قتل جنديان أمريكيان ومواطن عراقي أمس الخميس في انفجار استهدف موكبا أمريكيا في مدينة بعقوبة شمالي العاصمة بغداد، كما قتل آخر في حي الشعلة ببغداد. وفي البصرة أعلن المتحدث العسكري البريطاني مقتل مدني من جنوب أفريقيا إثر إطلاق الرصاص عليه من سيارة مسرعة. وقال شهود عيان إن مسلحين يستقلون سيارة فتحوا النار على سائق سيارة أخرى وأردوه قتيلا، وذكروا أن القتيل والرجل الذي كان معه في السيارة التي تعرضت للهجوم كانا مسلحين مما يشير إلى أنهما حراس أمن. وفي حادث منفصل ذكر شهود عيان أن سيارة جيب تحمل لوحة تسجيل كويتية انفجرت في البصرة. وسمع دوي الانفجار في أنحاء مختلفة من المدينة، وأكد الشهود أنه لم يكن هناك أي شخص داخل السيارة عند وقوعه. وفي الفلوجة أشارت الجزيرة إلى أن الوضع في المدينة اتسم صباح (أمس) بالهدوء، وقال إن أصوات إطلاق النار سمعت في أوقات متفرقة من الليل، مشيرا إلى أن قناصة الغدر الأمريكيين مستمرون في قطع الطريق الرئيسي للمدينة. وكانت المقاتلات والمروحيات العسكرية للاحتلال الأمريكي البغيض قد جددت الليلة الماضية قصفها للمدينة الصامدة، مستهدفة المنطقة ذاتها من المدينة المحاصرة التي تتعرض لليوم الثاني على التوالي لقصف جوي وحشي. وأفاد شهود عيان أن القصف الأمريكي دمر 52 منزلا وألحق أضرارا بأخرى، وأن عددا غير معروف سقط بين قتيل وجريح. وأفادت مصادر المستشفيات أن عشرة جرحى وصلوها وأنهم يعالجون لديها، في ما لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المناطق التي دار فيها القتال. وعلى صعيد آخر، عارض مسؤولون عسكريون بريطانيون بشدة إرسال قوات إضافية إلى العراق أو الحلول محل القوات الإسبانية التي بدأت انسحابها من البلاد. ونقلت صحيفة ذي غارديان عن مصدر حكومي أنه تم التباحث مع العسكريين في مواضيع عدة على كل مستويات القيادة بما فيها إرسال 2000 جندي إضافي، غير أن المسؤولين العسكريين أكدوا قبل كل شيء أنهم يريدون الحصول على توضيحات في شأن الوضع القانوني لقواتهم في العراق بعد نقل السيادة إلى العراقيين وتشكيل حكومة عراقية انتقالية في نهاية يونيو القادم. ويتعارض هذا الموقف مع موقف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي قررت إرسال تعزيزات عسكرية إلى العراق استجابة لطلب القيادة العسكرية الميدانية لمواجهة التصعيد في عمليات المقاومة المسلحة. وكشف مدير العمليات في القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال جون ساتلر أنه يجري دفع دبابات إضافية وكذلك ناقلات جند تمتاز بدروع أكثر قوة إلى وحدات الجيش ومشاة البحرية في العراق. وقال الباحث والمحلل في الشؤون السياسية والعسكرية منذر سليمان إن المعدات المراد تزويد الجيش الأمريكي في العراق بها هي معدات تمتاز بأنها أكثر كفاءة وقوة بحيث تصمد أمام هجمات المقاومة. وقال سليمان في حديثه مع الجزيرة إن الموقف الأمريكي من أزمة الفلوجة يقوم على عدم التراجع عن السيطرة التامة عن المدينة إما عبر التفاوض أو عبر الاقتحام بصورة جزئية. ورغم الأصوات الدولية المطالبة لقوات الاحتلال بالحد من التصعيد في الفلوجة، فإن الرئيس الأمريكي جورج بوش وجه تهديدات أمس للمقاومين العراقيين المتحصنين في المدينة. وأعطى بوش الضوء الأخضر للقادة العسكريين الميدانيين في الفلوجة لاتخاذ الإجراءات الضرورية للسيطرة على المدينة، واعترف في تصريح للصحفيين إنه لا تزال هناك بعض جيوب المقاومة. إدريس الكنبوري