أوقفت عناصر أمنية بالدارالبيضاء القبض على مواطن جزائري يقوم بترويج الأقراص المهلوسة وبحوزته أزيد من 10 آلاف قرص منها. وأشار رئيس الفرقة الأمنية سليمان مجدول السملالي، في تصريح للصحافة، أن عناصر الأمن قامت بنصب كمين للمتهم حيث مكن تفتيش سيارته رباعية الدفع المسجلة بفرنسا من ضبط 10 آلاف و662 قرصا ، وحاسوب وهاتف محمولين، مشيرا إلى أن التحقيق لا يزال جاريا تحت إشراف النيابة العامة لتفكيك هذه الشبكة والقبض على عناصرها. وتعد هذه أكبر كمية من الأقراص المهلوسة التي تم حجزها بالدارالبيضاء منذ بداية 2014، بعد أن تم في فبراير الماضي حجز 4330 من الأقراص لدى أشخاص ألقي القبض عليهم. وقال رئيس جمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات حسن البغدادي أننا أمام حرب مدمرة وإجرام حقيقي لا يمكن حصر تأثيراته الاجتماعية والصحية في المجتمع مؤكدا في تصريح ل"التجديد"أن تعاطي الأقراص والمخدرات بجميع أنواعها له آثار مدمرة تهدد السلم الاجتماعي وتفكك النسيج الأسري باعتبارها أداة خراب اجتماعي بامتياز ، بالإضافة إلى ان الأمر له عوائد سلبية أخرى غير مباشرةتمس أساسا ارتفاع الهدر المدرسي وزيادة فاتورة تكلفة العلاج واستنزاف موارد الدولة في السجون و العدل والأمن. وأوضح البغدادي انه لا بد للإعلام على وجه الخصوص من القيام بدوره كما يجب دون أي تهوين حيث أن الحيز المتاح لهذه الملفات لا يرقى إلى مستوى الخطورة التي تشكلها على المجتمع مشيرا إلى أن حوالي 80 في المئة من الجرائم التي تحدث يوميا بسبب المخدرات والإدمان، ومطالبا بالقطع مع الحملات الأمنية الموسمية فيما الأحياء الشعبية لا زالت تتداول فيها جميع أنواع المخدرات والأقراص بكل حرية، على حد قوله. وكانت حصيلة السنة الماضية 2013 وافرة من حيث عمليات الايقاف والحجز حيث قامت عناصر الشرطة في الدارالبيضاء فقط بحجز 119 ألفا و600 قرص مهلوس. وفي وجدة المحاذية للجزائر حيث تنشط عمليات التهريب بلغت الكميات المصادرة بها خلال السنة المنصرمة حوالي9233 قرصا طبيا مخدرا و 13 الفا و 197 علبة من الأدوية المهربة والتي تدخل الى التراب المغربي عن طريق مهربين مختصين في هذا النوع من الأنشطة الاجرامية وذلك حسب ما أفاد رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة ميمون قدوري في تصريح سابق. هذا وتعتبر المنطقة الشرقية المنفذ المهم للأقراص المهلوسة حيث أسفرت عملية توقيف واحدة السنة الماضية اعتبرت الأكبر من نوعها عن حجز حوالي 9 الاف دواء مهرب وازيد من ألف و200 قرص مخدر مهرب كانت موجهة للسوق السوداء تمت مصادرتها بأحد المنازل بضواحي وجدة. فيما قالت مصادر أمنية إن أكثر من 60 نوعا من الأقراص المهلوسة يتم تهريبها إلى المغرب من الجزائر. هذا ونظرا للخطورة التي تشكلها المناطق الحدودية خاصة مع الجزائر فقد كثفت وزارة الداخلية من تحركاتها في محاربة تهريب الأقراص التي تنشط عبر الحدود حيث تتجلى استراتيجية الوزارة في تكثيف مراقبة الحدود خاصة الشرقية ثم محاربة شبكات الترويج والاستعانة بالجمعيات التي تحسس بخطورة تعاطيها، مما مكن من رفع عمليات التوقيف والتي بلغت سنة 2013 حوالي 450 ألف شخص مقارنة مع سنة 2012 التي تم فيها توقيف 70 ألف فقط. ولفت وزير الداخلية محمد حصاد في مداخلة له بالبرلمان الشهر المنصرم إلى أن الأقراص المهربة تشكل خطرا أكبر من الكيف والأنواع الأخرى من المسممات وذلك لارتباطها الكامل بالجريمة وتأثيرها على الصحة مشيرا إلى أن كل أحداث الشغب في الميادين الرياضية في الغالب أصلها راجع إلى تعاطي "القرقوبي". ويتسبب انتشار هذه الأقراص في حالات إدمان مدمرة غالبا ما تقود إلى جرائم تصل حد القتل أو الاغتصاب كحالة شاب بني ملال الذي عمد إلى اغتصاب والدته تحت تأثير القرقوبي أواخر يناير المنصرم.