نفى الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي الأنباء التي ترددت حول إصداره فتوى شرعية بكفر كل من يتعاون مع الولاياتالمتحدة في العدوان على العراق، كفرًا يخرج من ملة الإسلام، لكنه أكد حرمة مثل هذا التعاون. وبيّن القرضاوي في تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء 24/-9-/2002 أن صحيفة "الزمان" اللندنية التي بثت وكالة الأنباء القطرية النبأ نقلا عنها لم تُجرِ معه حوارًا أو اتصالا، ولم تتلقَّ منه أي تصريح بذلك. وقال: "ما حدث أن أحد المشاهدين في برنامج الشريعة والحياة الذي تبثه قناة الجزيرة أسبوعيًّا سألني عن الحكام المتعاونين مع الأمريكان، وهل يُحكم بكفرهم كفرا يخرجهم من ملة الإسلام؟ فرددت على السائل مبينًا أن الحكم على إنسان بتكفيره كفرًا يخرجه عن الملة أمر ليس هينًا ولا موكولا للأفراد، وأنه لا يكون بدون بينة، وأنه يتخوف من مثل هذه الأحكام" . وأكد القرضاوي أنه ليس من فقهه تكفير أحد من المسلمين. كانت وكالة الأنباء القطرية قد نشرت على موقعها على الإنترنت خبرًا نسبته لصحيفة الزمان اللندنية اليومية المستقلة التي نسبته بدورها لصحيفة الحقيقة القطرية، زعمت فيه أن الشيخ القرضاوي قال: "إنه في الوقت الذي يُعد فيه كفر الساكت عن الظلم من الكبائر؛ فإن الحاكم الذي يوافق أو يساند الولاياتالمتحدة في ظلمها يُعد كافرًا كفرًا يخرجه من ملة الإسلام؛ لكونه يوالي الكفار ضد المسلمين". وأكد مسئول بوكالة الأنباء القطرية في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" أنه لا يوجد في قطر صحيفة اسمها "الحقيقة". وكان القرضاوي قد قال في خطبة الجمعة 20-/9-/2002م التي ألقاها بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: "كل ما نريده من العرب والمسلمين ألا يساعدوا العدوان الأمريكي في ضرب إخوتهم في العراق، وهذا هو الحد الأدنى، فإذا لم تستطيعوا يا عرب أن تقفوا مع إخوانكم وتدافعوا عنهم، فأقل ما يطلب منكم ألا تساعدوا العدوان الأمريكي.. ألا تسمحوا لهم باستخدام أرضكم ومطاراتكم وأجوائكم لضرب إخوانكم". وقال في برنامج "الشريعة والحياة" الذي بثَّته قناة الجزيرة القطرية الأحد 15-/9-/2002م: "الثابت عند الفقهاء أن مدَّ يد العون لأمريكا ومساعدتها لضرب العراق حرام شرعًا"، وأضاف أنه لا توجد مصلحة لأي دولة عربية أو إسلامية في مساعدة عدوان الولاياتالمتحدة على العراق. وأوضح في فتوى لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أن ما تفعله المعارضة العراقية من التوسل بأمريكا تارة وبريطانيا تارة أخرى أمرٌ لا يليق بالمسلم الذي يخاف على مصلحة بلاده. وأضاف أنه إذا كان النظام العراقي نظامًا جائرًا فليس معنى ذلك أن نحلّ محله نظامًا أمريكيًّا أو بريطانيًّا يسيطر على ثروات المنطقة لحماية المصالح الأمريكية والصهيونية. وأكَّد أنه إذا كان الإسلام قد أجاز لأهل الحَل والعقد خلع الحاكم إذا لم يقم بواجبه تجاه أمته، فإنه لم يُجز الاستعانة بالكافر ليحلّ محل الحاكم، ويسيطر على أرض المسلمين؛ لما يترتب على ذلك من ضرر أكبر من بقاء الحاكم الظالم. يُشار إلى أن المرجعية الشيعية العليا في مدينة النجف الأشرف بالعراق أصدرت الأحد 22-/9-/2002م فتويين تدعوان المسلمين للدفاع عن العراق ضد ضربة عسكرية أمريكية متوقعة، وتعتبران تقديم أي شكل من أشكال العون للولايات المتحدة من "كبائر الذنوب وعظائم المحرمات".