دخلت علاقات الجزائربواشنطن مرحلة تشنج جديدة وغير مسبوقة، بعد أن حذر رئيس الوزراء الجزائري، عبد العزيز بلخادم، السفير الجزائري، إثر لقاءاته المسترسلة مع قادة أحزاب ونقابات لدراسة وبحث مشروع التعديل الدستوري الجزائري وعهدة الرئيس بوتفليقة الثالثة. وقال عبد العزيز بلخادم بهذا الخصوص، في تصريحات للصحف الجزائرية: «لا نقبل بهذا النوع من التدخل، ونطلب من أحزابنا السياسية أن تعبر عن هواجسها دون اللجوء إلى السفارات»، مضيفا أن الجزائر ترفض أي تدخل أجنبي في شأنها الداخلي، قبل أن يدعو السفير الأمريكي إلى الالتزام بالقواعد الدبلوماسية. وفي سياق متصل، أفادت صحيفة «ليكسبريسيون» الجزائرية بأن وزير الخارجية مراد مدلسي اتصل بسفير واشنطن «ليذكره بأن نشاطه في الجزائر ينبغي أن يحترم القواعد الأساسية للدبلوماسية»، وأن «الجزائر ستتصرف بموجب الأنظمة الدولية عند أي تجاوز»، وأضافت الصحيفة أن مدلسي حذر السفير الأمريكي قائلا «في الدبلوماسية، ليس هناك مجال للمشاعر، وسنفعل ما علينا». وكان روبيرت فورد، السفير الأمريكي بالجزائر العاصمة، الذي ليس سوى حاكم بغداد بعد اجتياح القوات العسكرية الأمريكية عام 2003، قد استقبل في الأسابيع الأخيرة قادة أحزاب سياسية جزائرية للتباحث والتخابر بخصوص مشروع التعديل الدستوري الذي سيسمح للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة المولود، في 2 مارس 1937 والموجود في السلطة منذ 1999، بالترشح لولاية ثالثة عام 2009. وعلى غرار دول عربية أخرى، كلبنان ومصر وسوريا، يتجه عبد العزيز بوتفليقة إلى إعادة إحياء مشروعه الخاص بمراجعة الدستور، عبر إدخال تعديلات للتصويت عليها بمجلس النواب عبر أمر رئاسي، بعد استبعاد فكرة تنظيم استفتاء شعبي للحسم في الموضوع كما تطالب بذلك المعارضة، في وقت تطرح فيه أطراف جزائرية ودولية تساؤلات عن مدى قدرة الرئيس الجزائري على الاستمرار في الحكم حتى نهاية ولايته الحالية، في إشارة إلى مرضه ووضعه الصحي المقلق. من جانب آخر، يشكل المغرب حاليا أرضية ميدانية لبعض الأحزاب السياسية الجزائرية للتباحث ودراسة مشروع التعديل الدستوري وولاية بوتفليقة الثالثة. وفي هذا الصدد، أجرى أعضاء من الأمانة الوطنية لحزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) سلسلة لقاءات مع قادة سياسيين من بينهم زعيم المعارضة الجزائرية ورئيس الحزب، الحسين أيت أحمد بالمغرب. يذكر أن حزب الحسين أيت أحمد، جبهة القوى الاشتراكية، يرى في مسألة تعديل الدستور والولاية الثالثة لبوتفليقة تكسيرا للبلاد، والحكم على الجزائر بالدوران في حلقة مفرغة، فيما لم يستبعد الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، إمكانية أن يشارك حزبه في المبادرة التي يدعو إليها رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، والداعية إلى حملة وطنية ودولية للتصدي للعهدة الرئاسية الثالثة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.