أعلنت في فلسطين مؤخرا نتيجة امتحان الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) في جو يسوده حظر التجول وحملات المداهمة والاعتقال. وامتزجت دموع فرحة الناجحين بأصوات الدبابات الإسرائيلية التي تجوب الشوارع الفلسطينية، وأصوات مكبرات الصوت التي تنادي بحظر التجول. ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون إلا أنه تقدم لامتحان التوجيهي قرابة 52 ألف طالب وطالبة، نجح منهم حوالي 75%. وتم تقديم الامتحانات على فترات خلال رفع حظر التجول، بينما تم إعلان النتائج عبر الإنترنت والصحف المحلية. وميز أجواء إعلان النتائج هذا العام حظر التجول شبه المستمر، وحملات الاعتقال التي طالت أكثر من اثني عشر ألف فلسطيني، والحصار الذي سبب حالة اقتصادية صعبة لكافة المواطنين الفلسطينيين. وتبقى العوائق المادية حجر عثرة في طريق الطلبة الناجحين، حيث تفيد آخر الاحصائيات الرسمية أن نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني وصلت إلى 70%، الأمر الذي يعني عدم قدرة أولياء أمور الطلبة على دفع رسوم الدراسة الجامعية لأبنائهم. ويحتاج الطالب الفلسطيني على الأقل 500 دولار أمريكي قسطا للفصل الدراسي الواحد، إضافة إلى أجرة المواصلات والسكن التي أصبحت باهظة نتيجة الطرق البديلة وبعد المسافات التي تسببت بها الحواجز العسكرية. ويقول "جمال" أنه نجح في امتحان الثانوية العامة، ولكنه وقع في مشكلة أخرى هي كيف سيتمكن من الحصول على رسوم الجامعة، والتي تصل إلى 30دولارا للساعة الواحدة. أما نعيم الداعور، مسؤول العلاقات العامة في جامعة الخليل فيقول أن باب التسجيل قد فتح، ولكن معظم الطلبة يفكرون في الحصول على القسط الجامعي. ويضيف: سنعمل على منح مساعدات لعدد من الطلبة، ولدينا في جامعة صندوق لدعم الطالب المحتاج. أما الدراسة في الخارج فقد أصبحت بعيدة المنال، إلا لفئة قليلة من الطلبة، بسبب الظروف المادية ومنع قوات الاحتلال لطلبة من السفر نتيجة حظر التجول. وعلى صعيد المنح الدراسية فإن بعض الدول العربية تستقبل سنويا عددا من الطلبة الفلسطينيين للدراسة في تخصصات مختلفة، وهذا دفع بالجزء الأكبر من الطلبة المحتاجين إلى طرق باب وزارة التعليم العالي الفلسطينية والجهات المخولة بمتابعة هذه المنح بهدف الحصول على منحة دراسية. فلسطين-عوض الرجوب