أعلنت القوات الأمريكية في العراق الاثنين تدشين عملية عسكرية كبيرة لعزل واعتقال القوات التي يعتقد أنها تخطط لهجمات ضد القوات الأمريكية، وفق ما قاله متحدث باسم القوات الأمريكية. وتأتي هذه العملية الجديدة عقب أن أعلن متحدث عسكري أمريكي أن جنديا أمريكيا ينتمي للفرقة الرابعة مشاة قد لقي مصرعه، وأصيب جنديان آخران في هجوم تعرضت له القوات الأمريكية في مدينة بعقوبة شمال بغداد. وأوضح المتحدث أن الهجوم وقع في العاشرة مساء الأحد، وأن المهاجمين استخدموا عبوة ناسفة بدائية الصنع. ووصف المتحدث حالة الجنديين المصابين بأنها مستقرة. ومن جهة أخرى، عاد الهدوء إلى مدينة البصرة العراقية مرة أخرى بعد يومين من المظاهرات التي اندلعت في المدينة احتجاجا على نقص الخدمات وانهيار البنية التحتية. وقد أكد العقيد ريتشارد والترز المتحدث باسم الجيش البريطاني أنه لا توجد أي تقارير تشير إلى وجود مظاهرات في المدينة. وقال والترز إن قوات التحالف تمكنت من إعادة الكهرباء للجزء الأكبر من المدينة، وقد ساهم ذلك في خفض حدة الغضب عند أهالي المدينة. وكانت مصادر عسكرية قد أعلنت الأحد أن جنديين أمريكيين توفيا في العراق في حوادث غير قتالية، كما أصيب خمسة جنود أمريكيين نتيجة لهجومين تعرضت لهما القوات الأمريكية في منطقتي البعقوبة شمال بغداد وتكريت شمال العراق. وأوضحت المصادر أن ثلاثة جنود من قوات الحصان الحديدي قد أصيبوا في مدينة البعقوبة مساء السبت بعدما تعرضت سيارة كانوا يستقلونها لهجوم بالأسلحة الصغيرة، والقنابل اليدوية. وقالت المصادر أنه قد تم نقل الجرحى للمستشفيات العسكرية لتلقي العلاج، وأن حالتهم مستقرة. وبوفاة الجنديين الأمريكيين يرتفع عدد قتلى الجنود الأمريكيين بالعراق منذ إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش نهاية الأعمال العسكرية الرئيسية في 1 ماي الماضي إلى 262 عسكريا، منهم 91 لقوا مصرعهم في أعمال غير قتالية. وعلى صعيد آخر، وفي مدينة تكريت أكدت مصادر عسكرية أمريكية إصابة جنديين أمريكيين صباح الأحد في انفجار وقع داخل المدينة. ومدينة تكريت هي مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين. وأشارت المصادر إلى أن أحد الجنود أصيب بجروح طفيفة فيما تم نقل الآخر بواسطة مروحية مجهزة للإسعافات. ولم تحدد المصادر مدى خطورة إصابة الجندي الثاني. ومن المعتقد أن الحادث وقع نتيجة لانفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع. أما في مدينة البصرة جنوب العراق، فقد قام العراقيون الأحد بالتظاهر لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على نقص الخدمات في المدينة، مما دفع قوات الجيش البريطاني لإطلاق الأعيرة النارية على سبيل التحذير. وقد قلل الميجور شارلي مايو من أهمية المظاهرة مشيرا إلى أنها ضمت 250 شخصا وكانت سلمية. وكان سكان البصرة قد قاموا السبت بإلقاء الحجارة على أفراد القوات البريطانية مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح.