوره المنوط به حسب بينته الڤيزيولوجية وطاقته.
ولا فقط معاملات اقتصادية مالية، تحدد طريقة القروض والبيع والشراء والأرباح والكفالة والرهن والحوالة وتصطفي للناس مشاريعهم وكيف تكون وتحرم أمر كل تعامل بنكي مؤسساتي لا يكيل الناس بمكيال الحق، وتعاقب كل تاجر يقرض بالربا ويطفف الميزان عند البيع وعند الشراء يبخس الناس أشياءهم.
وإنما: واسمعوني أيها العلمانيون جيدا، وافتحوا آذانكم واتركوا لدماغكم أن يتدبر فيما أنتم جاهلوه
الإسلام... هو.. نظام دولة.
نعم، الإسلام نظام دولة غالبيتها مسلمون. بقانونها الداخلي، ينظم فيها الإسلام دور الوالي وأمير المومنين الذي يأتي بالمبايعة، أمرنا الإسلام بطاعته، وأمر علماء الدولة بنصحه وإرشاده، وأمر المسلمين بعدم الخروج عليه بالسيف وإن ظلم إرشاده إلى ما فيه الحق. عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله. قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
قال الإمام النووي: وأما النصيحة لأئمة المومنين فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم ونهيهم، وتذكيرهم برفق، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج بالسيف عليهم، وتأليف قلوب المسلمين لطاعتهم.
وقال الخطابي: ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأداء الصدقات إليهم، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يدعوا لهم بالصلاح.
نظام عدلي وقضائي، عدله قائم على المشرع في القرآن من قوانين قصاص: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، وحدود تسمى حدود الله. ميزان عدل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. عن ابن عَبَّاسٍ رضي اللُه عنهما: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودمائهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر". حديث حسن، رواه البيهقي وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين. ومعناه: أنه لا تصح الدعوى حتى تظهر الحجة، وعليه وكما في القانون الوضعي: المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
نظام أمة تقوم على المساواة بين الرجل والمرأة، ومساواة العربي والعجمي والأبيض والأسود في التقوى والصلاح، وعلى قوانين تبطل الإدعاء دون شهادة، وتوثر العفو بعد التوبة. وتحدد الجرم في الحرام، وكل ما حرمه الإسلام إنما أثبتت تجربة البشرية فساده ومفسدته، بين قتل نفس حرمها الله إلا بالحق، وبين زنا وسرقة وخيانة للأمانة وغيرها من المفاسد التي حددها الشرع وهي ظاهرة بالفطرة...
قانون ديبلوماسي وسياسة خارجية، حيث جاءت القوانين المستحدثة بمصطلحات اللجوء السياسي والحماية، بينما هو عقد إسلامي بين الأمين والمستأمن، بدأه الصحابة الكرام حين لجؤوا عند الملك النجاشي المسيحي طالبين الأمان، فرحب بهم وأمنهم وأعطاهم حق العيش والعبادة حسب دينهم، وهم في المقابل احترموا دين البلد وأغلبيته المسيحية، ولم يطالبوه بالعلمانية!!! فالدولة كانت دولة مسيحية يعيش فيها الآخر بحرية، كدولة الإسلام التي يعيش فيها الآخر ويتوجب عليها فرضا احترام دين الأغلبية إذ هو يتعبد بينهم في سلام.
وديبلوماسية ولدت عن أخلاق سيد البرية محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بها راسل صلى الله عليه وسلم ملوك البلدان داعيهم إلى الإسلام رسائل كان بلغاتهم، كان يأمر الصحابة بتعلمها إذ هو الرسول الأمي مبلغ الرسالة في معجزة من الله وحكمة لا يعلمها إلا قليل، فيتعلمها الصحابة ويملي عليهم سيد الخلق الرسالة ويختمها بختمه ويبعثها، فتوافق مع بعض، وأدى السلم إلى بعض، وآذن بالحرب على من لم يأمن معهم حرماته من البعض الآخر.
وقانون سلم وحرب، تأسست وقامت عليه الحضارة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، السلم والأمن لمن لم يمسوا المسلمين بسوء حيث قال تعالى وهو يخاطب دولة المسلمين: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وإنما النهي عمن أخرج المسلمين من ديارهم وآذاهم في مالهم وعرضهم أن يؤذنوا عليهم الحرب والقتال. قال تعالى: "ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون".
***
أيها العلمانيون، الإسلام دين دولة، ونحن لسنا إسلاميين بل نحن مسلمون. نعم نحن أغلبية مسلمة تعيش تحت لواء أمير المومنين. في دولة دينها الإسلام. سنجاهد فيها أنفسنا لنبعدها عما أمرنا الله الابتعاد عنه، وسنجتهد فيها ليسود فيها الإسلام، ونبعد عنها كل مظاهر الليبرالية والتقليد الأعمى للغرب الفاسد المفسد.
وما كتبت إلا بتوفيق من الله. ولي عن الانتخابات القادمة مقالات قادمة بحول الله. حتى نفهم أن حزبا أناسه مسلمون إنما هو حزب أنساه مسلمون. والتكرار توكيد. هو حزب قادته مسلمون وشبيبته مسلمون في دولة مسلمة، ليس علينا تسميته حزبا إسلاميا ولا تسمية قادته بالإسلاميين. إنما هو حزب مسلمين في دولة الإسلام. وغيرهم من العلمانيين فهم غير.
والسلام
مايسة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.