دخل اعتصام أهالي تغانمين و تاغيا يومه الثالث على التوالي بمركز زاوية احنصال بجبال الأطلس افليم أزيلال. وقال الحسين الحرشي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان التي ترعى الاعتصام في اتصال مع جريدة التجديد الورقية أن السكان المعتصمين لهم مطالب بسيطة جدا لا تتعدى فك العزلة عنهم وتمكينهم من الحركة لكسب القوت اليومي. وأضاف المتحدث أن المعتصمين يبلغ عددهم حوالي 150 نفرا 70 ٪ منهم نساء والباقي أطفال وشيوخ وبعض الشباب باتوا الليلة الاولى في العراء قبل أن يتضامن معهم السكان وينصبون لهم خيمتين لوقايتهم من لفحات البرد القارس في أعز فصل الشتاء. وأوضح المسؤول الحقوقي أن من بين أهم مطالب أهالي تغانمين وتاغيا هو استصلاح الطريق الربطة بينهم وبين زاوية احنصال المركز هذه الطريق التي اتلفت نهائيا بسبب ضعفها من جهة العوامل الطبيعية من جهة ثانية بالإضافة إلى إحداث مستوصف تتوفر فيه الموارد البشرية الضرورية والدواء و دار للولادة، وتآهيل المدرسة التي تعدم بها شروط مؤسسة تربوية وتوفير المرافق اللازمة لها والتدفئة .. وأشار الحرشي من جانب آخر أن السكان بتغانمين لم تصلهم مما عرض علنا من المعونات شيئا كما عبروا عن استغرابهم للميزانيات المرصودة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية اذ لم يجدوا لها أثرا على واقعهم اليومي .وطالبت الجمعية الحقوقية من المسؤولين الالتزام مع المحتجين في محاضر رسمية على أجندة محددة المواعيد من أجل تلبية مطالبهم البسيطة. واعتبرت الجمعية منطقة زاوية احنصال بالغنية من حيث مواردها البشرية والطبيعية ما قد يجعلها مصدرا مهما لعيش المواطنين بهذه الجبال. وعبر الحرشي عن أسفه عدم التفات المسؤولين الى المحتجين ما كان له الوقع السلبي على نفسيتهم واعتبروا أنفسهم في موقف "حكرة"دون مراعاة لما بدله آباؤهم وأجدادهم ابان حقبة الاستعمار للدود عن حوزة الوطن وكذا تشبتهم بأراضيهم وتعميرها رغم قساوة تضاريسها. وجدير بالذكر أن كل الدواوير التابعة لزاوية احنصال تعيش كل فصل شتاء عزلة قاتلة أحيانا يعاني منها آهالي الأطلسين ادمتوسط والكبير صراعا مع الموت بسبب ارتفاع مستوى القلوج التي تقطع كل السبل المؤدية الى الأسواق من أجل التبضع وجلب الأعلاف للمواشي التي تنفق العديد منها في هذه المناسبة .ولقد سبق للأهالي أن عبروا عبر عدة صيغ نضالية (مسيرات ،اعتصامات،..) عن معاناتهم وطالبوا بالعيش الكريم وفك العزلة عنهم الا أن الحلول كانت دائما يطبعها الطابع الموسمي والجزئي وأحيانا تبقى وعودا بدون تنفيذ على حد تعبير المصادر المذكورة.