من المنتظر أن تختتم اليوم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أشغال الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية برئاسة الوزير الأول المغربي إدريس جطو ونظيره الموريطاني الشيخ العافية ولد محمد خونا. وتذهب غالب التحاليل إلى أن هذه الدورة الثالثة التي ابتدأت أشغالها يوم أمس الثلاثاء انعقدت في ظروف جد مواتية، وفي وقت تسير فيه العلاقات بين البلدين بوتيرة سريعة عكستها الزيارات المتعددة المتبادلة لبعض المسؤولين البلدين، فقد قام العاهل المغربي محمد السادس بزيارة لموريتانيا خلال شتنبر 2001بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني السيد معاوية ولد سيدي احمد الطايع للمغرب في أبريل سنة 2000. وخلال تلك الزيارات تم التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون في مختلف الميادين بهدف تمتين العلاقات بين الرباط ونواقشوط وهمت بالأساس المجالات الثقافية والعلمية والتجارية والاقتصادية وفقا للإدارة السياسية للبلدين. وتفند المعطيات الاقتصادية الحالية والمعيشة هذه التحاليل التي ترى أن العلاقات المغربية الموريتانية توجد حاليا في وضعية ممتازة وأن الاندماج الاقتصادي بين الجانبين قد بلغ مرحلة متقدمة بفضل تنوع ودينامية هذه العلاقات التي أصبحت نموذجا للتعاون جنوب/ جنوب، ذلك أن مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري لا يرقى إلى المستوى الذي يعكس متانة روابط من الدينامية والتحسن نحو مستوى أفضل بعد الانتهاء من بناء الطريق الرابط بين نواقشوط والداخلة عبر المدينة الموريتانية نواديبو خلال الأشهر القليلة القادمة وكذا اندماج شركتي موريتيل واتصالات المغرب. وكانت اجتماعات تمهيدية قد عقدت بنواكشوط على مستوى الخبراء يومي 4 و5 ماي الجاري لتوفير كل شروط النجاح لهذه الدورة التي تختتم أشغالها اليوم قبل أن يقف الوزيران الأولان اليوم على ما توصلت إليه وكذا على توصيات اجتماع لجنة المتابعة بالرباط المكلفة بالسهر على التحضير الجيد لأشغال اللجنة العليا المشتركة، خاصة وأن البلدين قطعا أشواطا هامة في التعاون منذ الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة التي انعقدت بنواكشوط في يونيو سنة 2000 والتي تم خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء منطقة للتبادل الحر بين البلدين واتفاقات لتشجيع الاستثمار، وخلال الدورة الثانية في يناير 2002 وقع الطرفان على 12 بروتوكولا واتفاق للتعاون في مجالات التجارة والصناعة والنقل والطاقة والعدل والاتصال والتكوين المهني، لكن يبقى المطلوب دائما أن تنتهي الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين المغرب وموريطانيا وقد استجابت لمطمح الشعبين في تحقيق تقارب أكثر وتعاون أشمل للنهوض بواقع المغرب العربي، وتجاوز العراقيل التي تعيق هذا الأمر. وتعتمد العلاقات المغربية الموريتانية على إطار قانوني منظم يعود إلى معاهدة الأخوة وحسن الجوار الموقعة في يونيو 1970 وتفيد بعض المعطيات بأن البلدين بثروتهما البحرية قادران على تحقيق الاكتفاء الذاتي العربي من اللحوم البيضاء. ونظرا لأهمية قطاع الصيد البحري، قرر البلدان تشكيل لجنة مشتركة تعنى بتطويره وعقدت أول اجنماع لها بالرباط في 27 غشت 2000 في حين انعقدت الدورة الثانية بنواكشوط في نونبر 2001 والدورة الثالثة الأخيرة في 17 و18 فبراير الماضي بالرباط. عبد الرحمان الخالدي