رغم الأجواء الساخنة التي يضفيها مهرجان صيف عجائب قطر 2002 على الجو العام بالدوحة إلا أن الغزو العسكري الإسباني لجزيرة "ليلى" المغربية حضي باهتمام الناس على مختلف مستوياتهم وأبدوا امتعاضهم من النزعة لاستعمارية التي لا تزال تهيمن على العقلية الغربية عموما. وفي هذا الإطار اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية في افتتاحيتها يوم الخميس 18 يوليوز 2002 الاجتياح العسكري لجزيرة "ليلى" تصعيدا مستنكرا،ودعت إسبانيا إلى سحب قواتها العسكرية من الجزيرة التي لا يختلف عربيان على مغربيتها. وقالت الجريدة إن >المطلوب الآن انسحاب القوات الإسبانية من الجزيرة المغربية على وجه السرعة، والشروع في مفاوضات بين البلدين برعاية دولية لإيجاد حل لقضايا الخلاف الحدودي العالقة بين البلدين، على أن تشمل هذه المفاوضات سبتة ومليلية أيضا، أو رفع الخلاف إلى المحكمة الدولية، وقبل ذلك وبعده ضبط النفس وتطويق الاجتياح العسكري والتأكيد على أنه محدود ولم تنبثق عنه أية ترتيبات عسكرية جديدة قد تستفز أيا من الطرفين، ونعتقد أن مجلس الأمن الدولي أو أمين عام الأممالمتحدة يستطيعان معا أو كلا على حدة التدخل لتطويق تداعيات الحدث الأخير، لضمان السلم في تلك المنطقة الحساسة المشرفة على مضيق جبل طارق.<. وتابعت الصحيفة اليومية أن بإمكان "المنظمات العربية الإقليمية، وخصوصا جامعة الدول العربية لعب دور بالغ الأهمية في تطويق الخلاف المغربي الإسباني ودفع الجانبين إلى حل مرض ينهي الخلاف ويقضي على أسبابه من جذورها، فالجامعة العربية وكذا بعض العواصم العربية ترتبط بعلاقات متميزة مع مدريد، وبإمكانها استثمار هذه العلاقة لدفع مدريد إلى الإقرار بالحق المغربي في جزيرة "ليلى". وهو ما نأمل حدوثه بأقرب وقت ممكن<. وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تترأسها دولة قطر حاليا أخطرت يوم الأربعاء الماضي إسبانيا إلى سحب قواتها العسكرية من جزيرة ليلى المغربية وحثت البلدين على تسوية خلافهما عن طريق المفاوضات كما أن وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اتصل بنظيره محمد بن عيسى ليؤكد وقوف قطر بجانب المغرب في هذه الأزمة. عبد الحكيم أحمين الدوحة