قال وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث إن هناك ما يناهز 40 ألف مهاجر إفريقي موجودين بالمغرب، وعددا مماثلا في موريتانيا يتحينون الفرصة الملائمة لعبور الحدود الوهمية مع سبتة ومليلية المحتلتين، مضيفا أن هذا الرقم توصل إليه من طرف السلطات المغربية وأكدته الاستخبارات الإسبانية. يأتي هذا في وقت حل فيه الوزير الإسباني أول أمس بسبتةالمحتلة، حيث أعلن عن اتخاذ عدة تدابير لمواجهة هذا التدفق غير المسبوق للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، والذي وصل إلى حد محاولة 1200 مهاجر اقتحام النقطة الحدودية مع سبتةالمحتلة يوم الثلاثاء الماضي، كما أعلن عن تكوين لجنة مشتركة إسبانية - مغربية ستجتمع في طنجة يوم 26 مارس الجاري مختصة في ملف إرجاع المهاجرين السريين إلى المغرب غير أن زيارة الوزير الإسباني إلى سبتةالمحتلة خيمت على أجوائها التراجيديا التي شهدتها مياه سبتةالمحتلة يوم 6 فبراير الماضي، عندما توفي 15 مهاجرا إفريقيا كانوا يحاولون الوصول سباحة إلى المدينةالمحتلة، والتي يجري التحقيق حول المسؤولين عنها. وكانت السلطات الإسبانية قد قررت منع استخدام الرصاص المطاطي لمنع تدفق المهاجرين الأفارقة، وذلك في محاولة لتهدئة المنظمات الحقوقية والمعارضة التي تحمل الحرس المدني ومسؤؤلي المدينتين المحتلتين مسؤولية التعامل القاسي مع المهاجرين غير الشرعيين وفي هذا الإطار شن رئيس الحكومة السابق، خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو حملة على حكومة مدريد، مطالبا باتخاذ تدابير جديدة حتى لا تتكرر هذه المأساة. ومعلوم أن هذه المأساة قد وقعت فجر يوم 6 فبراير الماضي عندما حاول زهاء 300 مهاجر إفريقي الوصول إلى سبتةالمحتلة عن طريق البحر فواجهتهم السلطات الإسبانية بالرصاص المطاطي والغاز، مما أدى إلى غرق 15 منهم، قامت السلطات الإسبانية بدفنهم بسرعة مما أثار حفيظة المنظمات الحقوقية والمعارضة ليتم فتح تحقيق قضائي حول الموضوع لم تظهر نتائجه بعد. وفي خضم هذا الجدل ذكرت مصادر إسبانية أن السلطات المغربية أوقفت سيارة رباعية الدفع كانت تسير بسرعة كبيرة في محاولة لاجتياز البوابة الحديدية ببني انصار على الحدود الوهمية مع مليلية المحتلة، وكان على متن السيارة 17 مهاجرا إفريقيا، بينهم نساء وطفلان قاصران.