ممنوع الصلاة، ممنوع التجول، ممنوع فتح المحلات التجارية، ممنوع فتح المدارس والجامعات، ممنوع العلاج...الخ، عبارات تنطلق من مكبرات الصوت المثبتة على الدبابات الإسرائيلية ويستيقظ عليها الفلسطينيون صباح كل يوم سبت في مدينة الخليل. فقد استيقظ الفلسطينيون صباح السبت 14-9-2002م على أصوات الآليات العسكرية التي تجوب شوارع وسط المدينة وتفرض حظر التجول فيها وفي جميع الأحياء والشوارع المؤدية إلى البلدة القديمة من مدينة الخليل حيث يقع الحرم الإبراهيمي الشريف، وتقوم باعتقال كل من تصادفه أمامها وتقتاده إلى نقطة عسكرية مقامة في شارع الشهداء المؤدي إلى البلدة القديمة. إغلاق المحلات بالقوة وقد شوهد الجنود وهم يجبرون السكان على إغلاق محلاتهم التجارية، ويطلقون القنابل الغازية والمطاطية على الفلسطينيين المتوجهين إلى مصالحهم مع بزوغ الشمس في أحياء باب الزاوية ودوار المنارة وحارة أبو اسنينة، ووادي الهرية، وحارة الشيخ. والحجة في تنفيذ كل هذه الإجراءات القمعية هي حماية أمن حوالي 400 مستوطن يحتلون أربعة مواقع في البلدة القديمة من مدينة الخليل ويقيمون فيها، وسط حوالي 40 ألف فلسطيني يعيشون في أملاكهم الذين ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. وقد دأبت قوات الاحتلال على فرض إجراءاتها القمعية ضد السكان الفلسطينيين خارج البلدة القديمة أيام السبت بشكل خاص منذ اجتياح مدينة الخليل قبل حوالي ثلاثة أشهر. أما البلدة القديمة فتخضع لحظر التجول أكثر من 80% من أيام السنة. 40 ألف فلسطيني بلا حياة طبيعية ونتيجة حظر التجول تمنع الصلاة في مساجد المناطق المشمولة بحظر التجول، وتغلق المؤسسات الأهلية والرسمية أبوابها وتشل الحياة كافة مرافقها، ويمنع موظفو الطوارئ البلدية من الوصول إلى تلك المناطق. وأكد رئيس بلدية الخليل، مصطفى النتشة، أن حوالي ألفي محل تجاري في البلدة القديمة أغلقت أبوبها معظم أيام السنة، ولم يسمح لأصحابها بالوصول إليها. وأضاف النتشة أن الحصار المطبق على الخليل، واستمرار حظر التجول ساهما في شلل الحياة الاقتصادية في المدينة، وحرمان 40 ألف مواطن من ممارسة حياتهم الطبيعية في مدينة الخليل. ممنوع الأذان والصلاة في الحرم ويؤكد مواطنون فلسطينيون يسكنون بجوار الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل أن قوات الاحتلال بدأت في الآونة الأخيرة التضييق على المصلين المسلمين في الحرم، وذلك بتسجيل أسمائهم وأرقام هوياتهم. وأوضح المواطنون أن جنود الاحتلال دأبوا على السخرية من المصلين، إضافة إلى قيامهم بتصرفات لا أخلاقية تتنافى مع قيم المجتمع الفلسطيني، وتمس شعورهم. وأكد الشيخ ماهر مسودي، إمام الحرم، أن قوات الاحتلال تمنع الأذان في الحرم أيام منع التجول، كما تمنع الأذان في الأيام العادية خاصة صلاتي الفجر والعشاء، بحجة أن ذلك يزعج المستوطنين. وقال المواطن بسام الدويك من البلدة القديمة ل(التجديد)، أن جنود الاحتلال بدأوا في التضييق من خلال تسجيل عدد المصلين، وتفتيشهم، وتسجيل أرقام هوياتهم، وأنواع الملابس التي يرتدونها. سبت اليهود للصلاة والعربدة وفي الوقت الذي يتعرض له السكان الفلسطينيون للعنف والقمع، يمارس اليهود حياتهم بشكل استفزازي، ويعتدون على محلات الفلسطينيون خاصة في ساعات المساء من أيام السبت حيث ينتهي عيدهم، بحماية الجنود المدججين بالسلاح. ويعتبر يوم السبت يوم العطلة الأسبوعية لليهود حيث يحتفل العلمانيون منهم بإمضاء الوقت مع أبناء عائلاتهم والأصدقاء، وعلى شواطئ البحر المتوسط، وتتعطل المواصلات العامة، وتغلق المحلات التجارية أبوابها. وتتم الخدمات الحيوية بواسطة كوادر محدودة، وتمنح الإجازات لأكبر عدد من الجنود. أما اليهود المتدينون فيقضون يومهم في الكنس، ويمتنعون عن التنقل في وسائل النقل والاستعانة بالكهرباء، وفي مدينة الخليل يغلق الحرم الإبراهيمي أمام المسلمين ويفتح بالكامل أمام المتدينين اليهود، حيث يسكن معظمهم مدينة الخليل ومستوطنة كريات أربع. الخليل-عوض الرجوب 14-9-2002م