لأول مرة يصعد كاتبان مغربيان إلى قائمة ال16 في الدورة الثانية من جائزة بوكر العربية في منافسة حادة بين مرشحين من قبل دور نشر عربية أهمها المركز الثقافي العربي والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ورياض نجيب الريس ودار الآداب ودار الشروق ودار الجديد والدار العربية للعلوم وشرقيات، بينما لا تحضر أي دار نشر مغربية ضمن قائمة دور النشر العربية التي رشحت كتابها للجائزة. وبقراءة أولى لدور النشر المتنافسة، يحظى المركز الثقافي العربي بتقديم ثلاثة أعمال، تمثل قوة تنافسية لهذه الدار، وهي رواية الكاتب اللبناني ربيع جابر«الاعترافات» ورواية الكاتب المغربي عبد الكريم الجويطي «كتيبة الخراب» ورواية الكاتبة اللبنانية رينيه الحايك «صلاة الغائب». بينما تقدم دار الآداب عملين، هما رواية «هذا الأندلسي» للروائي المغربي بنسالم حميش، ورواية الكاتب التونسي الحبيب السالمي «روائح ماري كلير»، وهما عملان على درجة كبيرة من التنافسية. إلى ذلك تجرب الرواية العراقية حظها من خلال رواية «حارس التبغ» لعلي بدر، والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ورواية «الحفيدة الأمريكية» للروائية العراقية المقيمة في باريس إنعام كجه جي والصادرة عن دار الجديد، بينما يدخل الروائي الليبي الكبير إبراهيم الكوني دائرة التنافس من بابه الواسع بروايته «الورم» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في حين يأتي كي يجرب حظه الشاعر والكاتب اليمني المثير للجدل علي المقري بروايته «طعم اسود رائحة سوداء» الصدارة عن دار الساقي. متنافسان نحريران أيضا يشار إليهما بالبنان، هما الشاعر الأردني /الفلسطيني إبراهيم نصر الله، الذي يقدم روايته «زمن الخيول البيضاء» الصادرة عن الدار العربية للعلوم، ووزير الثقافة الفلسطيني السابق الروائي يحي يخلف الذي ينافس برواية «ماء السماء» الصادرة عن دار الشروق الأردنية. على الضفة المصرية يحضر ثلاثة كتاب، لعل أوفرهم حظا هو الروائي محمد البساطي، الذي ينافس برواية «جوع» والصادرة عن دار الآداب، ويوسف زيدان برواية «عزرائيل» الصادرة عن دار الشروق، ورواية عز الدين شكري «غرفة العناية المركزة» الصادرة عن شرقيات. في اللائحة نجد سوريين هما: محمد أبو معتوق بروايته «القمقم والجني» عن دار الكوكب، ورواية الكاتب صاحب النجم الصاعد فواز حداد صاحب رواية «المترجم الخائن» الصادرة عن رياض الريس. ويواجه المتنافسان المغربيان شوطا صعبا للتأهل إلى لائحة الستة، بسبب قوة الأسماء التي توجد في القائمة، ومن بينها على وجه الخصوص الروائي الليبي ابراهيم الكوني، الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، كما يوجد أيضا الروائي والشاعر الأردني ابراهيم نصر الله الذي يراهن على روايته «زمن الخيول البيضاء» كي تكون ضمن قائمة الستة المنافسين. من جهة أخرى، تحقق رواية الحبيب السالمي «روائح ماري كلير» كفاية تنافسية هامة بعد أن امتدحها النقد العربي في الآونة الأخيرة. لكن يبدو أن ناشر المركز الثقافي العربي له رأي آخر عندما عمد إلى ترشيح الكاتب المغربي عبد الكريم الجويطي ضمن ترشيحين لبنانيين، ونفس الأمر فعلت دار الآداب التي رشحت الروائي المغربي بنسالم حميش إلى جانب الحبيب السالمي في عملية حسابية شديدة الذكاء تؤكد حسن اختيار الناشر، والأكيد أن ترشيحات دار الآداب ستصنع حدث الجائزة هذا العام. وأعلن أعضاء لجنة تحكيم «بوكر العربية» الثلاثاء الماضي، عن لائحة التصفيات الأولى للمؤلفات التي تتنافس على نيل جائزة هذه السنة، وذلك إثر سلسلة جلسات مناقشة عقدوها في لندن. واختيرت اللائحة الطويلة، وتضم 16 كتابا- من أصل 121 عملا تأهلت للمشاركة. وقد تولّت اختيار اللائحة الطويلة لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة أعضاء من العالم العربي وأوروبا. وسوف تُعلن أسماء أعضاء لجنة التحكيم عند إعلان اللائحة القصيرة، في العاشر من كانون الأول 2008، مثلما تقتضي شروط الجائزة، والتي تضم ست روايات. وكانت الجائزة قد أطلقت رسميا في أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة في أبريل 2007، بالشراكة مع «جائزة بوكر» البريطانية وبدعم من «مؤسسة الإمارات» في أبو ظبي. والجائزة مخصصة حصراً للرواية المكتوبة باللغة العربية، وينال كل روائي يصل إلى اللائحة القصيرة مبلغا قدره عشرة آلاف دولار أمريكي، وينال الفائز خمسين ألف دولار أمريكي. ويعلن عن الجائزة في 16 مارس 2009، عشية انطلاق فعاليات «معرض أبو ظبي الدولي للكتاب».