في إطار الندوات الشهرية التي دأبت إدارة الكراسي العلمية بوجدة تنظيمها ، نظمت ندوة شهر فبراير في موضوع "سؤال الصحافة". افتتح الندوة مدير الكراسي العلمية د. مصطفى بنحمزة حيث ذكر بالهدف من عقد هذه الحلقات وهو الجلوس من أجل العلم والتعارف مع مكونات المجتمع ، وأعطى مثلا بالندوة السابقة حول "رمضان والصحة" حيث استفاد منها العلماء في فتاويهم المتعلقة بالصيام. بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ أحمد غيلان ،الإطار الصحافي بوكالة المغرب العربي للأنباء ، وتمحورت كلمته حول صناعة المنتوج الإعلامي والمؤثرات التي تؤثر فيه . ومن أهم هذه المؤثرات مالك وسيلة الإعلام والإشهار. وخلال تحليله خلص إلى أن هذه المؤثرات تحول الصحافي إلى مجرد مستخدم لا ينشر من الأخبار والتحاليل إلا ما يرضي المالك والمشهر ، لذلك فالمعركة حسمت في الغرب لصالح الرهان التجاري. أما في المغرب، فالصحافي بالقناتين مقيد بالهاجس الأمني الذي يسيطر على إدارتيهما . أما الصحافة المكتوبة فعوائقها كثيرة أهمها: ضعف المقروئية لدى الشعب المغربي، ومن أسبابها ارتفاع نسبة الأمية الفعلية التي تصل إلى 80% كما بينت ذلك دراسة أجريت على اللوائح الانتخابية ، وكذلك الثقافة التي يتربى عليها الإنسان المغربي حيث لا تدخل من بين مكوناتها قراءة الصحف اليومية . وخلص في نهاية مداخلته بأن مهمة الصحافة يجب أن تكون رسالية وليست تجارية، ولذلك يقترح تكوين تعاونيات أو جمعيات غير ربحية تنتج صحافة تتحرر من كل المؤثرات . بعد ذلك ساهم د. عبد الكريم بوفرة، أستاذ اللغة العبرية بجامعة محمد الأول بوجدة، بمداخلة موجزة حول طبيعة الخطاب الإعلامي الغربي قبل وبعد 11 شتنبر. فقبل هذا التاريخ كانت رسالته تتلخص في تفوق وتقدم الإنسان الغربي (الإله الجديد ) لكن بعد 11/2001/09 أصبحت الرسالة هي محاربة الإرهاب الذي يريد العودة بالإنسان من العمارة إلى المغارة ( أفغانستان ) ولكن جوهر هذه الرسالة هو محاربة الإسلام. وخلال المناقشة طرحت مجموعة من التساؤلات التي ركزت على التحديات التي تواجه الصحافة بشكلها الحالي ، فكيف إذا أصبحت رسالية لا أحد يمولها. ومن بين الأفكار التي طرحت لإيجاد حل لنقص المقروئية ، فكرة الاعتماد على (الإشهار) التي طرحها د. مصطفى بنحمزة. المراسل ذ. محمد العثماني