استنجدت إسبانيا بالاتحاد الأوروبي لمساعدتها على مواجهة تدفق المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يحاولون دخول إسبانيا عن طريق سبتة ومليلية المحتلتين. وقال وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث عقب حلوله بمليلية المحتلة أول أمس، بعد زيارته لسبتةالمحتلة، إن بلاده بحاجة إلى دعم بشري ومادي من طرف الاتحاد الأوروبي لمواجهة المحاولات المتكررة وغير المسبوقة لاقتحامها من طرف المهاجرين الأفارقة، مضيفا أن سبتة ومليلية المحتلتين لا تعتبران « حدودا لإسبانيا وإنما أيضا حدودا مع أوروبا» حسب قوله، مضيفا أن اسبانيا تقوم أيضا بحراسة أوروبا من هذا المد، وبالتالي فمن المنطقي أن يساهم الاتحاد الأوروبي في المجهود الذي تقوم به سلطات بلاده. وكان الوزير الإسباني قد أعلن في سبتةالمحتلة أن زهاء 80 ألف مهاجر إفريقي ، نصفهم موجود في المغرب والنصف الآخر في موريتانيا، يسعون إلى دخول إسبانيا بطرق غير قانونية عن طريق المدينتين المغربيتين المحتلتين. واعتبر عدد من المراقبين أن الدعوة التي وجهها الوزير الإسباني إلى الاتحاد الأوربي، محاولة لتبرير المأساة التي شهدها شاطئ سبتةالمحتلة يوم 6 فبراير الماضي عندما قتل 15 مهاجرا إفريقيا بعد إطلاق الرصاص المطاطي عليهم من طرف الحرس المدني الإسباني، مما أدى إلى ردود فعل مستنكرة في أوربا لهذا الأسلوب اللاإنساني في التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وقد أصدرت مدريد قرارا يمنع الحرس المدني من استعمال الرصاص المطاطي لمنع المهاجرين الأفارقة من دخول سبتة ومليلية المحتلتين، كما استقدمت 40 من رجال الشرطة للعمل في النقط الحدودية لمساندة الحرس المدني. وإذا كانت سبتة ومليلية المحتلتان أصبحتا تشكلان مصدر قلق للحكومة الإسبانية التي تسعى لوضع حد لتدفق المهاجرين الأفارقة، فإنها بالنسبة للمخابرات الإسبانية تشكل مصدرا آخر للقلق بخصوص التحاق عشرات الإسبان ذوي الأصول المغربية بالتنظيمات التي تقاتل في سوريا، والمرتبطة بالقاعدة وعلى رأسها جبهة النصرة وداعش. ففي حوار أجرته أول أمس وكالة إيفي للأنباء مع الخبير في الإرهاب الدولي فرناندو ريناريس، قال هذا الأخير إن القاعدة وإن كانت لا تتوفر حاليا على خلايا منظمة في إسبانيا، إلا أن هناك بنية ملائمة للإرهاب يمكنها أن تتحول إلى خلايا تقوم بعمليات إرهابية في إسبانيا أو غيرها من الدول الأوروبية، محذرا من تنامي استقطاب عناصر متطرفة للقتال في سوريا أو أفغانستان ستعود في وقت من الأوقات إلى إسبانيا وغيرها من الدول الأوربية. وأضاف الخبير في الإرهاب الدولي أن القاعدة تركز حاليا على التواجد في المناطق التي ينعدم فيها الاستقرار بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، لكنها لن تستبعد الدول الغربية من عملياتها لاحقا.