اتهم وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد المستشار الألماني جيرهارد شرودر بأنه "سمم العلاقات الألمانية الأمريكية" خلال حملته الانتخابية عبر معارضته توجيه ضربة أمريكية للعراق، في الوقت الذي أعلن فيه المستشار الألماني أن موقفه لن يتغير تجاه العراق بعد فوزه في الانتخابات. وقال رامسفيلد عقب لقائه الرئيس البولندي "ألكسندر كواسنفسكي" الإثنين 23/-9-/2002: "الأسلوب الذي اعتمد عليه المستشار الألماني في الحملة الانتخابية لم يكن مفيدا أبدا، وأدى إلى تسميم العلاقات بين البلدين". وأشار وزير الدفاع الأمريكي الذي يقوم بزيارة لبولندا عشية اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع حلف الأطلسي في وارسو إلى أنه لم يخطط للقاء نظيره الألماني. وقال: "لا أنوي عقد اجتماعات غير تلك المقررة، وليس لدي موعد مع الطرف الألماني". ولم تلق تصريحات شرودر خلال الحملة الانتخابية بشأن رفضه التام المشاركة في هجوم جديد على العراق صدى إيجابيا لدى الولاياتالمتحدة. ومن جانبه أعلن شرودر إثر فوزه في الانتخابات الألمانية الأحد 22/-9-/2002 أنه لن يغير معارضته لشن هجوم عسكري على العراق، ساعيا في الوقت نفسه لتحسين العلاقات مع واشنطن بعد أن شهدت فتورا. وفي الوقت نفسه أكد شرودر في مؤتمر صحفي عقد الإثنين في العاصمة الألمانية برلين على متانة العلاقات بين الولاياتالمتحدةوألمانيا، مشيرا إلى أن البلدين اختلفا حول مواضيع أخرى مثل بروتوكول كيوتو حول الاحتباس الحراري، وسياسة دعم الزراعة وصناعات التعدين، لكنهما يبحثان كل هذه المواضيع "بود تام". وقال: "إنني أكنّ من الاحترام للرئيس الأمريكي جورج بوش ما يمنعني من إقحامه في الحملة الانتخابية في ألمانيا". وألقى المستشار الألماني شرودر باللوم على المعارضة المحافظة التي استغلت هذه الخلافات بين الولاياتالمتحدةوألمانيا في محور الحملة الانتخابية خلال الأسابيع الأخيرة. وقد ساءت العلاقات بين برلينوواشنطن كثيرا بعد أن نُسبت تصريحات إلى وزيرة العدل الألمانية "هرتا دوبلر جملين" (الحزب الاشتراكي الديموقراطي) في الحكومة المنتهية ولايتها، شبّهت فيها نهج الرئيس بوش حيال العراق بنهج الزعيم النازي أدولف هتلر وذلك خلال لقاء مع عمال ونقابيين. وعلى الرغم من نفي الوزيرة الألمانية أن تكون قد أدلت بمثل هذه التصريحات، فإنها أعلنت صباح الإثنين 23-/9-/2002 في رسالة موجهة إلى المستشار الألماني شرودر أنها لن تشارك في الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن انتخابات الأحد التي فاز فيها الائتلاف الحكومي بين الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر بولاية ثانية، متفوقا بفارق بسيط على "أدموند شتويبر" مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي. يذكر أن شرودر رفض مشاركة بلاده في هجوم عسكري على العراق، ولو بتفويض من الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن هناك أزمات جديدة ستنتج في الشرق الأوسط جراء هذه الضربة.