رفعت يوم أول أمس الخميس أسر معتقلي ما سمي "بالخلية النائمة للقاعدة" اعتصامها الذي دام أكثر من 20 يوما أمام سجن عكاشة بالدار البيضاء. وقد تم فك هذا الاعتصام بعد تدخل عنيف لقوات الأمن خلف إصابات ورضوضا في صفوف المعتصمات، ودخلت على إثره كل من فاطمة هيدور وفتيحة هيدور ورشيدة هارون مستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء في حالة انهيار عصبي، حسب ما أفادنا به أحد أقربائهن في اتصال هاتفي. وقال عبد المجيد الكارح، زوج فاطمة هيدور، وهي إحدى المعتصمات، إن قوات الأمن تدخلت بعنف ضدهن بعد فشلها في إقناعهن برفع الاعتصام أو تحويل مكانه، وأضاف أنه حضرت إلى المكان خمس دوريات للأمن ومسؤولون أمنيون بالدار البيضاء. وأكد عبد المجيد أن النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت قوات الأمن تستفز المعتصمات منذ يوم الإثنين الماضي، هي اللافتة التي علقنها وكتبن عليها: " اقرأ واكتب وبلغ بأننا مواطنات مغربيات كرمهن الدستور وشرفهن ملك الشعب محمد السادس، وداس على حقوقهن ومطالبهن من انقضوا على المسؤولية، فإليهم نقول راجعوا دروسكم وعودوا إلى المواثيق والمعاهدات الدولية التي أمضاها المغرب في مجال حقوق الإنسان، وقارنوها مع ما يعيش عليه سجناؤنا داخل "تازمامارت" عكاشة". وقد تم تقديم المعتصمات بعد التدخل الأمني إلى نائب وكيل الملك بالدارالبيضاء بتهم الإخلال بالنظام العام واحتلال الملك العمومي وعرقلة السير، وذلك يوم الخميس من الساعة 12 زوالا إلى غاية الثالثة والنصف بعد الزوال، وحررت لهن محاضر استماع، وتم حفظ الملف شريطة رفع الاعتصام. ووقعت المعتصمات على المحاضر مؤكدات أنهن سيرفعن الاعتصام، ولكن سيواصلن المطالبة بتحسين أوضاع المعتقلين من ذويهن بوسائل أخرى مشروعة. ولدى استفسارنا عن نوع هذه الوسائل وطبيعتها، أكد أحد أقرباء المعتصمات أنهن سيعقدن ندوة صحفية يستدعين إليها وسائل الإعلام الدولية والوطنية في الأيام القليلة المقبلة، وسيرفعن رسالة إلى سفير المملكة العربية السعودية بالمغرب، بالإضافة إلى التذكير برسائل أخرى أرسلت إلى الوزير الأول ووزير الداخلية ووزير العدل ووزير حقوق الإنسان، كما أنهن يحتفظن بحقهن في المتابعة القضائية ضد الذين تسببوا في الاعتداء عليهن. وفي تصريح خص به "التجديد"، قال عبد الله العماري محامي المتهمين في ما عرف بقضية "الخلية النائمة" للقاعدة، ورئيس التجمع من أجل كرامة الإنسان (تمكين)، إن تهمة احتلال الملك العمومي لفقت للمعتصمات من أجل إنهاء اعتصامهن، وأضاف أن بعض عناصر الأمن تصرفوا بطريقة غير مقبولة وغير لائقة، حيث صدر منهم اعتداء جسدي على المعتصمات، وشجب العماري بصفته رئيسا للتجمع من أجل كرامة الإنسان (تمكين) الطريقة العنيفة التي تم بها إنهاء الاعتصام، وندد بالعنف الجسدي الذي صدر في حق المعتصمات من طرف بعض رجال الأمن. يذكر أن المعتصمات من أسر معتقلي "الخلية النائمة" سبق وأن تعرضن لهجوم عنيف من طرف قوات الأمن ليلة الإثنين الماضي، وحررت لهن محاضر بمفوضية الشرطة بعين السبع، وتم إلقاؤهن وأمتعتهن في المحطة الطرقية أولاد زيان ليلة الثلاثاء /الأربعاء الماضيين قبل أن يعدن إلى الاعتصام أمام سجن عكاشة ويتعرضن للعنف مرة أخرى يوم أول أمس الخميس. محمد أعماري