قال عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن الراحل الشيخ عبد السلام ياسين، من الأوائل الذين دعوا إلى نبذ العنف والسرية قولا وفعلا، وأنه بمنهج الوضوح في الفعل والمواقف، ساهم بشكل كبير في استقرار البلاد، وأن نفس النهج ما تزال عليه جماعة العدل والإحسان، جاء ذلك خلال كلمة له في حفل التأبين الذي أقامته الجماعة صباح الأحد 14 دجنبر في سلا، تخليدا للذكرى الثانية لرحيل الشيخ عبد السلام ياسين. في الحفل الذي عرف تلاوة الفاتحة ترحما على الفقيد عبد الله بها، قال شيخي "إن المرحوم عبد السلام ياسين رحل جسدا، لكن روحه وأفكاره وآثاره بقيت سواء من خلال إنتاجاته الغزيرة أو آثاره التربوية من خلال أعضاء الجماعة أو من خلال كل من تأثر بكتاباته، فذاك هو الخير الذي يبقى لهذا الشيخ ولهذا المربي الذي أسهم من خلال تلك الجهود والآثار في استقرار هذا الوطن". وإضافة إلى الإحسان، يضيف شيخي، "فإن أهم ما يؤطر كتابات الشيخ -وعكس ما يعتقد كثيرون-، هو حديثه عن الدار الآخرة وربط كل الأعمال بالله تعالى، عكس ما قد يظن من أن العدل عنده هو الأول بالنظر لاسم الجماعة أو لتأليفه لكتاب العدل قبل كتاب الإحسان". وأكد شيخي أن الراحل عبد السلام ياسين "كان من الأوائل في نبذ العنف واعتماد الوضوح في وقت كانت تنظيمات من العمل الإسلامي تتبنى السرية منهجا ولم تتخلص منه إلا على فترات ومراحل، بعدما أدت السرية بالعديد من البلدان والعديد من التنظيمات والحركات إلى ما لا تحمد عقباه، ليس فقط على مستواها الخاص ولكن أيضا على مستوى الإضرار باستقرار بلدانها وبمصالح الأمة في أماكن عديدة". رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذي افتتح كلمته بقوله "إن أقدار الله شاءت أن تأتي دعوتكم ونحن نعيش على مصيبة فقدان أخينا عبد الله بها فعزاؤنا فيه واحد"، اعتبر أن الإحسان ونبذ العنف ونبذ السرية هي من الأمور الأساسية التي أثرت في حياته من منهج الراحل عبد السلام ياسين. وفي كلمة افتُتحَ بها حفل التأبين، قال محمد العبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، إن "الراحل عبد السلام ياسين عاش لله وللأمة وليس لنفسه ولم يكن مباليا بشخصه"، وأكد العبادي أن "الغاية من تخليد هذه الذكرى هو أن نعرف هذا الرجل الرباني للناس كما كان". وقال العبادي إن محبة الشيخ ياسين "تسكن قلوبنا فلا نحتاج إلى يوم في السنة لكي نستحضر مواقفه وشمائله". وأضاف أن الراحل وجهت له في حياته سهام عدة شوهت سمعته فحرمت الأمة والمغاربة من الاستفادة من أخلاقه ومما قام به من تجديد في الدين". إضافة إلى ذلك شهد تخليد ذكرى الراحل عبد السلام ياسين على امتداد يومي السبت والأحد الماضيين، كلمات عدة من شخصيات من داخل المغرب وخارجه. كما عرف تخليد الذكرى كذلك تنظيم ندوتين حول التغيير في فكر الراحل عبد السلام ياسين، أطرهما عدد من الأكاديميين من المغرب وخارجه، وقد وحدها المحور الشعار "التغيير في نظرية المنهاج النبوي عند عبد السلام ياسين".