يحيي الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم، اليوم السبت أمسية ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب في الدارالبيضاء، ويشكل الفاموجي حالة عربية بامتياز، ارتبط في الوجدان العربي والمغربي بأغانيه التي أداها مع ربيبه الشيخ إمام، إنه شاعر كبير، صاحب تعبير حر ولغة حادة وقدرة على القبض على الوجدان العام العربي ومسايرة خلاقة للأحداث السياسية الكبرى التي تمر منها الأمة العربية في نكساتها المتكررة. نحبه لأنه يعبرعنا وعن أحاسيسنا الجماعية. ولأن النكسات التي مرت بها الأمة العربية لا توازى، وهي مستمرة في الزمان والمكان. قصائده التي أداها الشيخ إمام صارت على كل لسان، وحبه للمغرب معروف، لأن اسمه ارتبط بالزمن المغربي الجميل ، زمن الجامعة التي كانت جماعا للوعي.. في قصائده ذلك الانتصار الكبير للشعب وروح الشعب الذي يستيقظ صباحا كي يذهب إلى المعامل والساحات والحقول، وروح الدفاع عن الحرية، هو الذي ذاق مع الزمرة الجميلة سجون عبد الناصر والسادات، في حين اعتبر دوما وكأنه خطر على النظام العام، يخافه البوليس السري وكتاب التقارير، لأنه مثل الديكة، صوته يعلن قرب القيامة الكبرى. وقد وصف نجم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في حديث له، ب»آخر زعيم وطني خدم مصر»، وأكد أنه «ورغم سجنه وتوعده لي قبيل وفاته بالسجن المؤبد، فإن والدتي زارتني ذات يوم في السجن وعيناها مغرورقتان بالدموع لتخبرني بأن الكارثة حلت على مصر لأن عبد الناصر مات ونسيت بأنه ألقى بابنها في المعتقل». ويضيف «سجن عبد الناصر لي لا يعني أنه لم يكن زعيما وطنيا بحق، خدم مصر والمصريين»، قبل أن يضيف: «المشكل الحقيقي خلال الفترة الناصرية أن مجموعة من أصحاب البزنس أحاطت به ومنعته عن الناس ووقفت حائلا بينه وبين المجتمع، فتحول ما نادى به من اشتراكية وعدالة إلى مجرد كلام». من كلامه الموثور في تشخيص الحالة العربية: «وصلنا إلى القعر، وعليه لن يأتي ما هو أسوأ، ربما الأحسن قادم». من قصائده الجميلة الفاتنة قصيدة «ممنوع»: ممنوع من السفر ممنوع من الغنا ممنوع من الكلام ممنوع من الاشتياق ممنوع من الاستياء ممنوع من الابتسام ..................... وكل يوم في حبك تزيد الممنوعات وكل يوم باحبك اكتر من اللى فات ................... حبيبتى يا سفينه متشوقه وسجينه مخبر في كل قعده عسكر في كل مينا يمنعنى لو اغير عليكى او اطير اليكى واستجير بحضنك او انام في حجرك الوسيع وقلبك الربيع أعود كما الرضيع بحرقة الفطام