الساحة السياسية الجزائرية قبيل الانتخابات المحلية...التجمع الوطني للثقافة والديمقراطية فخ العروش بإعلان جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) المشاركة في المحليات القادمة، وضع بذلك غريمه في منطقة القبائل حزب التجمع الوطني للثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) في موقف حرج يكون رهانه الكبير البقاء أو الموت السياسي، بالنظر لإنسياق جميع الفعاليات الموجودة بهذه المنطقة وراء مزايدات حركة العروش، التي تواصل على نفس المنوال رغم لفتة السلطة الأخيرة بإطلاق سراح مندوبي العروش المعتقلين، ولا يبقى للأرسيدي إلا الاستمرار على نفس المنطق الراديكالي الذي اعتنقه منذ مجيء بوتفليقة. حزب الدكتور سعيد سعدي، اختفى تماما من الساحة السياسية، واندمج في حركية سياسية قد تجرفه معها في ظل تقديم مطالب غير قابلة للتفاوض ولا تعرف الحلول الوسطى، والمجابهة مع السلطة تكون تامة لا تنتهي إلا بهزيمة أحدالطرفين، لكن الجديد الذي طرأ على هذا الصراع، الذي كان حتى إلى وقت قريب يتميز بحلف مقدس بين مختلف مكونات منطقة القبائل، هو أن حزب آيت أحمد قطع هذا الإجماع في خطوة جريئة وواقعية، بإيجاد أرضية تفاهم مع السلطات تسمح لهذه الحزب بالمشاركة في اللعبة السياسية والحصول على تنازلات أخرى، مقابل لعب دور رئيسي في تهدئة الأوضاع وإيجاد حل مقبول لدى جميع الأطراف، يضع حدا بصفة نهائية لأزمة تهدد بالامتداد وحدوث الكارثة. ومع أن السلطات تتحاورت أيضا مع الأرسيدي، أسوة بغيره من الأطراف القبائلية الأخرى التي حاولت التقرب منها، فإنه على عكس "الأفافاس" لم يترك لنفسه هامشا للمراجعة يحتفظ به بصفته حزبا سياسيا يريد الوصول إلى السلطة بمواقف براغماتية، وهو بهذا يقصي نفسه إن أيد الخطوة التالية التي ستقدم عليها حركة العروش، على ضوء فقدانها ورقة مهمة كانت بحوزتها في مواجهتها ضد السلطة، ألا وهي ورقة الأفافاس، وستكون بالتأكيد خطوة تصعيدية تنذر بأوخم العواقب، إن نفذت تهديداتها التي أطلقتها والتي مفادها أنها ستعاقب كل من يتجرأ على الترشح في المحليات القادمة، واعتبرتهم بذلك بمثابة خونة للقضية التي تناضل من أجلها. هذا على الرغم من بدء محادثات بين العروش والأفافاس في محاولة لإقناع هذا الأخير بضرورة العدول عن موقفه، وبالخصوص تجنب المصادمات بين أنصار الطرفين، والأرسيدي إن إنساق في هذا الإتجاه سيحكم على نفسه بالاختفاء ويفقد مبرارت وجود كحزب، يعتقد بأنه من الأوزان السياسية الثقيلة الجزائرية، وبذلك لن يكون له تمثيل سياسي لمدة طويلة