خاضت عائلات المعتقلين لما يسمى ب"الخلية النائمة بالمغرب"، يوم الأربعاء الماضي 24يوليوز 2001، اعتصاما أمام سجن عكاشة بعين السبع بالدار البيضاء. وقد امتد اعتصام هذه العائلات، المتكونة من ثلاث نساء وطفل يبلغ 01 سنوات، من الساعة 11 صباحا من نفس اليوم إلى غاية منتصف الليل، حينما تدخلت السلطات الأمنية بالدار البيضاء لتفريقهم وإبعادهم عن مدخل السجن، ليقضوا ليلتهم كاملة في العراء، بمكان قريب من سجن عكاشة. وذكر عبد المجيد الكارح، صهر "هلال الثبتي" المتهم في "عملية جبل طارق"، أن عميد الشرطة بعين السبع استعمل العنف مع بعض المعتصمين، خاصة مع فتيحة هيدور وهي معاقة، حيث دفعها بعنف، حينما كان يهم بتفريق المعتصمين. وقال أيضا إن السلطات الأمنية جربت كافة الوسائل لثنيهم عن الاستمرار في الاعتصام، وأضاف بأن عائلات المعتقلين، وأمام هذه الخروقات القانونية، ستخوض إضرابا إنذاريا عن الطعام إلى غاية الاستجابة لمطالبهم، وهي حقهم في زيارة ذويهم والاتصال بهم، وتمكين المعتقلين من كافة الحقوق التي يضمنها القانون لهم. وفي اتصال هاتفي بفاطمة هيدور، أخت المعتقلة بهيجة هيدور، قالت إن هذا الاعتصام والاضراب عن الطعام جاءا نتيجة المعاناة التي يعاني منها المعتقلون بالسجن، وقالت إن أختها بهيجة يتم التعامل معها بقساوة بالسجن، وإنها أثناء زيارتها الأخيرة لها اشتكت بهيجة كثيرا مما تقاسيه داخل السجن، من قبيل رفض إدارة السجن من تمكينها من قلم وورقة لكتابة رسائلها، ومنعها هي وباقي المعتقلين من الاستفادة من طهي الطعام، حيث فرض عليهم أكل الطعام دون تسخين ودون تبريد، مما يعرضه للفساد بفعل الحرارة المفرطة داخل الزنازن. وتضيف فاطمة هيدور مستنكرة الطريقة الفجة التي تعامل بها معها مدير سجن عكاشة، حيث أكد لها بأن الوضع الحالي للمعتقلين هو الذي سيبقى مستمرا ولا أمل في تحسين وضعيتهم. وصرح الأستاذ توفيق مساعف، أحد محامي المعتقلين، بأن هيئة الدفاع ستستمر في المطالبة بتكوين لجنة إقليمية لتفقد أحوال المعتقلين بسجن عكاشة، وهي اللجنة التي تتكون من عامل صاحب الجلالة ورئيس محكمة الاستئناف ووكيل للملك والطبيب الرئيسي الإقليمي، كما أن الدفاع سيوجهون رسائل عدة إلى المنظمات الحقوقية للمشاركة في هذه اللجنة والوقوف على الوضع المأساوي الذي يعيشه المعتقلون. وقد سبق لجريدة "التجديد" في عددها رقم 420، أن نشرت بشكل مفصل بعض مظاهر المعاناة الإنسانية لمعتقلي ما يسمى ب"الخلية النائمة" وكيف أنهم لا يتمتعون بالامتيازات والحقوق التي يتمتع بها باقي السجناء في سجن عكاشة، وكيف أن هذه الممارسات اللاقانونية خلقت وضعا استثنائيا انتهكت فيه أبسط الحقوق الإنسانية التي يكفلها القانون لأي معتقل أو سجين كيفما كان سبب اعتقاله أو جنسيته. وقد تم التعرض لبعض من تلك المعاناة، كإدخالهم في زنازن ضيقة وعدم تمتيعهم بالفسحة التي يخولها لهم القانون، وكذلك رداءة الطعام الذي تقدمه لهم إدارة السجن. كما أنه تمت الإشارة إلى صمت وزارة العدل عن هذا الوضع الكارثي، وعدم استجابة إدارة سجن عكاشة لرسائل محامي المعتقلين، وأن الرسالة الوحيدة التي توصل بها دفاع المعتقلين هي تلك الرسالة الموقعة من طرف إدارة السجون بوزارة العدل، والتي تؤكد بأن المعتقلين بسجن عكاشة يتمتعون بنفس حقوق باقي السجناء بالمغرب. وللإشارة فإن قاضي التحقيق مازال يجري تحقيقه مع المتهمين في ما يسمى بالخلية النائمة للقاعدة بالمغرب، وقد استمع إلى جلهم، حيث نفوا ما نسب إليهم من تهم كمحاولة القتل وتخريب مصالح أجنبية بالمغرب. وموازاة مع ذلك فإن عائلات المعتقلين، واحتجاجا على الوضعية المأساوية لذويهم، قررت خوض اعتصام وإضراب عن الطعام مفتوحين إلى غاية تحسين وضعيتهم. يذكر أن السلطات الأمنية المغربية قامت بسلسلة من الاعتقالات التعسفية والاختطافات البوليسية في مدينة سلا يوم الخميس الماضي متهمة إياهم بالانتماء إلى "السلفية الجهادية" وتنظيم القاعدة، وهو مااعتبره حسن الكتاني الوجه السلفي المعروف بالمغرب، مجرد خيالات وأوهام، مؤكدا ل"التجديد" أن لا وجود لقاعدة ولا لخلية نائمة بالمغرب. عمر العمري