كشفت مصادر إعلامية إسبانية عن ملامح برنامج للعودة الطوعية تشارك في تمويله إسبانيا وعدد من الدول الأوربية ويدعمه المغرب من أجل حث المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء والذين يعيشون في المناطق المحاذية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ويتحينون الفرصة للتسلل إلى أوربا، (حثهم) على العودة إلى بلدانهم الأصلية لبدء حياة جديدة مقابل حصولهم على مبلغ 500 دولار (حوالي 4350 درهم). وحسب نفس المصادر فإن هذه المبادرة التي أطلقت في عام 2005 تمكنت من إعادة 4269 شخص في عام 2005 لكنها توقفت خلال سنتي 2011 و 2012 نظرا لعدم انخراط طرفين رئيسيين في هذه المبادرة وهما إسبانيا والمغرب، إلا أنه تم تفعيلها من جديد العام الماضي وتم خلال الأشهر الأولى من عام 2014 عودة 158 مهاجر غير قانوني. ووفقا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة التي دعمت هذا البرنامج وقدمت له دعما لوجيستيكيا، فإن هذا البرنامج " يهدف إلى تقديم أجوبة إنسانية على إدارة الهجرة غير الشرعية في المغرب. أحد أهدافها الرئيسية هو مساعدة المهاجرين غير النظاميين في المغرب والذين يرغبون في العودة طواعية إلى بلدهم الأصلي". ويستند البرنامج على تمويل عودة هؤلاء المهاجرين الى بلدانهم الاصلية بتقديم دعم مادي يصل إلى حوالي 500 دولار ( ما يزيد قليلا عن 360 أورو) " للبدء من جديد في بلادهم". في هذه المبادرة التي تشارك فيها حكومات سويسرا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا الى جانب الدعم المغربي، تعلق وزارة الداخلية الإسبانية آمالا كبيرة على هذه الآلية من أجل محاربة الهجرة غير القانونية وتعمل على صعيد آخر على توعية شركائها الأوربيين والاتحاد الأوربي للانضمام إليها وتقديم أجوبة للواقع المهمش الذي يعيشه المهاجرون الأفارقة في المغرب والذين يختبئون في محيط مدينتي سبتة ومليلية في انتظار الفرصة المناسبة للتسلل إليهما برا أو بحرا. ويطغى ملف الهجرة على ساحة النقاش في إسبانية خاصة بعد وفاة نحو 15 مهاجرا غير قانوني غرقا خلال محاولتهم الدخول إلى مدينة سبتةالمحتلة سباحة، واتهم عناصر الحرس المدني الإسباني بتعمد إغراقهم، وهو ما دعا هيئات سياسية وجمعوية إسبانية وأوربية تنتقد الطريقة التي تعالج بها إسبانيا هذا الملف والخروقات التي تصاحب العملية. وكان وزير الداخلية الإسباني فرنناديث دياث قد أعلن خلال زيارته الأخيرة لمدينة سبتة عن وجود 80 ألف مهاجر ينحدر من إفريقيا جنوب الصحراء موزعين بين موريتانيا والمغرب ينتظرون التسلل عبر الأسوار السلكية للمدينتين المحتلتين، وذلك في سياق تشخيصه للظاهرة ومحاولتهم جلب الدعم الاوربي لإسبانيا في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية. هذه الأرقام كانت محل تشكيك من طرف خبراء إسبان، وفق ما نشرته صحيفة "إلباييس" أمس الإثنين على لسان عدد من الأكاديميين والخبراء الناشطين في مجال الهجرة، ونقلت الصحيفة عن "فيران كماس" وهو خبير في شؤون الهجرة أن رسالة التحذير التي أطلقها وزير الداخلية الإسبانية من اقتحامات المهاجرين "مبالغ فيها"، معتبرا أن من شأن تداولها أن يرفع حالة الخوف من "الاجنبي المقتحم"، فيما شككت"دولوريس لوبيث" الباحثة في الهجرة في الأرقام المتداولة مشيرة إلى تعذر إحصائهم لكون الهجرة "ظاهرة متحركة غير مستقرة مثل المهاجرين" ،وان الارقام القريبة إلى الحقيقة هي التي تتداولها المنظمات غير الحكومية التي تعمل على الأرض”. تصوير: عصام زروق