شهد المعبر الحدودي الوهمي باب سبتة مجددا صبيحة يوم أمس الثلاثاء 4 مارس الجاري ، عملية اقتحام جماعية للمهاجرين غير الشرعيين المتحدرين من دول جنوب الصحراء ، تعد الأكبر في تاريخ عمليات الاقتحام الجماعي للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين على مدينة سبتةالمحتلة، إذ بلغ عددهم هاته المرة أكثر من 1200 مهاجر، حيث تم اعتقال أكثر من 600 مهاجر غير شرعي في هاته المحاولة. وبحسب مصادر من عين المكان، فإن المهاجرين الأفارقة توزعوا على ثلاث مجموعات ، الأولى والتي تشكلت من 400 مهاجر سري ، نفذوا عملية الاقتحام الجماعي في فجر يوم الثلاثاء من جهة قنطرة سربيسة المخصصة للتهريب المعيشي ، والمجموعة الثانية المشكلة من 400 مهاجر سري ،نفذت عمليتها في حدود الساعة السابعة وعشرين دقيقة بالتوقيت المغربي على الجهة البحرية لمعبر طارخال ، فيما المجموعة الأخيرة المشكلة من 300 مهاجر إفريقي عادت من حيث أتت بعدما تبين لها العدد الكبير من أجهزة الأمن والقوات المساعدة التي حلت بالمعبر الحدودي ، والتي استعانت بها السلطات المغربية مباشرة بعد تنفيذ العملية الأولى . وبحسب ذات المصدر، فإن ممتهني التهريب ساعدوا الأجهزة الأمنية في إيقاف هذا النزوح الجماعي للمهاجرين السرين ، خصوصا وأن تحركهم أثار الرعب في صفوف ممتهني التهريب ، وشرعوا في عرقلة تحركاتهم مما سهل على الأجهزة الأمنية المغربية التحرك بسرعة وإحباط محاولتهم الجماعية . ومباشرة بعد الحادث انتقل إلى المعبر الحدودي الوهمي عامل عمالة المضيقالفنيدق ووالي ولاية أمن تطوان ، وكبار الضباط العسكريين والأمنيين بالإقليم والولاية للوقوف على الأوضاع الأمنية . من جانبها قالت وزارة الداخلية الإسبانية عبر بيان صحفي تداولته وسائل الإعلام الإسبانية، أن ما بين ألف الى 1200 مهاجر حالوا فجر أمس وعبر نقاط مختلف اقتحام الجدران السلكية التي تفصل سبتةالمحتلة عن باقي الأراضي المغربية، مؤكدة أن المهاجرين الأفارقة حاولوا التسلل الى الثغر المحتل عبر البحر معبر طارخال وعبر الجبال، وكذلك عبر المعبر الرئيسي الذي يمر منه المغاربة الذين يتعاطون للتهريب « قنطرة سربيسة «. وأضاف البيان أن 90 في المائة من الأفارقة الموجودين في الجبال المحيطة بسبتةالمحتلة في الجانب المغربي قد شاركوا في عملية الاقتحام الجماعي ليوم الثلاثاء 4 مارس الجاري، مشددة في ختام بيانها أنه لم ينجح أي مهاجر إفريقي في التسلل الى المدينةالمحتلة بسبب الحراسة المشددة من القوات المغربية وكذلك من جانب القوات الإسبانية المشكلة أساسا من الحرس المدني الاسباني والجيش والشرطة المحلية . وتأتي هاته العملية بعدما كانت إسبانيا قد طلبت مؤخرا من المغرب عبر لسان وزير خارجيتها خوسي مانويل غارسيا مارغايو تشديد الحراسة على الحدود المشتركة في سبتة ومليلية المحتلتين، ملحا على ضرورة حرص المغرب على أن يقترب المهاجرون من الحدود الإسبانية . وقد بدأ المغرب بتنفيذ طلب اسبانيا خلال الأيام الماضية عبر الرفع من نسبة القوات المساعدة وعناصر الأمن ، هذا إلى العمل في نقل المهاجرين الى وسط المغرب. وكانت إسبانيا قد تعرضت إلى ضغوطات قوية من قبل الإتحاد الأوروبي في أعقاب فضيحة الخميس الأسود والذي قاد إلى مقتل 15 مهاجرا إفريقيا بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع . حيث أكدت مندوبة الشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي سيسليا مالمستروم أن إطلاق الرصاص ساهم في إثارة الرعب والذعر بين المهاجرين الأفارقة الذين لقوا حتفهم ، في إشارة واضحة إلى إدانة الحرس المدني الإسباني في عملية الوفاة، وهو ما دفع وزير الداخلية الإسباني إلى الرد على هذا التصريح بالقول بأن تدخل الحرس المدني كان قانونيا . وتواجه إسبانيا منذ فترة انتقادات لاذعة من طرف الاتحاد الأوروبي والمنظمات الحكومية بسبب سياسة الهجرة التي تنتهجها، هذا في الوقت الذي تعمل فيه اسبانيا على تحميل المسؤولية للمغرب ، ومطالبة الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الدعم المالي لوقف تدفق المهاجرين.