بعد واحدة من أصعب الانتخابات في ألمانيا وأكثرها إثارة منذ الحرب العالمية الثانية، فاز الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار الألماني "جيرهارد شرودر" وحزب الخضر المتحالف معه في الانتخابات التي جرت الأحد 22-/9-/2002 بأغلبية ضئيلة على الائتلاف اليميني المعارض. وقال رئيس مكتب الانتخابات الاتحادي: "إن الحزب الديمقراطي الاشتراكي فاز بنسبة 38.5 % من الأصوات ليحصل على 251 مقعدا من بين 603 مقاعد في البرلمان الجديد، بينما حصل الخضر على 8.6 % ليفوز ب 55 مقعدا. وفاز الائتلاف الحاكم بذلك بإجمالي 306 مقاعد. وتراجعت نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الاشتراكي 2.4 نقطة بعد فشله في خفض معدلات البطالة في فترته الأولى. وفاز الديمقراطيون المسيحيون المعارضون وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الموالي لهم بنسبة 38.5 %، وسيحصلون على 248 مقعدا بارتفاع 3.4 نقط. ولعبت نسبة الأصوات التي حصل عليها شريكه حزب الخضر التي بلغت نسبتها 8.6 % ومثلت زيادة قدرها 1.9 نقطة عن الانتخابات السابقة الدور الرئيسي في إنقاذ حزب شرودر وائتلافه الذي يعرف باسم "تحالف الحمر والخضر". أما الديمقراطيون الأحرار فقد فازوا بنسبة 7.4 % ليحصلوا على 47 مقعدا، وهو أقل بكثير مما كان متوقعا لحلفاء شرودر المحتملين. وقال شرودر صباح يوم الإثنين 23/9/2002 لحشد من أنصار حزبه بعد أن تقلصت أغلبيته: "تنتظرنا أوقات صعبة". وأمام حكومة يسار الوسط الألمانية وهي في هذا الموقف الضعيف مهمة صعبة هي إصلاح أكبر ثالث اقتصاد في العالم والذي يعاني من ارتفاع الضرائب، ويخضع لقيود صارمة، مثل اقتصاد اليابان. وعلى شرودر أن يسارع أيضا لإصلاح علاقة ألمانياوالولاياتالمتحدة التي توترت بسبب معارضته القوية لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية للعراق، وما نُسب لوزيرة العدل الألمانية هيرتا دويبلر جميلين التي قيل إنها شبهت أساليب الرئيس الأمريكي جورج بوش مع العراق بتلك التي كان يستخدمها الزعيم النازي "أدولف هتلر". وتنامت التكهنات بأن وزيرة العدل التي أغضبت واشنطن لن تحتفظ بمنصبها في حكومة شرودر الجديدة، وستكون هذه خطوة أولى على طريق المصالحة مع الولاياتالمتحدة. ونفت دويبلر جميلين صحة تقارير صحفية أشارت الأحد 22/-9/-2002 إلى أنها ستستقيل بعد الانتخابات العامة الألمانية. وكانت صحيفة "بيلد" قد نقلت عن مصادر حكومية قولها إن "دويبلر جميلين" ستعلن استقالتها بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات الألمانية مساء الأحد 22-9-2002في مواجهة تصاعد حدة الانتقادات داخل حزبها، وتزايد غضب واشنطن. وكان مراقبون قد توقعوا أن يعدّل شرودر موقفه الرافض تماما لضرب العراق، في إطار مساعيه لإرضاء واشنطن.