أفادت صحيفة الجزيرة السعودية في عددها الذي صدر قبل يومين أن مصادر خاصة من المستشفى العسكري الكويتي أكدت معلومات مفصلة عن وضع 800 جندي أمريكي في ثلاجات الموتى في المستشفى العسكري في الكويت العاصمة قد تدل إليها. وأضافت هذه المصادر، التي لم تكشف عن اسمها، أن الشرطة العسكرية الأمريكية تفرض رقابة صارمة على الجثث الموضوعة في المستشفى، في حين يحظر على العاملين ذكر أي معلومات عن عدد الموتى أو هوياتهم. وقد تناقلت بعض وسائل الإعلام الأجنبية الخبر لكن لم يكن بالإمكان نشره قبل التأكد من المصادر التي أوردته. وأكدت التحاليل أن هذا الخبر يأتي متطابقا مع ما تؤكده المصادر العسكرية العراقية بشكل يومي تقريبا من كون تحالف العدوان وخاصة -الولاياتالمتحدةالأمريكية- يتكبد خسائر فادحة في صفوف جنوده, ويفرض رقابة صارمة على الأرقام الحقيقية للضحايا حتى لا يحطم معنويات الجنود المشاركين في العدوان. كما أن مصادر من الجيش العراقي أكدت في عدة ندوات صحفية تجريها كل صباح تقريبا أن الجيش الأمريكي يتستر على أسماء قتلاه ولا يبلغ عائلاتهم أنباء موتهم حتى لا يخلق أزمة في الرأي العام الأمريكي الذي بدا أكثر معارضة للحرب -التي تصر عليها الإدارة الأمريكية- من ذي قبل. في السياق ذاته قال خبراء استراتيجيون فرنسيون إن خسائر الأمريكيين في الحرب الحالية الدائرة في العراق أكبر بكثير مما يعلنون. وأكدوا أن الحرائق التي اشتعلت في آبار النفط لم تشعلها القوات العراقية، وإنما أشعلها على الأرجح القصف الأمريكي - البريطاني العشوائي. وقال الجنرال "فنسان بريسييه" الخبير في الاستراتيجية العسكرية في تصريحات أوردتها الصحافة الفرنسية إن الأمريكيين لا يعلنون العدد الحقيقي لخسائرهم البشرية، وإن هذه الخسائر أكبر بكثير مما يعلنونه في بياناتهم ومما كانوا يتوقعونه. وذكر الجنرال "هنري باريس"، قائد فرقة في الجيش الفرنسي أن صدمة الأمريكيين كانت هائلة بسبب المقاومة العراقية الشرسة. وأضاف انهم سوف يواجهون مقاومة مذهلة في بغداد. وقال الجنرال بريسييه إنه ليس من مصلحة العراق حرق آبار نفطه، وأن الآبار التي احترقت أحرقها القصف العشوائي للطائرات الأمريكية - البريطانية. ومعلوم أن البنتاغون يحاول تفنيد هذه الأنباء والتحاليل وأعلن أمس فقط أن الجيش الأمريكي فقد حتى الآن خلال غزو العراق 77 عسكرياً بينهم 54 قتيلاً وسبعة أسرى، فيما اعتبر 16 عسكرياً في عداد المفقودين. وأوضح مسؤول عسكري أمريكي فضل عدم الكشف عن هويته أن 41 عسكرياً قتلوا خلال المعارك مع القوات العراقية، في حين قتل 13 آخرون في حوادث متفرقة، منهم اثنان قتلا خلال هجوم بالقنابل في معسكر بالكويت.