كيوسك السبت | المغرب يسعى ليصبح أبرز الفاعلين العالميين في صناعة البطاريات    حادثة سير مميتة تُصرع طفلا بجرسيف    شاب يلقى حتفه اختناقا بغاز البوتان أثناء استحمامه بزايو    شركة "مايكروسوفت" تخطط لإنفاق 80 مليار دولار خلال عام على الذكاء الاصطناعي    افتتاحية الدار: الجزائر بلد الطوابير.. حين تصبح العزلة اختيارًا والنظام مافياويًا    طقس السبت بارد مع تكون سحب عليا شمال المملكة    محمد السكتاوي الكاتب العام لمنظمة العفو الدولية بالمغرب في ذمة الله    بطولة انجلترا: الفرنسي فوفانا مهدد بالغياب عن تشلسي حتى نهاية الموسم    إعادة انتخاب مايك جونسون رئيسا لمجلس النواب الأمريكي لولاية ثانية بدعم من ترامب    اجتماع يُقيم وضعية الدواجن والبيض    الرباط.. فتح بحث قضائي في موت شخص أثناء نقله من طرف الشرطة لتنفيذ إجراءات التفتيش عن عائدات متحصلة من السرقة    وقفة أمام البرلمان تسنُد صمود أطباء غزة وتُجدد مطلب "إسقاط التطبيع"    الفتح يحقق فوزا ثمينا على "الشباب"    بورصة الدار البيضاء .. مؤشر مازي يغلق على وقع ارتفاع تاريخي    الغلبزوري يقدم باسم البام تعازيه للطالبي العلمي في وفاة والده    مكتب الصرف يصدر دورية تنص على إجراءات تسهيل وتبسيط نظام السفر للدراسة في الخارج    "التمويل الإسلامي" للإسكان يواصل نموه ليبلغ 24,5 مليار درهم    بيان فرنسي ألماني مشترك يطالب بانتقال سلمي شامل في سوريا    الكونغو الديمقراطية.. 1267 حالة وفاة ناجمة عن جدري القردة في سنة 2024    ميناء طانطان.. انخفاض كمية مفرغات الصيد البحري بنسبة 46 بالمائة عند متم نونبر 2024    دراسة تحدد النوع الأساسي لمرض الربو لدى الأطفال    "التجديد الطلابي" تستنكر المواجهات المواجهات الطلابية العنيفة في كلية تطوان    نقابيو "سامير" يستعجلون موقف الحكومة النهائي بشأن المصفاة    ظهور حالات إصابة بمرض الحصبة داخل السجن المحلي طنجة 2    ساركوزي ووزراء سابقين أمام المحكمة    رئيس الجهة الشرقية السابق متهم بفبركة شجار للضغط على زوجته    وفاة الكاتب البريطاني ديفيد لودج عن 89 عاما    عبد الصادق: مواجهة ماميلودي مصيرية    "فيلود": مواجهة مانيما تتطلب الحذر    بعد تداول وثيقة تاريخية تثبت مغربية تندوف ..أصوات تطالب فرنسا بالإفراج على جميع الوثائق التاريخية للمغرب    تارودانت تحتضن النسخة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الشارع    مؤسسة وسيط المملكة تتلقى 7226 ملفا خلال سنة 2023    الصويرة تستضيف المخرج والفنان المغربي ادريس الروخ في الملتقى السينمائي السادس    الفنانة المغربية سامية دالي تطلق أغنيتها الجديدة «حرام عليك»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    مقتل عشرات الفلسطينيين بينهم قائد الشرطة التابعة لحماس في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    شذى حسون تستقبل السنة الجديدة ب"قلبي اختار"    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    أداة "ذكية" للكشف عن أمراض القلب قبل ظهور الأعراض    تتقدمهم كربوبي.. خمسة حكام مغاربة لإدارة مباريات "الشان"    "آبل" تدفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية حول التنصت على محادثات خاصة للمستخدمين    الموسم الثاني من "لعبة الحبار" يحقق 487 مليون ساعة مشاهدة ويتصدر قوائم نتفليكس    عبد الرحمان بن زيدان.. قامة مسرحية شامخة في الوطن العربي بعطائه المتعدد وبَذْله المُتجدّد    أيت منا يجدد الثقة في موكوينا ويمنحه 3 مباريات للاستمرار في تدريب الوداد البيضاوي    الوزير مزور ينفي وجود خلاف أو توتر بينه وبين نواب حزب الاستقلال    بعثة نهضة بركان تشد الرحال صوب باماكو تأهبا لمواجهة الملعب المالي    الذهب يرتفع بدعم من الطلب على الملاذ الآمن    الHCP: واردات المغرب تنخفض ب1.6% والصادرات تسجل ارتفاعاً ب0.5%    نهضة بركان يجدد عقدي لبحري وخيري لموسمين    غابة الأمازون البرازيلية سجلت في 2024 أكبر عدد من الحرائق منذ 17 عاما    الشاعرة الأديبة والباحثة المغربية إمهاء مكاوي تتألق بشعرها الوطني الفصيح في مهرجان ملتقى درعة بزاكورة    خبير يكشف عن 4 فوائد أساسية "لفيتامين د" خلال فصل الشتاء    مدوّنة الأسرة… استنبات الإصلاح في حقل ألغام    بنكيران: الملك لم يورط نفسه بأي حكم في مدونة الأسرة ووهبي مستفز وينبغي أن يوكل هذا الموضوع لغيره    الثورة السورية والحكم العطائية..    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربعون سنة من رحيل علال الفاسي
نشر في التجديد يوم 19 - 05 - 2014

رأى الراحل علال الفاسي رحمه الله النور سنة 1910 ورحل عنا سنة 1974. وهو من الأعلام الذين يفتخر بهم المغرب نظرا لعلمه الغزير والأدوار التي قام بها على مستوى التحرير والتنمية.
ومن خلال قراءتنا لكتابه الرائد رأي مواطن، نستنتج أنه تناول فيه مواضيع متعددة والتي كتبت خلال سنتي 1956 و1957 والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي:
أولا: البعد السياسي:
نستحضر البعد الإفريقي الذي ناضل من أجله الراحل، معتبرا أن الشعوب الإفريقية التي انبعثت انذاك مطالبة بالحرية وإنشاد النهوض لايمكن ابدا أن تخضع لقوات السلاح ولا لدسائس المستعمرين ، والطريق امامها هو النضال عن حقها وفرض احترامها.
وإذا كانت إفريقيا تفتح أبوابها للجميع فإنها تشترط علاقة تقدر فيها السيادة وتبنى العلاقات على رابح رابح.
واعتبر بأن مصالح شمال إفريقيا متقاربة ومتشابهة وعواطف ابنائه متحدة. متمنيا أن تتحقق الوحدة يوما من الأيام. داعيا إلى الاتصال والتشاور، مشترطا التغلب على الذات أولا. بعدها نؤسس للوحدة والتحرر والاستقلالية من أجل البناء الحضاري الجديد، وبذلك نساهم في الوحدة المغاربية والإفريقية والأسيوية و..نحو الإخاء الإنساني وبناء عالم أحسن.
وهذا عمل يقتضي من المناضلين التضحية من أجل تحمل المشاق. وهذا يعني السير في صف ذوي العقائد الثابتة والعزائم القوية والذين يسدون الحاجات ويلهمونها الثقة ويهدونها سواء السبيل.
والراحل من أشد الناس رغبة في أن يستقر الحال في المغرب، وأن تسير الأمور طبقا لما ترضاه مبادئ الحرية داعيا أن تكون علاقة المغاربة مع الأجانب مبنية على الاحترام والتعاون .
وقد نبه إلى الابتعاد عن الإقطاعية والتي تتسرب إلى الدولة والمجتمع وبعض الأحزاب التي تدعي الوطنية، ومن اجل بناء هذا الوطن الحبيب دعا إلى إقرار الثقة في نفوس المتساكنين لكي يعيش الجميع في أمن واطمئنان، من أجل البناء والإنشاء. وفي المقابل أكد على الكرامة ولن يقبل بأحد يمس بها. مركزا على الاحترام المتبادل والتعاون المخلص.
ومن ابرز الأفكار التي أبدعها هؤلاء الشرفاء عيد العرش، واحتفلوا به في المغرب وفرنسا. وبذلك استطاعت الوطنية المغربية أن تفرض العيد الوطني بصفة قانونية.
إذن حسب راي الراحل أن عيد العرش ولد في صميم المعركة ومن فكرة تنازع البقاء بين الوطنية وبين الاستعمار وهو عيد مؤسس على الإيمان بالذات والوعي بالدور التاريخي الذي يمكن أن يلعبه الملك في حياة هذه الأمة ونهضتها.
وعندما افتتح جلالة الملك المجلس الوطني الاستشاري طلب الراحل من الحضور الاستماع لخطابه في جو من الاطمئنان والإعجاب بروح الديمقراطية الإسلامية الصحيحة التي تجعل الناس سواسية كأسنان المشط.
وقد كان الراحل يصبو إلى نظام محكم وشوري رشيد وتشريع عادل وتنفيذ حازم وطاعة تلقائية وانسجام دائم بين الحاكم والمحكوم تحت شعار المغرب الخالد العرش بالشعب والشعب بالعرش.
ومن أجل البناء التنموي دعا إلى التشمير عل ساعد الخدمة لنستطيع القيام بما يمكن من استخراج رزقنا من أرضنا وجوفها وأوديتها وسمائها كل ذلك في تعبئة عامة ونشاط لا يعرف الكلل ولا يقبل الملل.
ثانيا الصحراء المغربية:
لقد دعا إلى تحرير مواطنينا في أقصى الجنوب حتى يتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها سائر المواطنين في عهد الاستقلال وفي ظل العرش العلوي وعاهله المفدى. وهذا مؤشر أن الصحراء مغربية سقطت في يد الاستعمار. وحررها المغرب بإمكاناته المادية والمعنوية، وضحوا رجالاتها ونسائها من أجل إعادة السيادة لها، ولامكان لأي عنصر دخيل وغريب يزور التاريخ.
إن المغرب سيقول كلمته الفاصلة التي ترد كيد الكائدين في نحورهم ونحفظ للأمة وحدتها و ولو كره الخائنون. مؤكدا على ان فرنسا اغتصبت من المغرب اجزاء مهمة وكانت تعاقب كل من سولت له نفسه بمجرد إعلانه على تمسكه بمغربيته.
لكن للصحاري المغربية شعب يحميها. ويناضل عنها، والمغاربة لهم الحق الكامل في الاستقلال التام دون تخل عن أي جزء من صحاريهم أو سهولهم أو جبالهم.
وكان يتحدث بنفس مغاربي طالبا الاستعمار بالاعتراف بصحراء أقطار المغرب الكبير وبعد ذلك يكون التعاون في مجالات عدة.ومن يريد قلب الحقائق فهو يكرس المسخ على الطريقة الجيولوجية.
ويذكرنا بان للمواطنة رد فعل. وقوامها عدم التنازل على عن حبة من رمال الصحراء. والمغرب لا يقبل غير التحالف المبني على قدم المساواة في الحرية وفي الاستقلال.
واعتمد أحيانا خطابا قوميا عندما اعتبر الصحراء العربية في خطر فهل سينتبه العرب والمسلمون. والصحراء هي الوطن الأصلي ومهد الدين. مستشهدا بقول الشاعر الرافعي الذي قال :
إنما الإسلام في الصحراء امتهد ليجيء كل مسلم اسد
دون أن ينسى التركيز على الأهم ألا وهو التنمية لأن العناية بالصحراء يعطينا الحق أكثر في استرجاع الجانب الأكبر من صحرائنا، فيجب ألا يكون الجانب المستقل أقل ازدهارا وعمارة وأمنا من الجانب المحتل.
واعتبر الراحل بأن عامل التفكير آلية من آليات انبعاث الوجدان القومي، وقضية الصحراء المغربية متغلغلة في نفوس أمتنا وكل يوم يزداد شعورنا بأننا قصرنا في حق المطالبة بها والعمل لها.
ولكن سنعمل إلى أن تتحرر الصحراء المغربية ولنا في الإجماع القومي والالتفاف الشعبي حول جلالة الملك خير ضمان لتحقيق هدفنا.
ثالث: القضية الفلسطينة
لقد تم حل منظمة كاديما التي كانت تساعد على الهجرة اليهودية وبتوجيه ملكي منعت الرحلات إلى بلد يقوده الاستعمار الصهيوني.وجعلهم يساهمون في بناء بلدهم خاصة وأنه يمر من مرحلة انتقالية.
وقد سحبت تركيا آنذاك اعترافها بإسرائيل، واعتبرها الراحل بهذا الموقف عادت إلى صوابها. داعيا إلى تعزيز الحق والعدل والسلم والحرية.
وبالمقابل ساند الغرب إسرائيل على حريتها في الملاحة في القنال، وحرية دخول البواخر الاسرائيلية للعقبة وتدويل منطقة غزة ونزع السلاح من سيناء.
وتدخلت أمريكا للمطالبة بإجلاء الجيوش الإسرائيلية عن غزة مع تدويل منطقة غزة وحرية الملاحة في القنال.
وقد عقب الراحل على هذا الموقف الأمريكي قائلا: ما أحسن القرار الأول لولا الملعونان بعده.
رابعا: الثقافة والتعليم:
دافع على لغة الضاد وطلب ببناء كلية يتوقف عليها التعليم العربي العادي. والتعليم هو أساس بناء الوطن. والجميع يعلم بان التعليم أولى بكل اعتبار وأجدر من جميع المسائل الأخرى بالتقديم.
وتمنى بان نتعجل الدرس ونعمل المستطاع ليصبح مواطنونا جميعا قادرين على أن يجدوا لأبنائهم المقعد الذي يريدونه في المدرسة التي يختارونها.
عن الاستقلال يتطلب منا البناء وأن الأساس في البناء هو التعليم. واعتبر العناية بشؤون الدين وتعليمه في المدارس وتربية الناشئة عليه. معتبرا دور الوصاية على الجانب المعرفي هم جعل هذا المجال التربوي منارة تشع نور التربية الصحيحة والتهذيب الحق والتنمية الفكرية والجسمية والروحية للشباب المغربي في جميع اطواره الدراسية.
وقد دعا إلى العناية بالكتاب، وجعله في متناول الجميع مركزا على القيام بمواسم من أجل هذه المهمة النبيلة.بل أكثر من ذلك حبذا لو كان عندنا عيد للكتاب. مطالبا الجامعات والجمعيات والمدارس والأندية أن تقوم أول من يحتفل بذلك والوزارة المكلفة آنذاك بالتهذيب الوطني. مع تركيزه على المخيمات الربيعية للشباب من أجل الاعتناء بالكتاب وتشجيع المبدعين.
إن هذا الاهتمام المتنوع للراحل علال يدخل في الكفاح في جبهات متعددة نظرا للظروف الانتقالية.
مركزا أولا على الجانب السياسي لأنه عنصر تحرير. كما طالب بنقل احكام الدين الى الحياة العامة بالطرق التي تقربها للناس بأساليب عصرية ووسائل النظر الحديثة المختلفة. داعيا الى ثورة فكرية مبنية على الاقناع.
ومن الركائز البانية للحضارات الثقة في النفس والكيان والإيمان بالشخصية. والعمل في جو من الرضا والاستقرار.
خامسا: قضايا المرأة
تبدأ عملية بناء شخصية المرأة باستقلالية شخصيتها، والاسم دلالة رمزية يحمل رسائل متعددة في هذا المجال. مشيرا إلى دور الإسلام في تحرير المرأة من القيود الوهمية التي وضعت عن جهل أو تحامل.
واليوم مثل الأمس عندما طرحت قضية الإرث بين الجنسين أجاب الراحل بهدوء دون انفعال لأن الأمر طبيعي أن يكون هناك التدافع الفكري قائلا بأن المرأة ترث النصف أحيانا لكنها ترث أكثر من الرجل في صور من التعصيب كثيرة. ثم إن الرجل تكلف بالإنفاق وفيما عدا ذلك فالكل سواء كما قال الراحل. ويمكن التوسع في هذا المجال في كتابه الشهير النقد الذاتي.
ينبغي أن ننصرف للعمل الصالح وأن نبذل الجهد كله لتحسين أخلاق المجتمع المغربي وإشاعة روح المروءة والتدين فيه دون افراط ولا تفريط.
إن غايات الديانات بناء مجتمع سليم يقوم على أساس العائلة في إطار الكرامة. لأن النساء شقائق الرجال في الأحكام. أي مساواتهما في الحقوق والواجبات...
سادسا الشأن الديني
طالب ببعث التعليم المسجدي، الهادف إلى تربية المواطنين وتحسين معنوياتهم وإحياء روح التدين والتخلق الفاضل في نفوسهم . وأهم غاية من التعليم المسجدي هو التوفر على ركن قرآني متميز.
وتوفير نزاهة تفرض الاحترام. والدين باعث فرح لجميع المومنين. ويعتبره رافعة مؤسسة للوحدة المغاربية، التي تسعى لرسم معالمها الدستورية لإقرار حياة ديمقراطية سليمة تحفظ كرامة الفرد وحرية الوجدان وتحقق تضامن المجموع.
ونفس الاختيار تمناه للسودان ومصرو...نظرا لأثرها خاصة على مستوى عودة الروح لعالم الإنسان.
سابعا في المجال الاجتماعي العام
دعا إلى التعجيل بوضع خطة الطريق للخروج من بقايا الاستعمار خاصة على مستوى اللغة. مشترطا الحكامة والجودة في هذا المجال تجنبا للمسخ اللغوي والتشويه.
مذكرا على أن الشعب الذي ضحى في سبيل المثل العليا لايمكن أن يقبل العبث بها. كما دعا إلى تشكيل رابطة للعلماء. كما ندد بالاستغلال الرأسمالي الأجنبي.
وغالبا ماكان يفتتح مواضيعه بالإشارة إلى الحريات العامة.لأن الاستقلال لا يظهر أثره إلا عن طريق التمتع بالحريات الأولية التي هي أساس الشعور بالكرامة وبالحرية نفسها في هذا العصر.
كما أنه طالب بمراجعة النصوص التشريعية التي تخالف خصوصية المغرب. وأشار كذلك إلى الوقاية من حوادث السير مركزا على الطرق والقوانين المنظمة للمجال مقترحا تنظيم اسبوع المرور من حين لآخر. ينشطه الشباب والطلبة والصحافة.
ويركز على أن الكل سواء امام القانون. إننا في عهد نريد أن يتعلم فيه الشعب الامتثال للقانون. فكيف يمكننا أن نتطلب من الناس الاستجابة لما نريد ولا نضرب على يد الذين يخرقون النظام ويخالفون القانون .؟
كما ركز على المجتمع المتضامن لأن التضامن لاحد له. وقدم العمل الحر على الوظيفة العمومية لأنها لصيقة بحرية الإنسان. ويبقى الإتقان غاية كل إنسان في عمله، في سبيل النهوض بالوطن وإسعاد المواطنين. والخير لا يزال بين الناس. فالنفس الانسانية أقرب إلى الخير مما يظنون.
وهذه روح وطنية عالية، خاصة على مستوى استخراج الثروة المغربية والعمل على إقامة العدل في توزيعها.
ثامنا الشان القضائي
ربط إصلاح القضاء بتحرير القوانين من اثر الاستعمار. خاصة على مستوى الحريات والحقوق. ثم الاستثمار في الرأسمال البشري. ومواجهة الاعتقال التعسفي ودعا إلى رقابة القضاء الإداري، وذلك بوضع حد للاعتداءات. واعتبر المحاكم الشرعية بعثا متمنيا أن تكون حاكمة بالقسط، للإثبات بأن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان.
كما أكد على مبدأ فصل السلط،وإنشاء قضاء وطني يحمي حقوق المواطنين. لأن ا لعدل هو الأساس. لأنه يحررهم من التحكم. وقد دعا جلالة الملك آنذاك إلى مغربة القضاء.وتوحيده وأن نخضعه إلى منطق الضمير العالمي.
إذن القضاء يحتاج إلى بناء صحيح ومراعاة الشريعة في رسم معالم التشريع الملائم. وهذا يتطلب دراسة عميقة مع تبسيط طرق التقاضي، والفصل في جو من العدالة والثقة.
تاسعا المجال الإداري
دعا إلى التحرر من بقايا الحماية، على جميع المستويات، خاصة على المستوى اللغوي.معتبرا التحرر اللغوي مطلبا قوميا ورسميا وعنوانا للحرية والسيادة، مركزا على التكوين السريع.
كما أكد على الانسجام بين الحكام والمواطنين. ون الأسس التي يبنى عليها الإصلاح الإداري ذكر الحرية والكرامة والحيوية والاستقلالية والإحساس بآلام الشعب والإنصاف والعمل على تنمية المدن من جميع النواحي. والاعتناء بالجاني المادي والعلمي. وإعطاء الرمزية التاريخية التي من الواجب أن تحرر البلاد من المسخ الناتج عن بقايا الاحتلال.
ولن يتم كل هذا إلا في إطار الأمن والاستقرار. وتنظيم البعد الدبلوماسي للمغرب في علاقته الخارجية.
عاشرا المجال الاقتصادي
أكد على إنعاش المدن والمناطق. والشركات. وإدماج الكل في مجموع المغرب. وفتح الأسواق المغربية.
واستفادة الجميع من الثمار المغربية. وتشجيع رؤوس الأموال. والبحث عن عمل للمعطلين الذين يشكلون الصناع نصيب الأسد منهم.
وأعطى أهمية كبرى للإدماج. وضبط ترويج العملة الصعبة ومحاربة الطرق غير المشروعة، ورفع شعارا "لنفكر بمغربيتنا" كيف ذلك؟
إن الوطن يفرض علينا الاهتمام بشؤونه ورعاية مصالحه، وقد نوه بالمعرض الدولي بالدار البيضاء لأن فيه نشاط الشعب المغربي بجهود أبنائه. باعتباره تظاهرة اقتصادية ناجحة بكثرة الدول المشاركة، وفيه دليل على مقدرة الشباب بفتح الأسواق التجارية.
احد عشر: الدفاع عن الشعب الجزائري
دعا سنة 1956 الأمم المتحدة إلى العناية بقضية الجزائر ومساعدة إخواننا في محنتهم، لذلك لا بد من الاتصال بكل الدول الصديقة. إنه يؤلمنا أن يبقى إخواننا بالجزائر تحت نير الاستعمار.وهو الحل المقبول والمعقول. ونظرا لهذا الموقف فقد تم الاعتداء على طائرة مغربية من قبل فرنسا بإجبارها على النزول بالجزائر.
وتم اعتقال اخواننا ممثلي جبهة التحرير الجزائرية، وهذه خيانة لمبادئ القانون من قبل فرنسا. وهذا ما عبرت عنه جريدة "لومند" آنذاك. لذلك دعا إلى حق الجزائر في الحرية والاستقلال. إن ثورة الجزائر لا ترضى بما دون الاستقلال.
لأن الحلول المقترحة من قبل فرنسا غامضة، إنا على فرنسا أن تواجه قضية الجزائر التي لايمكن نكرانها وهي أن الشعب الجزائري ومعه شعب المغرب العربي وسائر أمم إفريقيا وآسيا والدول الحرة يريد الحرية القومية التي تخول له العيش مستقلا.
منددا بكل لصوصية وخيانة لهذا التوجه العام. وسيبقى المغرب مؤيدا للجزائر في كفاحها إلى أن تنال ما تصبو إليه من حرية كاملة واستقلال تام.
واستبشر خيرا عندما اعتبر حركات التحرر الفكري الغربي آلية مهمة من أجل إعادة فرنسا في رؤيتها تجاه الدول المستعمرة.باعتبار أن حركات الفكر دائما هي المهد الأساسي لانبثاق العمليات التي تغير مجرى التاريخ.
وأكد على قاعدة منارية مفادها أن الحق لايعدم نصيرا. لأن هناك صراعا بين الإنسانية في الأفراد والحيوانية التي تثيرها اسباب الدولة أو اسباب الجمهور. وأثنى على جمعية علماء المسلمين بالجزائر والدور الي قدموه لتحرير الفكر والأرض. ورسموا طريق التبصر والاعتبار.
اثنى عشر: مصر
أشار إلى الاعتداء الثلاثي : أمريكي فرنسي انجليزي على مصر عامة وهو أكبر صدمة للعدالة في هذا العصر. كل هذا من أجل التمكين لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
وإن في حيوية الشعب المصري وقوته على الدفاع وفي تضامن العرب والمسلمين والعالم الحر كله ما يرد الحق إلى نصابه. لأن الباطل لايبقى إلا في غفلة الحق عنه وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وبهذا الهجوم الوحشي ضربت هذه الدول الثلاثة كل الأعراف الدولية. ولكن الدين والحق والحرية لايقبلون التجزئة. خاصة هذا الهجوم كان ضد دولة لها سيادة.
رغم زعم هذا الثلاثي تبرير الهجوم فإن الرائد اعتبرا لأمر محاولة فاشلة لتحسين السمعة. خاصة ما فعلوه بقناة السويس. لكن الانتصارات المادية لا قيمة لها. ما دامت لا تغير من ايمان المغلوبين بانفسهم وثقتهم في أنهم المحقون.
وكون الأمم المتحدة أصدرت قرارا رسميا بضرورة خروج فرنسا وانكلترا وإسرائيل من التراب المصري والتساؤل حول مصير غزة؟
وعلى العرب أن يتنبهوا. عليهم أن يوحدوا صفوفهم .
وأخيرا وليس آخرا تحدث الرائد على قضايا متعددة في هذا الكتاب القيم نحو الهجوم على مصر انطلاقا من قبرص، وسوريا والوحدة العربية، وإندونيسيا وكشمير والاتجاه الخاطئ للسياسة العربية الخارجية.
ومواضيع أخرى لأن هذا واجب ديني ووطني وإنساني ومن باب أخلاق النصح والوفاء.
إننا من خلال هذا الجرد نلاحظ أن الرجل قدم مشروعا إنسانيا من خلال كتاب واحد وهذا يدل على أن عمالقة الفكر يصنعون السياسة العالية والحكامة النضالية فاللهم اجلنا خير خلف لخير سلف. آمين.
X


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.